أعلن توم باراك، المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا ، أن “الولايات المتحدة وافقت على خطة طرحتها القيادة السورية الجديدة لإدماج آلاف المقاتلين السابقين المنتمين للجماعات المتطرفة ضمن صفوف الجيش النظامي السوري، شريطة أن يتم ذلك بشكل شفاف ومراقب “.
وبحسب ما نشرته وكالة “رويترز “، فإن الخطة تشمل انضمام نحو 3500 مقاتل أجنبي سابق ، معظمهم من الأويغور القادمين من الصين ودول آسيا الوسطى المجاورة ، إلى الفرقة 84 ، وهي وحدة جديدة تم إنشاؤها في إطار إعادة هيكلة الجيش السوري.
ومن المقرر أن تتكون الفرقة من “عناصر سوريين وأجانب من المقاتلين السابقين “، مع تركيز كبير على ضمان “الشفافية والرقابة الدولية على عملية الانضمام “، لتجنب استخدام هذه الخطوة كذريعة لاستمرار النشاطات الإرهابية أو التمادي في انتهاكات حقوق الإنسان.
الحزب الإسلامي التركستاني.. تصنيف صيني أمريكي “إرهابي”
تجدر الإشارة إلى أن “الحزب الإسلامي التركستاني “، الذي ينتمي إليه عدد كبير من هؤلاء المقاتلين، مصنّف من قبل كل من الولايات المتحدة والصين باعتباره تنظيمًا إرهابيًا ، ويُتهم بتنفيذ عمليات متعددة تستهدف الأمن الداخلي الصيني، فضلاً عن مشاركته في عمليات قتالية داخل سوريا إلى جانب جماعات متطرفة سابقة مرتبطة بهيئة تحرير الشام .
وقد حذّرت الحكومة الصينية مراراً من “الخطورة الكامنة في استمرار وجود هذه العناصر المسلحة في سوريا، وضرورة منع تحويلها إلى أدوات سياسية أو عسكرية تهدد الأمن القومي الصيني أو الإقليمي “.
ردود فعل متباينة: هل هو مشروع تطهير أم توطين؟
في تصريحات سابقة، حذر حزب اللواء السوري من خطورة “إعادة تدوير الجماعات الجهادية تحت غطاء الجيش النظامي “، وقال الأمين العام للحزب، مالك أبو الخير :
“إن السماح لمجموعات إيديولوجية متطرفة بالانضمام إلى الجيش السوري يعني إعادة بناء المؤسسة العسكرية على أسس غير وطنية، وهو أمر لن يخدم وحدة الدولة ولا استقرارها. كيف يمكن للمواطن الدرزي أو الكردي أو المسيحي أن يثق بجيش تُخفي وراء زيّه الجديد نفس الجماعات التي دخلت بلادنا باسم الجهاد وبقيت لتدمير البنية الاجتماعية وتغذية الفتنة الطائفية؟ ”
وأضاف: “السلام الحقيقي لا يُبنى عبر إدخال ذات العناصر التي قتلتنا وشردت شعبنا إلى مؤسسات الدولة، دون محاسبة أو تغيير حقيقي في العقلية والأيديولوجية. هذا ليس حلاً، بل هو تهديد جديد لكل من يرفض المشروع الأحادي “.
هل تُعيد الخطة تعريف هوية الجيش السوري؟
يرى الخبراء أن هذه الخطة قد تكون “مفتاحاً لمرحلة جديدة من إعادة تعريف هوية الجيش السوري “، لكنها تثير تساؤلات حول “كيفية ضمان ولاء هذه العناصر الجديدة، وهل سيتم تجنيدهم بمعايير وطنية أم أيديولوجية؟ “.
كما أثارت المعلومات المتعلقة بإدماج الأويغور في الجيش السوري قلقًا دوليًا ومحليًا ، خاصة من الدول التي لديها مخاوف أمنية من عودة هذه العناصر إلى بلدانها الأصلية بعد تدريبها العسكري وتسليحها مرة أخرى.
السويداء يرفضون التجربة
من جهته، رفض ممثلو جبل العرب (السويداء) بشدة فكرة “دمج مقاتلين من خلفيات متطرفة ضمن الجيش السوري، بينما لا تزال هناك جثث لم تُجدّد حتى اليوم، ولا توجد محاسبة واحدة لأولئك الذين قتلوا المدنيين ودمروا القرى باسم الدين والجهاد “.
وقال المتحدث باسم الحزب الوطني الدرزي إن “الدولة التي لا تدين القتلة ولا تُحاسبهم، لا يمكن أن تكون دولة لكل السوريين، وإذا كان الجيش السوري الجديد سيُشكّل من نفس العناصر، فلن يكون جيش وطن، بل جيش غلبة “.