سياسات الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام (الذراع السوري لتنظيم القاعدة سابقاً)، في سوريا تعكس استراتيجية ممنهجة تهدف إلى إعادة صياغة البلاد وفق أيديولوجية دينية سنية متطرفة، مع استبعاد كامل للتعددية الثقافية والدينية التي تميزت بها سوريا تاريخياً. من خلال رفضه مشاركة الأكراد والدروز والمسيحيين والعلويين كمكونات أو أحزاب في الحكومة الجديدة وفي لجان إعداد الدستور، وكذلك عبر الاتفاقيات “المؤقتة” مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بقيادة الجنرال مظلوم عبدي، يظهر الجولاني تناقضاً واضحاً بين خطابه السياسي وأفعاله على الأرض. هذا التناقض لا يعكس فقط نفاقاً سياسياً، بل يكشف عن استراتيجية طويلة الأمد تستهدف بسط السيطرة الكاملة على سوريا وإعادة تصميمها كدولة دينية تستثني جميع المكونات الأخرى .
1. الإقصاء الدستوري: تهميش المكونات السورية في بناء الدولة
أ. استبعاد الأقليات والتنوع
- إقصاء المكونات: الجولاني لم يمنح أي تمثيل حقيقي للأكراد والدروز والمسيحيين والعلويين في الحكومة الجديدة أو في لجان المؤتمر الوطني وإعداد الدستور. هذا الاستبعاد ليس مجرد إغفال، بل هو جزء من رؤية أيديولوجية تستهدف إعادة تعريف الهوية الوطنية السورية بشكل ضيق ومنغلق.
- الجمهورية العربية السورية: اختيار اسم “الجمهورية العربية السورية” للدولة الجديدة يعكس رغبة في استخدام الدول العربية و الفكر القومي العربي من أجل تثبيت دولته الدينية المتطرفة. و الا فأن تواجد هذا الجمع الغفير من الاسلاميين الاجانب الغبر عرب في جيشة هو دليل على عدم أيمانه القومي و أنه متقوقع دينيا. حتى أصطفافة مع أردوغان هو ليس على أساس قومي بل ديني و فقهي. و بالنسبة له لا يهم أن كانت سوريا تحت الادارة التركية الاسلامية. الجولاني من خلال الابقاء على أسم الدولة السورية عربيا يريد حتى المتاجرة بالقوميين العرب و هو مستوى اخر من النفاق لم يصل الية بن لادن و البغدادي.
ب. الفقه الإسلامي كأساس للتشريع
- الدستور الجديد: إعلان الجولاني أن الفقه الإسلامي هو المصدر الأساسي للتشريع يعني فرض نظام ديني متطرف يستبعد أي تشريعات أو قوانين تتناسب مع التعددية الدينية والثقافية. هذا القرار يعزز مناخ القمع والتطرف ويهدد حقوق الأقليات الدينية والثقافية.
- إلغاء التعددية السياسية: الدستور الجديد يعكس رغبة الجولاني في بناء نظام سياسي مركزي يعتمد على ولائه الشخصي وأيديولوجيته، دون أي مكان للديمقراطية أو التعددية.
ج. التداعيات: تصعيد العنف الطائفي
- الاستبعاد يؤدي إلى التوتر: هذا الإقصاء الدستوري قد يؤدي إلى تصعيد العنف الطائفي، حيث قد تسعى المكونات المستبعدة إلى حماية نفسها بشكل مستقل، مما يزيد من خطر الحرب الأهلية.
- تهديد السلام والاستقرار: غياب التعددية في الدستور يعني أن سوريا قد تتحول إلى دولة بوليسية، حيث يتم قمع أي معارضة أو احتجاج.
2. الاتفاقيات مع قوات سوريا الديمقراطية: أداة تكتيكية و خداع سياسي؟
أ. طبيعة الاتفاقيات
- الوساطة الدولية: الاتفاقيات التي وقعها الجولاني مع قوات سوريا الديمقراطية جاءت بوساطة أمريكية وفرنسية، مما يشير إلى أن هذه الخطوة كانت مدفوعة بضغوط دولية وليست نابعة من رغبة حقيقية في التعاون.
- التهدئة المؤقتة: الاتفاقيات تهدف بشكل أساسي إلى تهدئة التوترات في المناطق الحدودية بين الجولاني وقوات سوريا الديمقراطية، خاصة في شمال شرق سوريا، حيث يتمتع الأكراد بنفوذ كبير. و تحت التهدئة سيحاول الحصول على النفط و المناطق الحدودية و السيطرة على المربعات الامنية على الاقل كي ينطلق بعدها في هجوم كاسح و بدعم تركي على مناطق الادارة الذاتية و خاصة أذا ما قللت أمريكا من تواجدها في شمال شرق سوريا.
