في رسالة مؤثرة، نعى الزعيم الكردي المسجون عبد الله أوجلان رفيقيه الراحلين علي حيدر كايتان ورضا آلتون ، اللذين كان لهما دور بارز في النضال من أجل الحقوق القومية والديمقراطية. عبر أوجلان عن حزنه العميق على رحيلهما، وأكد أن ذكراهما ستبقى خالدة كقيمتين أساسيتين ملهمتين لنضال الشعب الكردي ومن أجل بناء مجتمع ديمقراطي جديد.
تكريم الرفاق الراحلين
أوجلان استذكر الرفيقين بمشاعر من الاحترام العميق، مشيرًا إلى أن مكانتهما كانت دائماً بارزة في نضال الشعب الكردي من أجل الوجود القومي والمجتمع الديمقراطي. وقال: “في نضالنا، سيحافظون على حضورهم كإرشاد دائم.” هذه الكلمات تعكس تقديراً كبيراً للدور الذي لعبه كلا الرجلين، ليس فقط كمقاتلين أو سياسيين، بل كرموز تعبر عن المثل العليا للنضال الكردي وأهدافه السامية.
الرمزية في رسالته
استمرارية النضال:
أكد أوجلان أن الرفيقين سيبقيان جزءًا من النضال المستمر، مما يبرز أهمية استمرارية الجهود لتحقيق الأهداف التي ضحوا من أجلها.
يشير هذا أيضًا إلى أن الذكريات والأعمال العظيمة لأولئك الذين فقدوا في النضال تظل حية في الذاكرة الجماعية، وتلهم الأجيال القادمة.
أوجلان أشار إلى أن كايتان وآلتون يمثلان “قيمًا أساسية مُلهمة” لنظام العصر الجديد الذي يسعى إلى تحقيقه. هذه العبارة تشير إلى أن نضالهما لم يكن فقط من أجل الحقوق القومية، بل كان جزءًا من مشروع أكبر يتمثل في بناء مجتمع ديمقراطي شامل.
إحياء قرارات المؤتمر الثاني عشر
في نهاية رسالته، وجه أوجلان تحية خاصة إلى قرارات المؤتمر التاريخي الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني (PKK)، الذي أعلن فيه الحزب حل نفسه وإنهاء النضال المسلح. وقال: “أُحيي قرارات المؤتمر التاريخي الثاني عشر، وأُرسل باحترام الرسائل المتعلقة بالأيام القادمة.”
تأكيد على السلام:
هذه العبارة تعكس دعم أوجلان الكامل لتحول الحزب نحو العمل السياسي السلمي، وتشير إلى أنه يرى في هذه القرارات بداية لمرحلة جديدة من النضال الديمقراطي.
رسائل للمستقبل:
إشارة أوجلان إلى “الأيام القادمة” تؤكد على أهمية الاستمرار في العمل من أجل تحقيق الأهداف المرسومة، مع التركيز على الحوار والسلام كوسيلة لتحقيقها.
أهمية الرسالة في سياق التحولات الحالية
رسالة أوجلان ليست مجرد وداع للرفاق الراحلين، بل هي أيضاً بيان سياسي يعكس رؤيته للمستقبل. في وقت يشهد فيه الحزب تحولاً تاريخياً من الكفاح المسلح إلى العمل السياسي السلمي، فإن هذه الرسالة تأتي لتؤكد أن القيم الأساسية للنضال الكردي ستظل حية، وأن هذا التحول هو جزء من استراتيجية أوسع لتحقيق السلام والحرية.
عبر كلماته، يربط أوجلان بين ثلاث مراحل:
الماضي: تكريم الشهداء والرفاق الذين ضحوا بحياتهم من أجل القضية.
الحاضر: دعم التحول نحو السلام والعمل السياسي كجزء من المؤتمر الثاني عشر.
المستقبل: إرسال رسائل للأيام القادمة، مؤكداً أن القيم والنضال سيستمران رغم التحديات.