بكين تهدد بإجراءات مضادة ضد الدول التي تدعم سياسات واشنطن الاقتصادية “على حساب الصين”

صوت كوردستان:

حذرت بكين اليوم (الاثنين) من أنها سترد بإجراءات مضادة ضد الدول التي تختار توقيع اتفاقيات تجارية مع الولايات المتحدة إذا كانت هذه الاتفاقيات ستؤدي إلى الإضرار بالمصالح الصينية. هذا التصعيد يعكس استمرار التوتر المتصاعد في الصراع الاقتصادي بين القوتين العظميين، وسط جهود إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لعزل الصين اقتصادياً من خلال نظام من التعريفات الجمركية والضغوط على الشركاء التجاريين العالميين.

رد فعل الصين: “لن نقبل التنمر الأحادي الجانب”

في بيان رسمي صادر عن وزارة التجارة الصينية ، وصفت بكين السياسات التجارية الأمريكية بأنها “تنمر أحادي الجانب”، مؤكدة أنها لن تتسامح مع أي اتفاقيات تجارية دولية تهدف إلى إضعاف الاقتصاد الصيني. وقال البيان:

إذا خضعت دول أخرى للضغوط الأمريكية، فسنرد بحزم”.

ويأتي هذا التحذير بعد تقارير تفيد بأن إدارة ترامب تخطط لتكثيف الضغوط على شركاء تجاريين عالميين – بما في ذلك دول في أوروبا وآسيا – لتقليص تعاونهم الاقتصادي مع الصين. وقد استجابت بعض الدول بالفعل لهذه الضغوط، مما يثير قلق بكين من تشكيل تحالف اقتصادي دولي ضدها.

استراتيجية ترامب: الحصار الاقتصادي

إدارة ترامب تعمل على بناء شبكة ضغوط اقتصادية متعددة الأطراف تهدف إلى تضييق الخناق على الصين، وتشمل:

  • فرض رسوم جمركية مرتفعة على السلع الصينية.
  • مطالبة الدول الأخرى بتقليل اعتمادها على المنتجات الصينية.
  • تقديم حوافز للدول التي تقطع العلاقات الاقتصادية مع بكين.

وقد بدأت هذه الاستراتيجية تؤتي ثمارها، حيث بدأت بعض الدول في إعادة النظر في شراكاتها التجارية مع الصين، خوفاً من التداعيات الاقتصادية المحتملة نتيجة الغضب الأمريكي.

رد الصين: الدبلوماسية الاقتصادية والقيود المضادة

في محاولة لمواجهة الضغوط الأمريكية، كثفت الصين جهودها الدبلوماسية والاقتصادية:

  1. الدبلوماسية الإقليمية :
    قام الرئيس الصيني شي جين بينغ الأسبوع الماضي بجولة دبلوماسية في جنوب شرق آسيا ، حيث التقى بزعماء من دول مثل ماليزيا ، كمبوديا ، وفيتنام . وأكدت الصين أن هذه الخطوة تهدف إلى “تعزيز الاستقرار والازدهار الإقليمي” في وجه تصاعد الحمائية الغربية.
  2. فرض قيود على الصادرات :
    ردت الصين بفرض قيود على تصدير المعادن الأساسية ، وهي مواد استراتيجية تستخدم في العديد من الصناعات العالمية، بما في ذلك التكنولوجيا المتقدمة والطاقة المتجددة.
  3. إجراءات انتقامية أخرى :
    واصلت الصين الرد على السياسات الأمريكية من خلال فرض قيود جديدة على واردات المنتجات الصناعية الأمريكية، بما في ذلك السفن .

التداعيات الدولية

  • تشكيل تحالف اقتصادي ضد الصين :
    تخشى بكين من أن تنجح واشنطن في تشكيل تحالف دولي يهدف إلى تقليص التعاون الاقتصادي مع الصين، مما قد يؤدي إلى عزلها اقتصادياً على الساحة العالمية.
  • تأثير على الاقتصاد العالمي :
    تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين قد يؤدي إلى اضطرابات في سلاسل الإمداد العالمية، وزيادة التكاليف على المستهلكين، وتراجع النمو الاقتصادي العالمي.

الخلاصة

الصراع الاقتصادي بين الولايات المتحدة والصين يدخل مرحلة جديدة من التصعيد، حيث تسعى كل من القوتين إلى تعزيز نفوذهما الاقتصادي على الساحة الدولية. بينما تعمل واشنطن على عزل الصين من خلال الضغوط الدبلوماسية والتعريفات الجمركية، ترد بكين بإجراءات مضادة ومحاولات لتعزيز علاقاتها مع الدول الأخرى، خاصة في منطقة جنوب شرق آسيا .

يبقى السؤال المطروح: هل سيؤدي هذا التصعيد إلى تفاقم الانقسامات الاقتصادية العالمية، أم أن هناك مجالاً للتوصل إلى حلول تفاوضية تخفف من حدة التوترات؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *