البنتاغون ينفي تقليص الوجود العسكري الأمريكي في سوريا: إعادة نشر القوات وليس خفضها

أكدت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، تعليقًا على التقارير التي تحدثت عن تقليص الوجود العسكري الأمريكي في سوريا، أن الولايات المتحدة تعمل على إعادة نشر قواتها بشكل دوري في المنطقة لتلبية المتطلبات الميدانية والظروف الطارئة، نافية بذلك أي خطط لخفض عدد القوات. جاء ذلك في تصريح للمتحدث باسم البنتاغون لوكالة “نوفوستي”، حيث أكد أن هذه التحركات تعكس مرونة الاستراتيجية الدفاعية الأمريكية وقدرتها على التكيف مع التهديدات الأمنية المتغيرة.

تصريحات البنتاغون: التركيز على المرونة والتكيف

  • إعادة النشر الدوري للقوات :
    قال المتحدث باسم البنتاغون: “تعيد وزارة الدفاع نشر قواتها بصورة دورية استجابةً للمتطلبات التشغيلية والظروف الطارئة” . وأوضح أن هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز الكفاءة التشغيلية وضمان القدرة على التحرك السريع في أي مكان حول العالم.
  • التأكيد على مواجهة التهديدات الأمنية :
    أضاف أن هذه التحركات تعكس قدرة الولايات المتحدة على التكيف مع التحديات الأمنية الجديدة، بما في ذلك التهديدات التي قد تنشأ في سوريا أو المناطق المجاورة.

التقارير السابقة: هل يتم تقليص القوات؟

  • تقارير “سي بي إس نيوز” :
    كانت قناة “سي بي إس نيوز” قد نقلت يوم الثلاثاء الماضي أن واشنطن تدرس خفض عدد قواتها في سوريا، والتي تقدر حاليًا بنحو 2000 جندي ، مع تركيز القوات المتبقية في عدد أقل من القواعد. وأشارت التقارير إلى أن هذا القرار يأتي في ظل إعادة تقييم الأولويات العسكرية الأمريكية في المنطقة.
  • نفى البنتاغون لهذه التقارير :
    التعليقات الأخيرة للبنتاغون تنفي بشكل قاطع وجود أي خطط لتقليص القوات، مؤكدة أن الحديث يدور فقط عن “إعادة النشر” وليس “الانسحاب”.

أسباب إعادة النشر: لماذا الآن؟

  1. التغيرات في المشهد السوري :
    • مع التقارب بين تركيا وسوريا، والتغيرات في موازين القوى الإقليمية، يبدو أن البنتاغون يسعى إلى تعديل انتشار قواته لضمان استمرار فعاليتها في مواجهة التهديدات المحتملة.
  2. مواجهة النفوذ الإيراني والتركي :
    • الوجود الأمريكي في سوريا يهدف بشكل رئيسي إلى مكافحة تنظيم “داعش” واحتواء النفوذ الإيراني. إعادة النشر قد تكون محاولة لتعزيز القدرات الأمريكية في مواجهة هذه التهديدات.
  3. ضغوط إسرائيلية :
    • الضغوط الإسرائيلية على واشنطن لتأجيل أي انسحاب أو تقليص للقوات قد تكون عاملًا مؤثرًا في قرار البنتاغون. إسرائيل تخشى من تمدد النفوذ التركي أو الإيراني في حال غياب القوات الأمريكية.

التأثير على الأرض: ماذا يعني إعادة النشر؟

  • تعزيز الوجود في مناطق استراتيجية :
    إعادة النشر قد تعني تمركز القوات الأمريكية في مواقع أكثر حيوية واستراتيجية، مثل القواعد القريبة من حقول النفط أو المناطق الحدودية مع العراق.
  • رسالة لشركاء وأعداء أمريكا :
    هذه الخطوة ترسل رسالة واضحة بأن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بدعم قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ومكافحة الإرهاب، بينما تسعى أيضًا إلى مواجهة النفوذ الإقليمي لأنقرة وطهران.

الخلاصة

تصريحات البنتاغون تنفي بشكل واضح أي خطط لتقليص القوات الأمريكية في سوريا، مؤكدة أن الحديث يدور عن إعادة نشر لتلبية المتطلبات الميدانية والتهديدات الأمنية المتغيرة. هذه الخطوة تعكس استراتيجية أمريكية مرنة تهدف إلى تعزيز القدرة على التكيف مع التحديات الإقليمية، مع ضمان استمرار الدور الأمريكي في سوريا. ومع ذلك، فإن أي تحركات على الأرض ستكون محط متابعة دقيقة من الأطراف الإقليمية، خاصة إسرائيل وتركيا، اللتين تعتبران سوريا ساحة حساسة لمصالحهما الوطنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *