احتفالات شعبية في ديار بكر: يتأملون بفصل جديد من السلام والأخوة بين الأتراك والكورد

صوت كوردستان:

شهدت مدينة ديار بكر التركية مشاهد احتفالية غير مسبوقة عقب إعلان تنظيم العمال الكردستاني (PKK) حل نفسه وتخليه عن السلاح، في خطوة وصفت بأنها “تاريخية” وتمهد الطريق لعصر جديد من السلام والاستقرار. خرج الآلاف من المواطنين إلى الشوارع للتعبير عن فرحتهم بهذه المناسبة، مرددين هتافات تعكس روح الوحدة والتفاؤل، مثل “الأتراك والكورد إخوة، نحن سعداء ومتفائلون!” .

ردود فعل رسمية وشعبية

أكد المتحدث الرسمي لحزب العدالة والتنمية ، عمر جليك ، عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن “هذه العملية ستتابع بدقة من قبل مؤسسات الدولة، ويجب أن يشمل القرار جميع الفروع التابعة للتنظيم.” تصريحاته حسب المواطنين  تعكس التزام الحكومة التركية بمراقبة تنفيذ القرار على أرض الواقع لضمان تحقيق أهدافه.

ترحيب سياسي:أعرب تونجر بكرخان ، الرئيس المشارك لـ حزب المساواة الشعبية والديمقراطية ، عن ترحيبه بالقرار، واصفًا إياه بأنه “بشرى خير لتركيا” ، معربًا عن أمله في أن “يزيل كل الذرائع التي تحول دون بناء تركيا ديمقراطية.”من جانبها، قالت بيرفين بولدان ، النائب عن محافظة فان وعضو وفد إمرالي، إن “مرحلة جديدة قد بدأت”، معبرة عن تفاؤلها بالمستقبل وآمالها في تحقيق السلام الدائم.

تحولت شوارع ديار بكر إلى ما يشبه ساحة احتفال كبيرة، حيث امتزجت مشاعر الفرح بالأمل في مستقبل أفضل. المشاهد تضمنت:

  • هتافات السلام:
    آلاف المواطنين اجتمعوا مرددين عبارات مثل “نحن سعداء جداً، عاش السلام” و*”كل ما كنا نريده هو السلام والوحدة، نحن متفائلون.”*
  • رقصات تقليدية:
    الشباب اندفعوا لأداء رقصات الهلاي التقليدية ، التي تعكس ثقافة وتقاليد المنطقة، فيما أضافت أصوات الطبول والمزمار أجواءً بهيجة على الاحتفالات.
  • شهادات المواطنين:
    عبر العديد من المشاركين عن مشاعرهم بحماس وفرح. قال أحد المواطنين: “هل يمكن لأحد أن يعترض على هذا؟ اللهم لا ترنا أياماً سيئة مرة أخرى.”
    وأكد آخر: “السلام هو أجمل ما يمكن أن يحدث للبشرية، الأتراك والأكراد إخوة، ونحن ممتنون لكل من ساهم في هذا الإنجاز.”

تمثل هذه الاحتفالات لحظة تاريخية في العلاقات بين الأتراك والأكراد، حيث يأمل الجميع أن تكون هذه الخطوة بداية لنهاية عقود من الصراع والتوتر. المشاهد التي شهدتها ديار بكر تعكس رغبة عميقة لدى الشعب التركي في التعايش السلمي والوحدة الوطنية.

  • رسائل الأمل:
    المواطنون عبروا عن أملهم في أن تكون هذه الخطوة بداية لعصر جديد من الوئام الوطني والتعايش السلمي بين جميع مكونات المجتمع التركي.
  • إنهاء الذرائع:
    القرار يُعتبر خطوة مهمة لإزالة الحواجز التي كانت تحول دون تحقيق الديمقراطية والمساواة في تركيا، مما يفتح الباب أمام إصلاحات سياسية واجتماعية.
رغم الأجواء الاحتفالية، فإن الطريق نحو السلام المستدام مليء بالتحديات:
  1. تنفيذ القرار على الأرض:
    يجب ضمان التزام جميع الفروع التابعة لـ PKK بحل نفسها وتسليم السلاح بشكل كامل.
  2. بناء الثقة:
    تحقيق السلام يتطلب بناء ثقة متبادلة بين الحكومة التركية والأطراف الكردية، وهو أمر يحتاج إلى وقت وجهود مستمرة.
  3. الضغوط الداخلية والخارجية:
    بعض الجهات قد تحاول استغلال هذا التطور لتحقيق مصالحها الخاصة أو تعطيل الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار.

الاحتفالات في ديار بكر تعكس تطلعات الشعب التركي لتحقيق السلام والوحدة، لكن نجاح هذه الخطوة يعتمد على مدى التزام جميع الأطراف بتنفيذ القرارات وتجاوز التحديات المستقبلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *