لازلنا نحن الكورد الفيليون نعاني في بعض منظماتنا ومؤسّساتنا من التنافس السليم ويخوض البعض في إطار الصراع الغير المتكافئ والغير السليم، ومن وجود بعض المتسلقين الذين يسوغون لأنفسهم رمي الآخرين بالحجارة، والتسلق على حجم المآثر التي حققتها الأيادي النظيفة قبلهم بلا جهداً وعطاءً ،”رغم عدم انكارنا لجهود المخلصين المتفانين والذين لم يقصروا في جهودهم لخدمة المكون الفيلي المظلوم حسب قدراتهم ومسؤولياتهم التي هم فيها ولكن من باب التذكير لعلها تنفع البعض الآخرمن الدخلاء” .
من المعلوم ان للمتسلقين أساليبهم وفنونهم الخَاصَّة في الإقناع والتأثير والطرق الملتوية ، التي تؤدي الى قتل روح التنافس وتدمير عزائم العطاء وكبح همم الإبداع في نفوس الشرفاء والمخلصين من العاملين في هذا الموقع أَو ذاك؛ كون المتسلقين لا يمكن لهم البقاء إلاّ في إطار بيئةٍ مضطربةٍ وفاسدةٍ ومفسده ، في مسيرة ألاعوام التي مضت منذ سقوط النظام السابق و مسيرتهم العملية في هذه المنظمات والمؤسسات العاملة باسم المكون الفيلي هناك اشكالات كبيرة تحتاج الى اعادة النظرفي شخوص العمل وافتقارهم الى الاخلاص والتفاني ، الأمر الذي يستوجب عليهم اعادة صيغ المسيرة ومن اهمها توحيد الرؤى ولم الشمل المتششت هُنا أَو هُناك وإلى التنبه من حرق أوراق المنافسة الشريفة جهلاً أَو انحيازاً لجهةٍ دون أُخرى.
ليس من المستهجن أن يسعى الأدنى للحاق بالعمل الجاد والعطاء باي مستوى من المسؤولية وهذه امر طبيعي،لكن لا بتنافس الكسالى والبليدين، الذين ينتظرون أن تصب عليهم الاموال صبا، رغم جهلهم وضعف هممهم، وإن لم تغمرهم هذه المسؤولية بالمكانة وهم قاعدون، والأمر الاهم في تقبل المسؤولية هي الحاجة إلى ضبط المشاعر، وتنقية القلب وإخلاص القصد لئلا يخرج هذا التنافس عن الحد المحمود إلى الحسد والتباغض وفي حركتهم همة الشر للكيد من الاخرين فقط اما الذين يعملون لخدمة المجتمع يكون التنافس بين الأنداد بحب واحترام، وليس بالحقد والامتهان، او بالتنافس الاعمى غير الشريف وأن يبذل جهده للتوفيق عليه بالامكانيات الذاتية والتجربة العملية التطورية و في حدود ابتغاء رضا الضمير، والسلامة من آفات الكبر والعجب والرياء، وبقيت طهارة المشاعر القلبية، ونقاء العلاقات الأخوية، وضابط الإنصاف، والعدل في التقويم، للنفس وللآخرين بحيث يؤدي ذلك كله في النتيجة إلى تحقيق مصلحة عليا، بعيدا عن هوى النفس وتقديس الذات.
الفرقُ بين التنافس الشريف والتنافس غير الشريف أن التنافُسَ الشريف يؤكّـدُ أن النجاح صحيح لا غبار عليه وحافزٌ لإخراج أفضل ما عند المتنافس، والاستفادة من تجارب بعضِنا من البعض الاخر، ونفجِّــرَ طاقاتنا للوصول إلى الهدف المنشود، أمّا التنافُسُ غير الشريف هو الاعتقاد بأن النجاح هو فشلٌ ودمارٌ لما تبنيه، ومهما تقدمت في العمل فانت غير ناجح وفاشل، ولعلك تستفرغ من الجهد في تدميرالبنية المشيدة من جهود الاخرين الذين سبقوك في البناء أكثر مما طويت من الوقت في سبيل الوصول إلى الهدف المراد والمنشود الذي يجني منه المكون الفيلي الخير.
عبد الخالق الفلاح – كاتب واعلامي فيلي