صوت كوردستان:
تستمر حالة التوتر والقلق في مناطق الغالبية العلوية في سوريا، مع تصاعد وتيرة الاعتقالات والاشتباكات الأمنية التي تستهدف المدنيين، مما يثير مخاوف السكان المحليين ويؤجج الشعور بعدم الأمان. آخر هذه الحوادث شهدتها عدة مناطق في محافظتي اللاذقية وحمص ، حيث قامت قوات الأمن العام بحملات اعتقال ومداهمات واسعة النطاق، ترافقت مع أعمال عنف واضطرابات.
اعتقالات في ريف القرداحة
في منطقة ريف القرداحة ، داهمت قوات الأمن العام منازل في حارة بيت العتيقة ، واعتقلت 8 أشخاص ، بينهم طالب ثانوي “بكالوريا”. ولم يتم الكشف عن التهم الموجهة إليهم أو مصيرهم حتى اللحظة. هذا النوع من الاعتقالات التعسفية أثار استياء الأهالي، الذين أعربوا عن مخاوفهم بشأن سلامة المعتقلين في ظل غياب أي معلومات رسمية حول وضعهم.
اللاذقية: اعتقال شبان رغم التسوية
تزامنت هذه الاعتقالات مع حملة أخرى في مدينة اللاذقية ، حيث تم اعتقال ثلاثة شبان ، اثنان منهم شقيقان، بعد مداهمة منازلهم في حي المنتزه واستراد الثورة . وبحسب المعلومات، فإن الشبان الثلاثة كانوا قد أجروا تسوية أوضاعهم مع الحكومة الجديدة، مما يجعل اعتقالهم أمراً مستغرباً وغير مبرر.
هذه الحادثة زادت من حالة القلق لدى ذوي المعتقلين، خاصة أن مصيرهم لا يزال مجهولاً حتى الآن. ولا يبدو أن هناك أي تفسير رسمي لهذه الاعتقالات، مما يعزز الشكوك حول وجود نهج متعمد يستهدف فئات معينة من السكان.
حملة أمنية في قرية فاحل بريف حمص
وفي قرية فاحل ذات الغالبية العلوية في ريف حمص الغربي ، شن عناصر من الأمن العام حملة أمنية واسعة النطاق، أسفرت عن اعتقال شابين من القرية. ترافقت الحملة مع إطلاق نار كثيف في الهواء باستخدام أسلحة رشاشة متوسطة وثقيلة، إلى جانب رمي قنابل بشكل عشوائي في الشوارع والأحياء السكنية.
هذه العمليات الأمنية جاءت بشكل مفاجئ، ما دفع السكان إلى التزام منازلهم خشية التعرض للأذى. وأثارت الأصوات العالية للتكبيرات ودوي الرصاص والانفجارات حالة من الخوف والهلع في أرجاء القرية، حيث لم يكن هناك أي تحذير مسبق أو تفسير واضح للسكان حول سبب هذه الحملة.
مخاوف السكان وغياب الشفافية
الحادثتان الأخيرتان تعكسان استمرار مسلسل الانتهاكات والاعتداءات التي تتعرض لها الطائفة العلوية في سوريا. ومع غياب الشفافية من قبل السلطات بشأن أسباب هذه الاعتقالات والحملات الأمنية، يتزايد الشعور بالتهميش وعدم الأمان لدى السكان المحليين.
ردود فعل الأهالي:
- الأهالي عبروا عن استيائهم الشديد من هذه الممارسات، مشيرين إلى أنها تزيد من حالة الاحتقان الاجتماعي.
- بعض السكان أكدوا أن هذه الإجراءات تُشعرهم بأنهم مستهدفون بشكل مباشر، خاصة مع استمرار الاعتقالات دون تقديم أي مبررات واضحة.
الخلاصة
ما يحدث في المناطق ذات الغالبية العلوية يعكس استمرار حالة التوتر وعدم الاستقرار في سوريا، حيث تبدو السياسات الأمنية غير مدروسة وتؤدي إلى زيادة الاحتقان المجتمعي. هذه الممارسات قد تؤدي إلى تفاقم الأزمات الاجتماعية والسياسية، خاصة إذا لم يتم التعامل مع هذه القضايا بشفافية وعدالة.