صوت كوردستان:
اجتمع عدد من مشايخ ووجهاء السويداء ، إلى جانب قادة فصائل محلية، في دار الطائفة الدرزية بعين الزمان ، لبحث سبل التعامل مع الاعتداءات المتزايدة التي تستهدف الطائفة الدرزية من قبل جماعات تابعة لنظام الجولاني-أحمد الشرع . يأتي هذا الاجتماع في ظل تصاعد التوترات والاشتباكات التي شهدتها مناطق ذات غالبية درزية في ريف دمشق، والتي أسفرت عن مقتل العشرات من أبناء الطائفة واستيلاء تلك الجماعات على مناطقهم.
الخلفية: حملة استهداف منهجية ضد الدروز
الأحداث الأخيرة كشفت عن حملة ممنهجة تقودها جماعات موالية لنظام الجولاني للسيطرة على مناطق الطائفة الدرزية، سواء في ريف دمشق أو السويداء . هذه الحملة تأتي في إطار سياسة واضحة تهدف إلى تصفية الهويات الدينية والثقافية المختلفة تحت ذريعة “فرض النظام الإسلامي الصحيح”، كما أعلن سابقاً الجولاني نفسه.
وفي خطوة تصعيدية، وصف الجولاني المقاتلين المحليين الذين كانوا يديرون بلدات الدروز بأنهم “عديمو الشرف” و”خارجون عن القانون”، مما يعكس نيته الواضحة لاستبدال القيادات المحلية بجماعات موالية له.
تهديد إسرائيلي مباشر لأحمد الشرع
في سياق متصل، وجّه وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس ، تحذيراً صارخاً للرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع ، بشأن ما وصفها بـ”الاعتداءات المستمرة على الطائفة الدرزية في سوريا”. وقال كاتس إن إسرائيل تعتبر الطائفة الدرزية جزءاً أساسياً من النسيج السوري، وأن أي اعتداء عليها سيكون له تداعيات خطيرة.
وتأتي هذه التصريحات بعد أيام من إعلان الجيش الإسرائيلي استعداده لحماية الدروز في سوريا، حيث تم مؤخراً إجلاء عدد من الجرحى والمصابين من الطائفة الدرزية لتلقي العلاج داخل الأراضي الإسرائيلية. ويبدو أن إسرائيل تسعى من خلال هذه الخطوات إلى توجيه رسالة واضحة لنظام الجولاني-الشرع بأنها ستتدخل إذا لزم الأمر لحماية الدروز.
الاجتماع في عين الزمان: موقف موحد للدروز
الاجتماع الذي عُقد في عين الزمان ، وهو أحد المعاقل الرئيسية للطائفة الدرزية، يعكس محاولة لتوحيد الصفوف والرد على الهجمات المستمرة. وأكد المجتمعون على النقاط التالية:
- رفض السياسات القمعية : دعا المشايخ والوجهاء إلى وضع حد للعنف ضد الطائفة الدرزية، معتبرين أن هذه الاعتداءات تمثل استهدافاً ممنهجاً لهويتهم ووجودهم.
- تعزيز الدفاع الذاتي : أكد قادة الفصائل المحلية استعدادهم لمقاومة أي محاولات للاستيلاء على مناطقهم، مشيرين إلى أنهم لن يسلموا مناطقهم دون مقاومة.
- طلب الحماية الدولية : طالب المجتمعون بتدخل دولي عاجل لحماية المدنيين في المناطق الدرزية، خاصة في ظل غياب أي ضمانات من النظام الحالي.
تصاعد التوترات في ريف دمشق
شهدت مناطق مثل جرمانا وأشرفية صحنايا اشتباكات عنيفة خلال الأيام الماضية، حيث قُتل العشرات من أبناء الطائفة الدرزية. وقد ارتفعت الحصيلة إلى أكثر من 74 قتيلاً في أقل من 48 ساعة، وفقًا لمصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتزامنت هذه الاشتباكات مع استهداف القرى الجنوبية في محافظة السويداء، مما زاد من حالة الذعر بين السكان.
الدور الإسرائيلي: حماية الدروز أم تحقيق مصالح؟
التحذير الإسرائيلي جاء في وقت حساس للغاية، حيث يبدو أن إسرائيل تسعى إلى استغلال الوضع الحالي لتعزيز نفوذها في المنطقة. ومع ذلك، فإن وزير الدفاع الإسرائيلي أكد أن دعم بلاده للدروز لا يتعلق فقط بالمصالح الاستراتيجية، بل أيضاً بالتزام أخلاقي تجاه هذه الطائفة التي قدمت خدمات كبيرة لإسرائيل عبر التاريخ.
الخلاصة: مستقبل الدروز في سوريا
ما يحدث اليوم للطائفة الدرزية في سوريا هو جزء من مشروع أكبر يستهدف القضاء على التنوع الثقافي والديني في البلاد. نظام الجولاني-الشرف، الذي يعتمد على خطاب ديني متطرف، يسعى إلى فرض هيمنته الكاملة على جميع المناطق السورية، حتى لو كان ذلك على حساب الدماء والأرواح.