اسم هذه الكلية يرتبط ايضا بمنتدى النشر والفضل في تاسيسهما الشيخ محمد رضا المظفر ( 1904 ـ 1960) ومن معه من الاعلام الخلص والنجباء ، وقد تخرج من الكلية نخبة من الاعلام تشهد لهم الساحة العلمية الامامية بالامس واليوم ولهم بصمة على الثقافة الاسلامية .
هذه الكلية اي كلية الفقه عانت ما عانت بالامس اقصد ايام التاسيس ومن شخصيات من صلب العمل التدريسي الاسلامي ، ويكفي ما ذكره الشيخ المظفر في مذكراته المخطوطة التي حققها الشيخ محمد رضا القاموسي ، وفيها ذكر الالام والمعاناة والاستهداف لمشروعه الذي يعتبر خطوة رائعة للنهوض بالدراسة الدينية نحو الدراسة الحديثة ، وللشهادة كان السيد ابو الحسن الاصفهاني والسيد محسن الحكيم والسيد ابو القاسم الخوئي من الداعمين لهذا المشروع بقوة وحتى اجازوا صرف الحقوق لهم ، واليوم يدعمهم السيد السيستاني
ان الذين لا يؤيدون مشروعه لا يكتفون بالابتعاد عنه بل يحرضون ويلفقون الاكاذيب عليه ، وقد اجاد كذلك الدكتور علي خضر حجي في موسوعته عن كلية الفقه وذكر بعض من معانانه ، على سبيل المثال كان هنالك رفضا قاطعا لان يكون للمدير مكتب وكرسي اي انه يجب ان يجلس على الارض وان لا يكون للطلاب كراسي دراسية ، اما المنهج فكان محل اشكال لديهم ، ومن المعاناة التي ذكرت ان الكلية شغلت مكان مهجور لا ملكية له ولا يعرف عنه شيئا فسمح السيد ابو الحسن الاصفهاني للكلية او المنتدى بالعمل فيه ، وشاءت الصدف ان تظهر وثيقة تثبت انه وقفية وهنا سحب السيد تخويله لانه امر طبيعي اذ تغيرموضوع الحكم ، ولكن ماذا فعل المحرضون ، بداوا يروجون ان الكلية تعمل في مكان مغصوب وكيف يصلي ابناؤنا في مكان مغصوب وهكذا .
وعند وفاة الشيخ المظفر تالم كثيرا السيد محمد الروحاني والذي كان معه قبل ايام وشكى له همومه وما فعلوا به فقال عنه السيد الروحاني سيموت هذا الرجل بالسكتة القلبة لما عانى من محاربة من هم في نفس المهنة له ، وبالفعل توفي وعمره ستين سنة .
وجاء دور الطاغية لكي يستهدف الكلية بقرارات خبيثة من غلق ومصادرة ورقابة وتحويل عائديتها مثلا جعلوها على نقابة الادباء وهم لا علاقة لهم بالادباء ومهما حاولوا لم يتمكنوا بسبب بعثي في النجف ، وكذلك قامت لجنة من حكومة الطاغية بضمنهم ممن يعرفونهم ولا يذكرون اسمائهم قامت هذه اللجنة بحرق كتب المنتدى لاسيما القديمة والتراثية والمستمسكات الوثائقية التي تثبت تاريخ هذا المشروع العملاق .
وكثيرة جدا هذه الاستهدافات بعضها من داخل النجف ، وسقط الطاغية ، واعتقدوا ان المشروع سيتنفس الصعداء ، فهل تعلمون ان استرجاع المبنى من نقابة العمال لان حكومة البعث منحتها لهم الاسترجاع لم يتم الا في سنة 2011 يعني طوال ثمان سنوات لم يتم استرجاعها والله العالم ماهو السبب ، وحتى عند الاسترجاع طالبوا بمبلغ تعويض قرابة مئة مليون ، عن ماذا اذا كانت البناية اصلا هي ليست لهم بل ادعوا انهم صرفوا عليها اموال ، ولم يدفع اي شخص التعويض الا السيد السيستاني حفظه الله واستلموها خربة حتى بعض الخراب لا زال موجودا الى الان . واسترجعت على ما اعتقد سنة 2014 اي افتتحت الكلية بعد الترميم والتاهيل وهذا ايضا جاء بتبرعات من الجهات الخيرية وكان للعتبة الحسينية المقدسة مكان لها في ذلك ، واما الالتزام بالتعليمات ودفع الضرائب والرسوم فانها كانت معاناة بحقهم من جهات المفروض تعلم بماهية كلية الفقه ، ولانني جلست مع الدكتور محمود رئيس الكلية فقد قرات المعاناة في عينيه وسمعت الاهات من فمه ولكنه لم يذكر اي جهة او شخصية ، على سبيل المثال لديهم في الكلية ست اساتذة دكتوراه وبروفسور ، وياتيهم كتاب من الوزارة بانها سترشح عميد لها من خارج الكلية ، وبعد ان قدم الدكتور محمود ما يثبت ان لديه ستة اساتذة بدرجة بروف الى وزير التعليم تم الغاء كتابهم ، ومن هنا نسال من اصدر هذا الكتاب الا يعلم بما لدى الكلية من شخصيات كفوءة ولديها شهادات ، فان كان لا يعلم فتلك هي مصيبة وان كان يعلم فالمصيبة اعظم .
الجانب المالي في اتعس حالاته والمبالغ التي يدفعها الطلاب رمزية ولا تكفي حتى رواتبهم وفي بعض الاحيان تتوقف بعض الخدمات لعدم وجود نثرية ، طبعا لم يسمح لي ذكر كل المعاناة التي يعانون منها وهي كلية رائدة بحق واقول للشيخ محمد رضا المظفر وهو في قبره اطمئن لم ترفع معاناة ابنائك وبنفس الوجوه التي استهدفتك تغيرت بالشكل الا انها بالنوايا والفعل هي نفسها ، فلماذا يستهدف هكذا صرح علمي ينهض بالدراسة الاسلامية نحو الدراسة العصرية ؟ بدلا من دعمه بكل ماهو ممكن .