أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، يوم أمس الأربعاء، عن عقد لقاء مع قائد قوات سوريا الديمقراطية، الجنرال مظلوم عبدي، لبحث سبل تعزيز الاستقرار في مناطق شمال وشرق سوريا. وأكد الوزير الفرنسي خلال اللقاء أن الاجتماع ركز على دعم جهود القوى الكردية السورية لتحقيق المصالحة الوطنية وتعزيز دورها في عملية الانتقال السياسي بالبلاد. وأوضح أن هذا التعاون يهدف إلى الدفاع عن مصالح الشعب الكردي وكل مكونات الشعب السوري، فضلاً عن استمرار الحرب ضد الإرهاب الإسلامي.
وشدد بارو على أهمية تشجيع القوى الكردية السورية على “المّ الشمل”، بما يعزز تمثيلها السياسي ويمنحها وزنًا أكبر في أي مفاوضات أو عمليات انتقال سياسي مستقبلية. وأشار إلى أن فرنسا رأت في تقوية المؤسسات الديمقراطية نموذجًا ملهمًا لتحقيق الاستقرار، معتبرًا أن تجربة إقليم كردستان العراق، التي شهدت انتخابات نيابية محلية في تشرين الأول الماضي، مثلت “موطن قوة” في المنطقة. كما أعرب عن دعم بلاده المستمر للانتخابات الاتحادية المرتقبة في العراق خلال الخريف المقبل.
وجاءت تصريحات الوزير الفرنسي في سياق حديثه عن التحديات الكبيرة التي تواجه سوريا والمنطقة، لا سيما في ظل الأزمات المتعددة التي تتطلب حلولاً شاملة ومستدامة. وأوضح أن الاجتماع تناول أيضًا دور فرنسا في دعم الحوار بين مختلف الأطراف السورية، وتعزيز الاستقرار في المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية شمال وشرق البلاد.
يُذكر أن هذه الخطوة الفرنسية عكست اهتمام باريس بتعزيز نفوذ القوى المحلية المناهضة للتطرف في سوريا، إلى جانب دعم العملية السياسية وفق القرار الدولي 2254. و جاءت هذه التحركات بالتزامن مع الجهود الدولية الرامية لإنهاء النزاع السوري عبر حوار سياسي شامل يحقق طموحات جميع مكونات الشعب السوري.
ويرى مراقبون أن الاجتماع قد يكون خطوة جديدة نحو تعزيز التنسيق بين فرنسا والقوى الكردية السورية، خاصة في ظل الدور المحوري الذي لعبته قوات سوريا الديمقراطية في محاربة تنظيم “داعش” واستقرار المناطق التي تديرها.