صوت كوردستان:
في ظل التحولات الجيوسياسية الكبرى التي شهدتها المنطقة، بما في ذلك انهيار النفوذ الإيراني وانحسار المعسكر الشيعي في سوريا والعراق، بدأت الجماعات الإسلامية المتطرفة المرتبطة بفكر الإخوان المسلمين بالتمدد نحو الأردن كجزء من استراتيجيتها الجديدة. هذه الجماعات، التي تتبنى خطابًا متطرفًا تحت غطاء ديني، تسعى لاستغلال الفراغ السياسي والأمني الناجم عن تغير موازين القوى الإقليمية.
كشف مخططات خطرة: تصنيع الصواريخ والطائرات المسيرة
- اعترافات خطيرة :
نشرت المخابرات الأردنية اعترافات مصورة لثمانية متهمين رئيسيين في قضايا تصنيع الصواريخ، التجنيد، والتدريب، بالإضافة إلى تصنيع الطائرات المسيرة. الاعترافات كشفت عن مخططات خطيرة تستهدف الأمن الوطني الأردني.- قضية تصنيع الصواريخ :
- المتهم عبدالله هشام أحمد عبد الرحمن (مواليد 1989) أقرّ بأن علاقته بجماعة الإخوان المسلمين غير المرخصة بدأت منذ عام 2002 عبر المساجد والمدارس.
- كشف أن شخصًا يدعى إبراهيم، وهو عضو في جماعة الإخوان، طرح عليه فكرة تصنيع صواريخ في الأردن عام 2021، حيث أوكل إليه مهمة إنشاء الهياكل المعدنية.
- تواصل عبدالله مع قريبه معاذ الغانم للمشاركة في المشروع، وسافرا إلى لبنان للقاء مسؤول تنظيمي هناك يدير الملف.
- التخطيط لتصنيع الطائرات المسيرة :
- تم الكشف عن مخطط آخر لتصنيع طائرات مسيرة بهدف استخدامها في عمليات تخريبية داخل المملكة. المتهمون أكدوا أنهم كانوا يتلقون التعليمات من قيادات مرتبطة بالإخوان.
- قضية تصنيع الصواريخ :
التطرف السني كبديل للتطرف الشيعي
- انتقال التهديدات :
مع انهيار المعسكر الشيعي الذي تقوده إيران، يبدو أن التطرف السني بدأ يحل محله في المنطقة. جماعات مثل الإخوان المسلمين تحاول استغلال الفراغ السياسي لتعزيز نفوذها في دول مثل الأردن. - الدور التنظيمي للإخوان :
المتهمون أكدوا أنهم كانوا يعملون تحت إشراف قيادات إخوانية، مما يشير إلى أن الجماعة لا تزال تلعب دورًا محوريًا في تجنيد الأفراد وتمويل الأنشطة غير المشروعة.
الحكومة الأردنية تواجه التحديات
- إجراءات أمنية مشددة :
الحكومة الأردنية، عبر وكالة المخابرات العامة، عملت على كشف هذه المخططات وإحباطها قبل تنفيذها.- الاعترافات التي تم بثها تهدف إلى تعزيز الوعي العام حول خطورة هذه الجماعات وتهديداتها للأمن الوطني.
- محاكمة المتهمين :
جميع المتهمين يواجهون الآن العدالة أمام محكمة أمن الدولة، حيث يتم التحقيق معهم حول تورطهم في أنشطة إرهابية وتخريبية.
لماذا الأردن؟
- موقع استراتيجي :
- الأردن يمثل نقطة ارتكاز بين العراق وسوريا والسعودية، مما يجعله هدفًا مهمًا للجماعات المتطرفة التي تسعى لتوسيع نفوذها.
- الفراغ السياسي :
- التغيرات السياسية في المنطقة، بما في ذلك انهيار النفوذ الإيراني، خلقت فراغًا يمكن لهذه الجماعات استغلاله لتنفيذ أجنداتها.
- التحديات الداخلية :
- رغم الاستقرار النسبي في الأردن، إلا أن الجماعات المتطرفة تحاول استغلال بعض القضايا الاجتماعية والاقتصادية لتجنيد الشباب.
الخلاصة
الأردن يواجه اليوم تهديدًا جديدًا يتمثل في تمدد الجماعات الإسلامية المتطرفة المرتبطة بالإخوان المسلمين، والتي تسعى لملء الفراغ الناجم عن انهيار المعسكر الشيعي. الاعترافات التي كشفت عنها المخابرات الأردنية تسلط الضوء على خطورة هذه المخططات وضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة لمواجهتها.