حواجز مشتركة في الشيخ مقصود والأشرفية ولكن الأيدي على الزناد: توتر مستمر رغم الاتفاق في حلب

رغم الجهود المبذولة لتطبيق بنود الاتفاق بين مجلس أحياء الشيخ مقصود والأشرفية وسلطة دمشق، لا تزال الأجواء مشحونة بالحذر والتوتر في محيط حيي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب. بدأت قوى الأمن الداخلي التابعة لإدارة شمال وشرق سوريا وقوات “الأمن العام” التابعة لسلطة دمشق العمل على تثبيت حواجز مشتركة في المنطقة، لكن المؤشرات تدل على أن الطرفين ما زالا يتحوطان لأي طارئ، حيث تبقى الأيدي على الزناد.

تنفيذ الاتفاق: إزالة السواتر وفتح الطرق

  • إزالة السواتر الترابية:
    قامت الآليات الهندسية بإزالة السواتر الترابية من طريق العوارض والسكة التي كانت تفصل بين أحياء الشيخ مقصود والأشرفية وبقية أحياء حلب. هذه الخطوة جاءت تنفيذًا للبند الخامس من الاتفاق الموقع بين الأطراف المعنية، والذي ينص على إزالة الحواجز الفيزيائية وفتح الطرق أمام حركة المدنيين.
  • التنسيق بين الأطراف:
    تم التنسيق بين مجلس أحياء الشيخ مقصود والأشرفية وممثلي سلطة دمشق لتسهيل التنفيذ. وقد أُعلن عن هذه الخطوة كجزء من جهود تعزيز الاستقرار وتخفيف التوترات في المنطقة.

الحواجز المشتركة: تعاون شكلي أم ضرورة أمنية؟

  • التواجد المشترك:
    تم نشر الحواجز المشتركة بين قوى الأمن الداخلي (الأسايش) وقوات الأمن العام التابعة لدمشق في محيط الحيَّين. هذا التعاون يبدو وكأنه خطوة نحو توحيد الجهود الأمنية، إلا أنه يحمل في طياته الكثير من الحذر وعدم الثقة.
  • الأيدي على الزناد:
    على الرغم من وجود عناصر من الجانبين معًا في الحواجز، إلا أن التقارير تشير إلى أن الطرفين ما زالا في حالة استعداد دائم لأي سيناريو طارئ. هذا التشديد الأمني يعكس غياب الثقة الكاملة بين الأطراف، وتخوف كل طرف من احتمالية خرق الاتفاق أو حدوث اشتباكات غير متوقعة.

أسباب الحذر المستمر

  1. تاريخ طويل من التوترات:
    الشيخ مقصود والأشرفية كانتا محور صراعات متكررة بين القوات الحكومية وقوات الإدارة الذاتية خلال السنوات الماضية. لذلك، فإن أي خطوة تتعلق بالأمن في المنطقة تحمل ذكريات مؤلمة وتثير مخاوف من تجدد الاشتباكات.
  2. غياب الثقة:
    رغم توقيع الاتفاق، لا تزال هناك شكوك حول مدى التزام كل طرف ببنوده، خاصة في ظل التعقيدات السياسية والعسكرية التي تشهدها سوريا.
  3. الحساسية الأمنية للموقع:
    الحيَّان يمثلان نقطة استراتيجية مهمة في حلب، حيث يربطان المناطق الشرقية والغربية من المدينة. لذلك، يعتبر السيطرة عليهما أمرًا حساسًا للغاية.

التحديات المستقبلية

  • إدارة التنسيق:
    نجاح الحواجز المشتركة يتطلب مستوى عاليًا من التنسيق والثقة بين الطرفين. أي خلل في التواصل قد يؤدي إلى تصعيد غير مرغوب فيه.
  • ردود الفعل المحلية:
    السكان المحليون قد يكون لديهم تحفظات على وجود قوات مشتركة، خاصة إذا شعروا بأنها قد تؤثر على حياتهم اليومية أو تهدد استقرارهم.
  • الضغوط الإقليمية:
    تركيا، التي تعتبر لاعبًا رئيسيًا في الشمال السوري، قد تسعى للتأثير على الوضع في الشيخ مقصود والأشرفية، مما يزيد من تعقيد المشهد.

الخلاصة

رغم الخطوات العملية التي تم اتخاذها لإزالة السواتر ونشر الحواجز المشتركة، لا تزال الأجواء مليئة بالحذر وعدم اليقين. التعاون الأمني بين قوى الأمن الداخلي وقوات الأمن العام يبدو هشًا، ويحتاج إلى جهود دبلوماسية واستراتيجيات واضحة لتعميق الثقة بين الأطراف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *