الجولاني في لقاءة مع البارزاني رفض الاعتراف بالكورد كقومية في سوريا: تناقضات تكشف نوايا سيئة حيال القضية الكوردية

صوت كوردستان:

في لقاء جمع بين أبو محمد الجولاني ، زعيم هيئة تحرير الشام (HTS) ورئيس الحكومة السورية المؤقتة، ونجيروان البارزاني ، رئيس حكومة إقليم كوردستان، خلال اجتماعات أنطاليا في تركيا، أثار الجولاني جدلاً كبيرًا بتصريحاته حول الكورد في سوريا. رغم أنه أكد أن الكورد “مواطنون أصليون في سوريا ولهم حقوق طبيعية”، إلا أن هذه التصريحات تحمل في طياتها تناقضات وتُظهر نوايا قد تكون دفينة حيال القضية الكوردية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد).

تصنيف سوريا كدولة عربية القومية

  • رفض الاعتراف بالكورد كقومية رئيسية :
    تصريح الجولاني الذي يؤكد فيه على أن سوريا هي “دولة عربية القومية” يمثل تجاهلاً واضحًا للتنوع الإثني والثقافي في البلاد. هذا الموقف يتعارض مع مبدأ المواطنة المتساوية التي يجب أن تعترف بجميع مكونات الشعب السوري، بما في ذلك الكورد، كقوميات أصلية وليست مجرد “مجموعات سكانية”.
  • المواطنة العربية :
    من الواضح أن الجولاني ينظر إلى المواطنة السورية من منظور قومي عربي، مما يعني ضمنيًا أن الكورد وغيرهم من المكونات غير العربية لا يتمتعون بنفس الحقوق القومية أو الثقافية. هذا التوجه يعزز الهوية الأحادية للدولة، مما يتناقض مع الدعوات الدولية لتحقيق نظام سياسي لامركزي أو فيدرالي يعكس التنوع السوري.

الشكوك حول الاتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية

  • التصريحات الملتبسة :
    عندما قال الجولاني إنه “يعترف بحق الكورد في حياة آمنة سواء تم التوصل إلى اتفاق مع قسد أم لا”، فإن هذا يشير إلى شكوكه حول إمكانية الوصول إلى اتفاق حقيقي مع قوات سوريا الديمقراطية.
  • نواياه الدفينة :
    هذه التصريحات تكشف عن نوايا الجولاني الحقيقية، حيث يبدو أنه يسعى إلى تجاوز قسد تمامًا والتعامل مباشرة مع الكورد كأفراد أو مجتمعات محلية، دون الاعتراف بهم كقوة سياسية وعسكرية مستقلة. هذا النهج يهدف إلى تقليص دور قسد ككيان يمثل الكورد ويدافع عن حقوقهم، وبالتالي تفكيك أحد أهم القوى التي أسهمت في محاربة الإرهاب وبناء نموذج للإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا.

تناقضات الجولاني وتأثيرها على القضية الكوردية

  1. إقصاء الكورد كقومية :
    • رفض الجولاني الاعتراف بالكورد كقومية رئيسية في سوريا يعكس استراتيجية طويلة الأمد لتهميش الكورد وإضعاف مطالبهم السياسية والثقافية.
    • هذا الموقف يتناقض مع الواقع التاريخي والديموغرافي لسوريا، حيث يشكل الكورد ثاني أكبر قومية في البلاد بعد العرب.
  2. محاولة تفكيك قسد :
    • تصريح الجولاني حول “الاعتراف بالكورد كمواطنين” حتى دون الاتفاق مع قسد يشير إلى رغبته في تفكيك قسد ككيان سياسي وعسكري، مما يهدد الاستقرار في المناطق التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية.
    • هذا النهج قد يؤدي إلى تصعيد التوترات مع الكورد ومع المجتمع الدولي الذي يعتبر قسد شريكًا استراتيجيًا في مكافحة الإرهاب.
  3. تعزيز الهوية الأحادية :
    • تصنيف سوريا كدولة عربية القومية يعزز النزعة المركزية الأحادية التي كانت أحد أسباب الأزمة السورية.
    • إذا استمر الجولاني في هذا النهج، فإنه قد يعيد إنتاج نفس السياسات الاستبدادية التي أدت إلى اندلاع الثورة السورية عام 2011.

الخلاصة

تصريحات الجولاني حول الكورد تكشف عن تناقضات كبيرة في موقفه السياسي. رغم ادعائه بأنه يعترف بحقوق الكورد كمواطنين سوريين، إلا أن رفضه الاعتراف بهم كقومية رئيسية وتركيزه على الهوية العربية لسوريا يعكس نية واضحة لتهميش الكورد وتقليص دورهم السياسي والثقافي.

علاوة على ذلك، شكوكه حول إمكانية التوصل إلى اتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية تشير إلى نوايا دفينة قد تؤدي إلى تصعيد التوترات مع الكورد ومع القوى الدولية الداعمة لهم. إذا لم يتم التعامل مع هذه القضايا بحكمة، فإن الجولاني قد يساهم في إعادة إنتاج الأزمات التي دمرت سوريا لعقود، بدلاً من بناء نظام سياسي جديد يعكس تنوع البلاد ويحقق العدالة لجميع مكوناتها.

One Comment on “الجولاني في لقاءة مع البارزاني رفض الاعتراف بالكورد كقومية في سوريا: تناقضات تكشف نوايا سيئة حيال القضية الكوردية”

  1. ** من ألأخر { ١: خطأ كارثي أخر يرتكبه كورد العراق ، فمصافحة عدوا مكشوف التاريخ والأهداف والنوايا ، يشبه تماما ما فعلو في العراق عندما ذهبو وصافحو لأبل وساندو ودعمو عدوا هو ألأخر مكشوف التاريخ والأهداف والنوايا ، فهاهم اليوم يدفعون الثمن بعدما أضاع الحزبين الحاكمين فرصة تحرير أنفسهم واستقلالهم (والفرق أن أحدهم مدعوم من أردوغان والاخر مدعوم من إيران)؟ ٢: هذه الصورة تدلل على أعتراف حكومة الإقليم بحكومة الجولاني التي حادت عن منطق الدولة والديمقراطية ، لذا سيكون لهذه الخطوة تداعيات خطيرة على حكومة الإقليم لأنها أتت من وجهة نظري بضغط من أردوغان وليس من ترامب أو إسرائيل ، خاصة والكثير من الدول المهمة لازالت غير معترفة به وبدولته ، سلام؟

Comments are closed.