صوت كوردستان:
مع رحيل البابا الحالي، فرنسيس ، وبدء التحضيرات لانتخاب بابا جديد من خلال المجمع الكردинаلي (كونكلاف)، برز اسم الكاردينال العراقي لويز رافائيل ساكو كأحد المرشحين المحتملين لهذا المنصب الرفيع. هذه الفرضية ليست بعيدة عن الواقع بالنظر إلى عدة عوامل سياسية ودينية ورمزية تجعل ساكو شخصية بارزة في المشهد الكاثوليكي العالمي.
العوامل التي قد تدعم ترشيح ساكو
1. موقعه الجغرافي والديني
- ثالث البطاركة العراقيين الذين يصبحون كرادلة :
ساكو هو ثالث بطريرك عراقي يُمنح رتبة الكردينالية، بعد البطريرك السرياني الكاثوليكي إغناطيوس جبرائيل الأول تبوني وبطريرك الكلدان السابق عمّانوئيل الثالث دلي . هذا يعكس مكانة العراق كمركز تاريخي للمسيحية في الشرق الأوسط. - التركيز على الشرق الأوسط :
اختيار بابا من الشرق الأوسط يمكن أن يكون رسالة قوية من الكنيسة الكاثوليكية لإعادة الأمل والاهتمام بالمسيحيين في المنطقة، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي تواجههم، مثل الهجرة القسرية والاضطهاد.
2. حق التصويت والترشح
ساكو، الذي نُصّب كاردينالاً في 28 يونيو 2018 ، هو الكاردينال الوحيد من الشرق الأوسط الذي يمتلك حق التصويت والترشح في مجمع الكرادلة لاختيار البابا الجديد. هذا يجعله شخصية محورية لا يمكن تجاهلها في العملية الانتخابية.
3. دوره القيادي والإصلاحي
- إصلاحات داخل الكنيسة :
ساكو معروف بجهوده الإصلاحية داخل الكنيسة الكلدانية، حيث عمل على تعزيز الوحدة بين الطوائف المسيحية المختلفة وتحسين العلاقات مع المجتمعات المسلمة في العراق. - الدفاع عن حقوق المسيحيين :
كان له دور كبير في الدفاع عن حقوق المسيحيين في العراق والشرق الأوسط، خاصة في ظل التحديات الأمنية والسياسية التي واجهتهم خلال العقود الماضية.
4. رمزية انتخاب بابا عراقي
انتخاب ساكو سيكون حدثاً تاريخياً وغير مسبوق، لأنه سيكون أول بابا عراقي وأول بابا من الشرق الأوسط منذ فترة طويلة. هذا الاختيار قد يحمل رمزية عميقة، حيث يعكس:
- اهتمام الكنيسة بالقضايا العالمية : إعطاء صوت للمناطق التي تعاني من الحروب والتهميش.
- تعزيز الحوار بين الأديان : اختيار بابا من منطقة ذات غالبية مسلمة قد يعزز الحوار بين الأديان ويقوي العلاقات بين المسيحيين والمسلمين.
تحديات ترشيح ساكو
رغم العوامل الداعمة، هناك أيضاً تحديات قد تواجه ترشيح ساكو لمنصب البابا:
- التوازن الجغرافي :
الكنيسة الكاثوليكية عادة ما تسعى لتحقيق توازن جغرافي في اختيار البابا. مع وجود أغلبية كبيرة من الكاثوليك في أمريكا اللاتينية وإفريقيا، قد يتم تفضيل مرشحين من هذه المناطق. - الضغوط السياسية :
اختيار بابا من الشرق الأوسط قد يثير حساسيات سياسية معينة، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية في المنطقة. - الاختلافات الثقافية :
بعض أعضاء المجمع الكردинаلي قد يفضلون مرشحاً من خلفية غربية أكثر توافقاً مع التقاليد الكاثوليكية التقليدية.
الخلاصة
الكاردينال لويز رافائيل ساكو يمثل شخصية بارزة في المشهد الكاثوليكي العالمي، ومع رحيل البابا فرنسيس، قد يدخل ساكو قائمة المرشحين لمنصب البابا المقبل. إذا تم انتخابه، فسيكون ذلك حدثاً تاريخياً يعكس اهتمام الكنيسة الكاثوليكية بالقضايا العالمية وإعادة الأمل للمسيحيين في الشرق الأوسط.
يبقى السؤال: هل ستختار الكنيسة الكاثوليكية بابا من الشرق الأوسط لتوجيه رسالة قوية للعالم؟ وإذا تم انتخاب ساكو، كيف سيؤثر ذلك على مستقبل الكنيسة والعلاقات بين الأديان؟
مستقبل الكنيسة الكاثوليكية يعتمد على كيفية موازنة المجمع الكردинаلي بين الرمزية التاريخية والاعتبارات العملية في اختيار البابا المقبل.