صوت كوردستان:
حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء من محاولات اختبار صبر أنقرة في سوريا، مشددًا على أن تركيا لن تتردد في مواجهة أي طرف يسعى لإثارة الفتن أو زعزعة استقرار البلاد. جاءت تصريحاته في سياق تأكيد موقف تركيا الداعم للحكومة السورية ووحدتها الوطنية، مع رفض أي محاولات لتقسيم الأراضي السورية تحت أي ذريعة.
رسالة تحذيرية: “تركيا ليست دولة يمكن اختبار حدودها”
- مواجهة كل من يثير الفتن :
قال أردوغان: “كل من يريد إثارة الفتن في سوريا سيجد نفسه في مواجهتنا” . وأكد أن تركيا ستواصل دعم الحكومة السورية في الحفاظ على وحدة الأراضي ومنع أي تقسيم محتمل، مشيرًا إلى أن بلاده “ليست دولة من الممكن اختبار حدودها أو امتحان صداقتها وعداوتها” . - التزام بدعم الحكومة السورية :
شدد الرئيس التركيا أن أي محاولة لزعزعة استقرار سوريا ستجد تركيا واقفة بجانب الحكومة السورية. - لا عودة لما قبل 8 ديسمبر 2024 :
أكد أردوغان أن لا مجال إطلاقًا للعودة إلى ما قبل تاريخ 8 ديسمبر 2024 في سوريا، في إشارة إلى التطورات السياسية والعسكرية التي شهدتها البلاد منذ ذلك التاريخ، والتي أسهمت في تعزيز الاستقرار.
التعاون مع الحكومة السورية:
- دعم وحدة الأراضي السورية :
وزارة الدفاع التركية أكدت التزام أنقرة بدعم وحدة الأراضي السورية واستقرارها، مشيرة إلى استمرار التعاون مع الحكومة السورية لتعزيز قدراتها الدفاعية ومكافحة الإرهاب. - اجتماع تركي-إسرائيلي فني :
يأتي هذا التصعيد بعد عقد أول اجتماع فني بين تركيا وإسرائيل في أذربيجان الأربعاء الماضي، لبحث آلية تفادي الصدام العرضي بين قوات البلدين في سوريا. الاجتماع يعكس محاولات لتخفيف التوترات بين الطرفين، رغم التحركات الإسرائيلية الأخيرة في الأراضي السورية.
التوترات الإقليمية: التحركات الإسرائيلية ورسائلها
- التمركز الإسرائيلي في سوريا :
التقارير تشير إلى تمركز إسرائيلي مؤخرًا في عدة قواعد عسكرية داخل سوريا، وُصف بأنه رسالة موجهة إلى تركيا ضد محاولاتها إنشاء قواعد دائمة في البلاد.- هذه الخطوة تأتي في ظل التنافس المتزايد بين تركيا وإسرائيل على النفوذ في المنطقة، خاصة مع تنامي العلاقات التركية-السورية.
- رد تركيا على التحركات الإسرائيلية :
تصريحات أردوغان تعكس موقفًا حازمًا ضد أي تدخلات خارجية قد تؤثر على استقرار سوريا، حيث يبدو أن أنقرة تسعى لتأكيد دورها كلاعب رئيسي في مستقبل البلاد.
تحليل: تركيا بين الدبلوماسية والمصالح الاستراتيجية
- دعم وحدة سوريا مقابل مكافحة الإرهاب :
- تركيا تحاول الموازنة بين دعم وحدة الأراضي السورية ومكافحة الجماعات التي تعتبرها إرهابية.
- هذا التوازن يتطلب تنسيقًا دقيقًا مع الحكومة السورية، خاصة في ظل التقارب الأخير بين أنقرة ودمascus.
- التوتر مع إسرائيل :
- التحركات الإسرائيلية في سوريا تمثل تحديًا مباشرًا للنفوذ التركي، مما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي.
- الاجتماع الفني بين تركيا وإسرائيل يعكس محاولات لتخفيف التوترات، لكنه لا يلغي التنافس بين الطرفين
الخلاصة
تصريحات أردوغان ترسم صورة واضحة عن موقف تركيا الثابت في سوريا: دعم وحدة الأراضي، رفض أي تقسيم، ومعارضة أي تدخلات خارجية قد تزعزع الاستقرار. في الوقت نفسه، تسعى أنقرة إلى لعب دور محوري في مستقبل سوريا، بينما تعمل على إدارة التوترات الإقليمية مع أطراف أخرى مثل إسرائيل. مع استمرار التحركات الدولية والإقليمية في سوريا، يبدو أن تركيا مصرة على تعزيز وجودها السياسي والعسكري في سوريا.