ب. عدم الالتزام الحقيقي
- تجاهل الاتفاقيات داخلياً: على الرغم من توقيع هذه الاتفاقيات، يواصل الجولاني سياساته الإقصائية داخل الحكومة والمؤسسات الوطنية. لم يُمنح الأكراد أي تمثيل حقيقي في الحكومة الجديدة أو في لجان إعداد الدستور، مما يدل على أن الاتفاقيات ليست سوى أدوات تكتيكية لتحقيق مكاسب مؤقتة.
- إبعاد الأكراد عن السلطة المركزية: يبدو أن الجولاني يستخدم الاتفاقيات كوسيلة لإلهاء الأكراد وتخفيف الضغط عليهم مؤقتاً، بينما يعمل على تهميشهم تماماً في العملية السياسية والمؤسسات المركزية.
3. لماذا يقوم الجولاني بهذه التناقضات؟
أ. استراتيجية “فرق تسد”
- إضعاف المكونات الأخرى: من خلال توقيع اتفاقيات مع الأكراد، يحاول الجولاني إضعاف موقفهم السياسي والعسكري من خلال إبعادهم عن التحالفات مع بقية المكونات السورية.
- إلهاء الخصوم: الاتفاقيات تُستخدم كوسيلة لإلهاء الأكراد والقوى الأخرى عن ممارساته الإقصائية داخل الحكومة والمؤسسات الوطنية.
ب. بسط السيطرة المركزية
- الهيمنة على دمشق: الجولاني يسعى إلى بسط سيطرته الكاملة على دمشق والمناطق المركزية، حيث يركز على إنشاء نظام سياسي مركزي يعتمد على ولائه الشخصي.
- إبعاد الجميع عن السلطة: من خلال استبعاد الأكراد وبقية المكونات من الحكومة والمؤسسات الوطنية، يضمن الجولاني أن لا يكون هناك أي قوة أخرى قادرة على تحدي سلطته.
4. ماذا يدل هذا التناقض؟
أ. دليل على النفاق السياسي
- استغلال الاتفاقيات: الاتفاقيات مع قوات سوريا الديمقراطية تُظهر أن الجولاني لا يلتزم بالمبادئ التي يعلن عنها، بل يستخدمها فقط لتحقيق مكاسب تكتيكية.
- إقصاء الجميع: رغم توقيع الاتفاقيات، يواصل الجولاني سياساته الإقصائية، مما يدل على أنه لا يعترف بأي شريك سياسي أو مكون آخر.
ب. محاولة بسط السيطرة
- الهيمنة على سوريا: هذا التناقض يشير إلى أن الجولاني يسعى إلى بسط سيطرته الكاملة على سوريا دون مشاركة أي مكون آخر، سواء كان كردياً أو غيره.
- إبعاد الجميع عن السلطة: من خلال استخدام الاتفاقيات كأداة تكتيكية، يحاول الجولاني الهيمنة على السلطة المركزية وإبعاد الجميع عن مواقع القرار.
5. السيناريوهات المستقبلية
أ. تصعيد التوترات مع الأكراد
- إذا استمر الجولاني في سياساته الإقصائية وعدم الالتزام بالاتفاقيات، فمن المرجح أن تتصاعد التوترات مع الأكراد، مما قد يؤدي إلى تصعيد جديد في شمال شرق سوريا.
ب. انهيار الاتفاقيات
- الاتفاقيات قد تنهار إذا شعر الأكراد بأنها مجرد أداة لتضليلهم، مما قد يؤدي إلى تصعيد عسكري جديد في المناطق التي يسيطرون عليها.
ج. ردود الفعل الدولية
- الدول الكبرى، مثل الولايات المتحدة وفرنسا، قد تضغط على الجولاني لتنفيذ الاتفاقيات أو فرض عقوبات جديدة إذا استمر في سياساته الإقصائية.
الجولاني يستخدم الاتفاقيات مع قوات سوريا الديمقراطية كأداة تكتيكية لتحقيق أهدافه الاستراتيجية، بينما يواصل سياساته الإقصائية داخل الحكومة والمؤسسات الوطنية. هذا التناقض يكشف عن نفاق سياسي واضح وهدف استراتيجي واحد: بسط السيطرة الكاملة على سوريا وإعادة تصميمها كدولة دينية تستثني جميع المكونات الأخرى . الاتفاقيات ليست سوى وسيلة لإلهاء الخصوم، بينما يعمل الجولاني على تهميشهم تماماً في العملية السياسية والمؤسسات الوطنية.
الإقصاء الدستوري الذي يمارسه الجولاني ضد الأقليات والمكونات الأخرى يعكس رؤية أيديولوجية متطرفة تهدد السلام والاستقرار في سوريا، وقد يؤدي إلى تصعيد العنف الطائفي وانهيار أي فرص لتحقيق التعايش السلمي.
تحياتي لك يا استاذ هشام، الكورد ماذا يردون و حتى مريكا و فرنسا و كل الدولة و حتى الشيطان لا يعلم الكورد ماذا يردون و ماذا يردون من جولاني و فولاني و علاني ، و كان شعار يان كردستان يان نمان و عندما أمريكا ضرب صدام و سقط و أمريكا قال لكورد تريدون دولة كردستان ها هي كردستان ولكن مسعود و جلان قالو لا نريد دولة كردستان و فقط نريد اخوية عربيه كوردية و ثم راح كركوك و خانقين و شنكال و النساء و الفتيات و القتل، مسعود برازاني و جلال طلباني و هم سبب كل هذا الضمار و اغتصاب و القتل، و عبدالله وجلان من تحرير و توحيد كردستان إلى الخويا الشعوب و ضمر 4الف قرية و 30 الف قتيل من شتبات و شباب الكورد و عبدالله وجلان باع كردستان و كورد و ب ي د جوع الكورد و ظلم الكورد و هجر الكورد و يطالب باخوية الشعوب و ديمقراطية و هذا و هم لم يتحقق ابدا و حتى في أوروبا لا يتحقق هذا، و الكورد باعو كردستان و حتى النساء و فتيات و اذا كان جولاتي ارهابي لمذا الدولة يستقبلون جولاني و اذا كان جولاتي ارهابي ماذا الدولة اعترفوا بحكومة جولاني و بحكم جولاتي، و لا احد يقول جولاتي ارهابي غير الكورد و هذا كلام فاضي بلا قيمة و لمذا الكورد يترجون من جولاتي ان يعترف بهم كبشر و لمذا يطلبون من جولاتي ان يطعميهم و يلبسهم و ليس هذا عار على كل كوردي و الكورد لا يردون دولة كردستان ولا فدرالية ولا حكم زاتي و ماذا يردون كورد و ،حتى الشطان لا يعلم ماذا يردون الكورد،
منذ البداية تأكّدت أنّ الإتفاق بين الجولاني وعبدي ليس إلاّ الإتفاق القديم بين أبو جعفر المنصور وأبي مسلم الخراساني , فالذي يتبع الأسلوب الإسلامي العربي ليس لديه عهود ولا إتفاقات إنما التهيّؤ لجولة قادمة أو تجاوز أزمة فمبدأ الحرب خدعة تبناه المسلمون في صدر الإسلام وحتى اليوم
أما ردود أفعال الدولية فلا تستحق الكلام عنها, ولا يأبه بها إلا المغفلون
الاخ استاذ هشام عقراوي المحترم .. شكرا لكم على كتاباتكم المميزة .. اقرا لكم سلسلة من مقالات ومواضيع مهمة وبمثابة خارطة طريق ترتكز على جملة مقترحات و ارشادات و تحليلات لوضع الكورد وكوردستان و خاصة في هذه الظروف الصعبة والمعقدة وحيث وكما يعلم الجميع يحيط بالكورد و كوردستان اعداء ومن كل الجوانب .. اعداء بلا رحمة .. اعداء بلا ضمير انساني .. اعداء ضد الكورد حتى لو انهم يسكنون على القمر .. ان رموز الكورد مناضلين شرفاء ولا يوجد من بينهم خونه وانما ليس لهم العون الحقيقي اا وما جاء في تعليقك ” marvin ” كلام باطل وبلا معنى .. الجولاني وعصابته ومن ورائهم حكام تركيا هم اشد اعداء الكورد ، ولا يؤمنون بالحرية ولا بحكم فيدرالي تعددي ولا بالسلام الحقيقي .. وفي وجهة نظري فان السياسة الخارجية للقوى الكوردية فعالة وبشكل جيد وخاصة العلاقة المتبادلة و التحالف القوي مع الولايات المتحدة الامريكية و مع بريطانيا و دول اوربا الموحدة والسير خطوة بخطوة نحو الامام وبعقلانيه هو الطريق الى بر الامان والى تحقيق الاهداف الكوردية المعروفة .. والشيء المهم وكما اشرنا اليه ” وحدة الصف الكوردي ” و مسك السلاح باليد للدفاع عن النفس و الارض وقت الحاجة .. مرة اخرى كل التقدير و الشكر لجنابكم استاذ ” هشام .. الكوردي المناضل الشجاع “
شكرا استاذ هشام على كتاباتك وتحليلاتك وارائك الثمينه والصائبه والدقيقه كثر الله من امثالك الشرفاء والمخلصين
** من ألأخر {من دون شك قادة قسد وباقي القوميات اليوم في موقف لا يحسدون عليه ، فغدو بين سندان الأغلبية السنية الإرهابية وبين مطرقة الملا المزيف أردوغان (خاصة والرئيس ترامب مشغول ألان بحرب أوكرانيا وإيران لذا على قادة قسد ليس فقط المناورة حتى إنجلاء الأمور لأبل والتصعيد ضد حكومة الجولاني خاصة بعد دخول تهديدات إسرائيل حيز التنفيذ ، وما فعلته يوم أمس ليس إلا البداية ، خاصة والداخل التركي مرجح للاشتعال من جديد ضد عدو الديمقراطيات أردوغان بعد دخول خصمه اللدود والأخطر من أكرم إمام أوغلو رئيس بلدية أنقرة منصور هياش حلبة التنديد والتهديد ضد تصرفات أردوغان ،سلام؟