لا تلعب بالنار- كامل سلمان

قبل أسبوع تقريباً قامت القوات الروسية بضربات جوية وصاروخية كثيفة على المدن الأوكرانية مما تسبب بمقتل المئات من المدنيين الأبرياء العزل كتحدي غريب من قبل إدارة بوتين للجهود الدبلوماسية التي تسعى بها الإدارة الأمريكية لإحتواء الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا . لقد حسبتها روسيا ضعف غربي واضح واستسلام أمريكي وأوربي لقوة روسيا العظمى التي لطالما هددت بإستخدام الأسلحة النووية مع العلم كانت الجهود الأمريكية التركيز على حصر المعارك في جبهات القتال وعدم إمتدادها للمدن كمرحلة أولية لإطفاء نار الحرب المستعرة لأكثر من ثلاث سنوات بين روسيا وأوكرانيا . بهذا التحدي الروسي غير المسبوق خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب متأسفاً لمقتل هذا العدد الهائل من المدنيين الأوكرانيين دون ذنب فقط لإشباع غريزة الإنتقام عند القيادات الروسية المغرورة وليصف التصرف الروسي بالتصرف المجنون ثم علق قائلاً بأن الرئيس الروسي يلعب بالنار . لم يكن أحداً يبالي لما قاله ترامب ، لكن ما قاله ترامب هو إشارة إلى أن روسيا كالطفل الذي لا يفهم معنى اللعب بالنار وأن الغرب قادر على توجيه صفعة لروسيا لرفع يدها عن اللعب بالنار ، لم تتأخر الصفعة وجاءت كالبرق ، بضعة إيام كانت كافية حتى تلقت روسيا الصفعة الموعودة على يد زيلنسكي في رد تأريخي صاعق فاجأ العالم أجمع ، ولم تكن صفعة سهلة بل كانت صفعة من العيار الثقيل شلت ركن من أركان روسيا النووية ، أكثر من أربعين طائرة استراتيجية أصبحت حطاماً ، جسور روسية وقطارات تعطلت خلال ساعات ، لقد فهمت روسيا الدرس فهماً جيداً عندما خرج المتحدث الروسي ليخبر العالم بأننا سنكون على اتصال مع الإدارة الأمريكية لتحديد نوع الرد على الهجوم الأوكراني ، وهذا التصريح دليل التخبط ، هذه هي روسيا العظمى تحولت إلى طفل وديع يسمع الكلام ويطيع الأوامر بعد العقاب . تلك الضربة أثبتت للعالم بأن الأشرار لا يوقفهم شيء غير القوة ، القوة وحدها هي اللغة التي يفهمونها ، ولكن للأسف القوة تأتي دوماً متأخرة بعد أن تزهق أرواح الأبرياء ، فهل ستجلس روسيا صاغرة للتفاوض مع أوكرانيا بعد ان جلست رفيقاتها على موائد التفاوض صاغرين متوسلين ؟ سنرى ذلك قريباً وأظن بأن شعار لا تلعب بالنار هو الشعار الذي سيتم تطبيقه على كل من يلعب بالنار لحرق الأبرياء العزل بغرور وطيش .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *