صوت كوردستان:
بينما يعيش الساحل السوري حالة من العنف الممنهج منذ السادس من آذار، حيث تحولت مدن اللاذقية وطرطوس إلى ساحات قتل مفتوحة، برزت القيم الإنسانية والكوردية في استقبال الناجين من العائلات العلوية الفارة من جحيم الحرب. القصف العشوائي، عمليات الخطف، والاعتقالات التي استهدفت المدنيين العلويين بشكل ممنهج، تركت وراءها مئات القتلى وأجبرت من تبقى على الفرار بحثاً عن الأمان.
فرار الناجين نحو الشمال: صورة للمآسي الإنسانية
- وجهتان للناجون :
الناجون الذين تمكنوا من الهروب من العنف في الساحل السوري، اتجهوا إما نحو لبنان أو شمال وشرق سوريا. في هذه المنطقة الأخيرة، وجد العديد منهم ملاذاً مؤقتاً في مدينة القامشلي ، حيث فتحت الإدارة الذاتية أبوابها لاستقبالهم وتوفير الحماية لهم. - شهادات مؤلمة :
روى بعض هؤلاء الناجين للمرصد السوري لحقوق الإنسان قصصاً مرعبة عن معاناتهم. أكدوا أن عمليات القتل لم تميز بين رجل وامرأة، أو طفل وشيخ، وأنها كانت مدروسة وممنهجة. شهاداتهم تعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها أبناء الطائفة العلوية في الساحل السوري.
الاتهامات الموجهة للسلطات السورية
- تهمة الإبادة الجماعية :
النازحون اتهموا عناصر مسلحة تابعة للسلطات السورية بتعمد استهداف المدنيين العلويين، واعتبروا أن ما يحدث هو “جريمة إبادة جماعية”. دعوا المجتمع الدولي إلى فتح تحقيق عاجل ومستقل لكشف ملابسات هذه المجازر. - نداء للعالم :
حذروا من أن تجاهل المجتمع الدولي لهذه الفظائع قد يؤدي إلى تصعيد أكبر، بما في ذلك التهجير القسري المستمر، مما يزيد من معاناة المدنيين.
القيم الكوردية في استقبال النازحين
في ظل هذه المأساة، برزت القيم الكوردية كمثال على التضامن الإنساني:
- التضامن مع الضحايا :
رغم التحديات الاقتصادية والأمنية التي تواجهها الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، فتحت أبوابها لاستقبال النازحين العلويين، وقدمت لهم المساعدات الأساسية مثل الطعام والمأوى. - التعايش المشترك :
القيم الكوردية، التي تدعو إلى التعايش السلمي بين جميع المكونات، انعكست في التعامل الإنساني مع النازحين، بعيداً عن الانقسامات الطائفية أو السياسية. - الدعوة للعدالة :
الإدارة الذاتية والمجتمع الكوردي أعربوا عن تضامنهم مع ضحايا العنف في الساحل السوري، مطالبين بتدخل دولي لوقف المجازر وضمان تحقيق العدالة.
رسالة إلى العالم: إنقاذ ما يمكن إنقاذه
وسط هذه الصورة القاتمة، تبرز نداءات الناجين كصرخة أخيرة للعالم، تطالب بوضع حد لهذه الانتهاكات المستمرة. المجتمع الدولي مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بالتحرك لحماية المدنيين، سواء كانوا علويين أو غيرهم، ومنع المزيد من التصعيد الدموي.
الخلاصة
الأحداث الدامية في الساحل السوري تكشف عن واقع مرير يعيشه المدنيون هناك، حيث أصبحت حياتهم مهددة بشكل يومي. وفي الوقت الذي يُتهم فيه النظام السوري بارتكاب جرائم مروعة ضد المدنيين العلويين، تبرز القيم الكوردية كنموذج للتضامن الإنساني في استقبال النازحين ودعمهم.