لماذا يزداد تشاٶم النظام الايراني من نتائج المفاوضات النووية؟- محمد حسين المياحي

لا يوجد هناك ما يمکن أن يدعو لمنح النظام الايراني الطمأنينة والتفاٶل بشأن المستقبل المنظور ولاسيما وإن الاوضاع المختلفة وبشکل خاص الاقتصادية والاجتماعية منها تزداد تفاقما مما يوفر الاجواء الملائمة لإنفجار الغضب الشعبي المتزايد من النظام مع التنويه عن إنه ووفقا لتقرير تحليلي نشره موقع (يوراسيا ريفيو) فقد دفع هذا النظام بسبب من سياساته الفاشلة البلاد الى مستويات غير مسبوقة من الفقر والبؤس والغضب. لقد وصلت معدلات التضخم، وانقطاع المياه والكهرباء، والأجور المتدنية، بالملايين من الإيرانيين إلى أقصى حدود تحملهم، وتتردد أصداء “الظروف العصيبة” واحتمال “اضطرابات كبرى” من قبل مسؤولي النظام بشكل أعلى من أي وقت مضى داخل أروقة الحكم.
في ضوء ما قد أسلفنا ذکره، فإن النظام وهو يشعر بخوف بالغ من الاحتمالات القائمة لتحرك نوعي للشارع الايراني ضده ولاسيما وإن المعارضة الايرانية الفعالة المتمثلة في منظمة مجاهدي خلق تعمل على حشد الدعم الدولي لنضال الشعب الايراني من أجل الحرية والتغيير، لکنه وفي نفس الوقت يتضاعف قلقه من جراء عدم تمکنه من أن يتوصل الى ثمة حل وسط في عملية التفاوض الجارية حيث يجد نفسه في موقف ضعيف أمام الاصرار الاميرکي على وقف عمليات تخصيب اليورانيوم.
تزايد إحتمالات فشل المفاوضات الجارية مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي ولاسيما من حيث يرکز الجانب الاميرکي وبصورة ملفتة للنظر على مسألة تخصيب اليورانيوم الى الحد الذي يرفض فيه حتى الاستخدامات السلمية له من جانب الإيرانيين، ليس بذلك الامر الذي يصب في صالح طهران بل وحتى على العکس من ذلك، لکن في نفس الوقت الذي صدرت فيه إشارات عديدة من جانب النظام الايراني بخصوص إحتمالات فشل المفاوضات ولاسيما بعد خطاب المرشد الاعلى للنظام بمناسبة الذکرى السنوية لمصرع الرئيس السابق ابراهيم رئيسي وتأکيد ذلك من جانب عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، الجنرال في الحرس الثوري، إسماعيل كوثري، إلا أن طهران تٶکد عزمها على مواصلة التفاوض وعدم الانسحاب منه وهو ما يدل على حالة من الضعف أمام المفاوض الاميرکي.
إزدياد مشاعر التشاٶم لدى المسٶولين الإيرانيين والتصريح بذلك علنا، يعطي إنطباعا کاملا بأن المفاوضات الحالية الجارية مع إدارة الرئيس دونالد ترامب تختلف إختلافا شديدا عن تلك التي کانت جارية مع إدارة الرئيس الاسبق باراك أوباما الذي کان يساير طهران على حساب بلدان المنطقة المتوجسة ريبة من البرنامج النووي وضرورة أن يکون هناك إتفاق حاسم وحازم بشأنه، وهذا هو واحد من أهم الاسباب التي تزيد من مشاعر التشاٶم لدى طهران.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *