هل ترد روسيا لاعادت ماء وجهها – عبد الخالق الفلاح

صورة روسیا أصبحت سيئة للغاية أو تضعضعت  هيبتها على الاقل  اثر عملية ‘‘ بيت العنكبوت ‘‘ ونجاح كييف في مشهد مثير وغير مسبوق ينذر بخلط الأوراق في الحرب  الجارية بين روسيا وأوكرانيا في تنفيذ كييف هجوما نوعيا استهدف القواعد النووية الروسية بمسافة 4000 كلم في عمق سيبيريا،وهو هدف مثالي ، محققة ضربة توصف بأنها “الأبعد جغرافيا” منذ اندلاع الصراع في إدخال عدد من عربات النقل  التي تحمل حوالي 117 درون إلى العمق الروسي بالقرب من القواعد الجوية الروسية الأربعة التي کان من المقرر استهدافها،  لتنطلق الدرونات على المواقع الجوية وتم استهدافها بنجاح، حيث قامت بتدمير 41 من قاذفات روسية استراتيجية منهم قاذفات نووية، و إن العملية أدت الى خسائر تمثل ثلث ما تملكه موسكو من القاذفات الاستراتيجية بعيدة المدى وتم تدميرهم بالكامل في يوم واحد.مما تعكس العملية مدى الفشل الروسي من الناحية العسكرية والاستخبارية والأمنية والسياسية ومن كافة النواحي، أقلها خسارة هذا العدد من القاذفات الاستراتيجية التي من المستحيل تعويضها بسهولة بسبب العقوبات المفروضة عليها ووقف جميع خطوط الإنتاج، مما يعني أن زيلينسكي شل ذراع بوتين الطويل.

 وتعد العملية الأوكرانية معقدة للغاية لأن الحضور الأوكراني غائب نظراً لأن هذه العملية قد تكون أكبر من إمكانيات كييف من الناحية الاستخباراتية لاختراق العمق الروسي بهذا الشكل من الأجهزة الأمنية والمخابرات الروسية ونقاط التفتيش في روسيا التي لم تحدث في العالم من قبل ، وهنا يعني ان للغرب يد في هذه العملية

او بات السؤال واضح  فهل ما حدث هو خيانة داخل الأجهزة الأمنية لبوتين أم فشل أمني، وللحقيقة فلا فرق في كلا الحالتين ، فالخيانة ستؤدي إلى فشل أمني، وإن لم تكن هناك خيانة فإن الفشل الأمني قائم.

المهم بعد هذه الضربة الموجعة لموسكو فهل أصبح وضع أوكرانيا اقوى في فرض شروطها على روسيا ، وهل يرفع من مستوى التفاهم مع موسكو بشأن ضرورة تحقيق الاستقرار اولا بين البلدين وثم الإقليمي و يبقى السؤال الاهم الوارد هو هل سوف ترد روسيا بشكل قوي لتعيد ماء وجهها..؟ 

عبد الخالق الفلاح باحث واعلامي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *