في خطوة تعكس سياسة دمشق الرامية إلى فرض مزيد من السيطرة على حركة الأهالي ومنع أي تواصل مع المناطق الخارجة عن نفوذها، أفرجت السلطات السورية عن 20 شخصًا من أبناء السويداء بعد أقل من 24 ساعة من اعتقالهم في مدينة حمص. وفقًا لما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان ، جاء الإفراج بعد وساطة قام بها الشيخ سليمان عبد الباقي ، قائد تجمع أحرار جبل العرب، الذي تواصل مع السلطات لتأمين عودة المعتقلين إلى دمشق ومن ثم إلى السويداء.
اعتقال على خلفية زيارة الرقة
المعتقلون كانوا في طريقهم إلى محافظة الرقة لحضور إحدى الفعاليات المنظمة ضمن إطار “منتدى تماسك”، وهو نشاط يهدف إلى تعزيز التماسك المجتمعي بين مختلف المكونات السورية. وقد تم اعتقالهم أثناء مرورهم عبر مدينة حمص، دون أن تتضح التهم الموجهة إليهم بشكل رسمي.
وبحسب المرصد، فإن هؤلاء الأشخاص شاركوا سابقًا في فعاليات “مؤتمر تماسك” الذي عُقد في دمشق، لكنهم تعرضوا للاعتقال خلال رحلتهم إلى الرقة، التي تقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والإدارة الذاتية.
محاولات دمشق لفرض قيود صارمة
هذا الحادث يعكس السياسة التي تتبعها السلطات السورية لمنع أي تواصل مباشر بين أبناء محافظة السويداء، ذات الغالبية الدرزية، ومناطق سيطرة الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية. يبدو أن دمشق تخشى من أن يؤدي مثل هذا التواصل إلى تعزيز الروابط بين هذه المناطق، مما قد يضعف سيطرتها على المحافظات الجنوبية.
وساطة الشيخ سليمان عبد الباقي
دور الشيخ سليمان عبد الباقي كان محوريًا في حل هذه الأزمة، حيث استطاع التوسط لدى السلطات السورية للإفراج عن المعتقلين وإعادتهم إلى ذويهم. وقد أكدت المصادر أن المعتقلين سيتم نقلهم إلى دمشق أولًا قبل عودتهم إلى السويداء.
دلالات الحادثة
- الرسالة الأمنية : اعتقال أبناء السويداء أثناء توجههم إلى مناطق سيطرة قسد يعكس محاولة دمشق إرسال رسالة واضحة مفادها أنها لن تسمح بأي تواصل أو تنسيق خارج نطاق سيطرتها.
- التخوف من تماسك المعارضة : السلطات السورية قد تكون قلقة من أن يؤدي مثل هذا التواصل إلى بناء جسور بين مختلف المناطق والمكونات، مما قد يشكل تحديًا لنفوذها.
- أوضاع السويداء : المحافظة التي تسكنها غالبية درزية تشهد حالة من التوتر المستمر مع السلطات المركزية، خاصة في ظل ارتفاع وتيرة الاحتجاجات الشعبية ضد الحكومة.
مستقبل العلاقات بين السويداء ومناطق الإدارة الذاتية
مع استمرار السلطات السورية في فرض قيود صارمة على حركة الأهالي ومنع أي تواصل مع المناطق الخارجة عن سيطرتها، يبقى السؤال حول مستقبل العلاقة بين أبناء السويداء ومناطق شمال شرق سوريا. هل ستتمكن السلطات من فرض سياسة العزل الكامل؟ أم أن هناك جهودًا محلية ودولية قد تدفع نحو تعزيز الحوار والتواصل بين مختلف الأطراف؟
الخلاصة
حادثة اعتقال أبناء السويداء في حمص وعودتهم بعد وساطة الشيخ سليمان عبد الباقي تسلط الضوء على السياسة الأمنية المشددة التي تتبعها السلطات السورية لمنع أي تواصل مع مناطق الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية. ومع ذلك، فإن مثل هذه الحوادث تكشف أيضًا عن استمرار الجهود المحلية لتخفيف التوترات وتعزيز الاستقرار في البلاد.