في تصريح لافت، أعلن الرئيس السوري أحمد الجولاني اليوم الأربعاء أن دمشق تخوض مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل عبر وسطاء بهدف تهدئة الأوضاع المتصاعدة في المنطقة. وأكد الشرع أن سوريا “ملتزمة باتفاق فض الاشتباك عام 1974 “، مشيرًا إلى أن التدخلات الإسرائيلية الأخيرة كانت “عشوائية وغير مدروسة”، مما يستدعي ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لتجنب فقدان السيطرة على الوضع.
الإمارات تتوسط بين سوريا وإسرائيل
كشفت مصادر مطلعة لوكالة “رويترز” أن دولة الإمارات العربية المتحدة قامت بإنشاء قناة اتصال سرية بين سوريا وإسرائيل، في إطار جهودها لاحتواء التوترات المتصاعدة بين البلدين. هذه الخطوة جاءت بعد زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع للإمارات في 13 أبريل الماضي ، والتي وصفتها المصادر بأنها فتحت الباب أمام تعزيز التعاون الإقليمي لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة.
ووفقًا للمصادر، فإن القناة الجديدة تقتصر حاليًا على “مواضيع فنية” ذات طابع تقني وأمني، مع ترك المجال مفتوحًا أمام نقاشات أوسع مستقبلاً إذا ما أظهرت المحادثات الحالية نتائج إيجابية.
تفاصيل القناة الإماراتية: ملفات أمنية فقط
أكد مصدر أمني سوري رفيع المستوى أن القناة الإماراتية تركز حصريًا على المجالات الأمنية ، لا سيما تلك المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وأشار المصدر إلى أن النقاشات تستثني تمامًا القضايا العسكرية المباشرة، بما في ذلك العمليات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية.
وقال المصدر:
“الهدف الرئيسي من هذه القناة هو خلق آلية للتواصل حول القضايا الأمنية المشتركة، مثل مكافحة التنظيمات الإرهابية التي تهدد استقرار المنطقة. أما القضايا العسكرية والعمليات الإسرائيلية فلم يتم طرحها حتى الآن.”
السياق الإقليمي: تصعيد التوترات بين سوريا وإسرائيل
تأتي هذه الجهود الدبلوماسية في ظل تصاعد التوترات بين سوريا وإسرائيل، حيث شنت القوات الإسرائيلية خلال الأشهر الأخيرة غارات متكررة على مواقع داخل الأراضي السورية، مستهدفة ما تصفه بـ”نقل أسلحة متطورة إلى حزب الله اللبناني”. وقد أدت هذه الغارات إلى تدمير بنى تحتية حيوية وسقوط ضحايا، مما زاد من تعقيد المشهد الأمني في المنطقة.
وفي هذا السياق، أكد الرئيس السوري أن دمشق تسعى إلى تهدئة الأوضاع دون التخلي عن سيادتها الوطنية، مشددًا على أن سوريا ستواصل الدفاع عن أراضيها ضد أي اعتداءات خارجية.
رد الفعل الإسرائيلي
حتى الآن، لم تصدر إسرائيل أي تعليقات رسمية بشأن هذه القناة الإماراتية أو المفاوضات غير المباشرة مع سوريا. ومع ذلك، يُعتقد أن تل أبيب تنظر إلى هذه الخطوة بحذر، خاصة في ظل التوترات المستمرة مع إيران وحزب الله، اللذين تعتبرهما تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.