مفاوضات تركية – كردية بوساطة أميركية.. تسليم سجون داعش ودمج “قسد” في الجيش السوري على الطاولة

كشف موقع “ميدل إيست آي ” البريطاني، الثلاثاء، أن محادثات مباشرة تجري بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) بوساطة أميركية ، في مؤشر على تصاعد الجهود الدولية لإيجاد تسوية شاملة للوضع الأمني والسياسي في شمال شرق سوريا.

وجاءت المباحثات في ظل التغيرات السياسية التي طرأت على المشهد السوري بعد سقوط نظام بشار الأسد وإعلان تشكيل الحكومة المؤقتة برئاسة أحمد الشرع، حيث أكد القائد العام لـ”قسد”، الجنرال مظلوم عبدي ، الجمعة الفائتة، أن “العلاقات مع تركيا دخلت مرحلة جديدة، وأن “قسد” لا تعارض لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “.

السجون ومخيمات داعش.. ملفات محورية في الحوار
وبحسب ما نقله الموقع عن مصادر مطلعة، فإن “الجانبين التركي والكردي ناقشا خلال المباحثات ملف تسليم السجون والمعسكرات التي تحتوي على مقاتلي تنظيم داعش وعائلاتهم “، وهو أمر حساس من الناحية الأمنية والسياسية، خاصة في ضوء الدعوات المتزايدة من قبل دمشق وبغداد وحتى واشنطن، لإعادة ترتيب هذا الملف ضمن إطار الدولة الوطنية الموحّدة.

كما تناول الطرفان “مستقبل انسحاب القوات الأميركية من سوريا، وتأثير ذلك على البنية الأمنية في الشمال السوري “، وهو ما يُعد من القضايا الحيوية التي بدأت تظهر بشكل متزايد مع الإعلان الأميركي الأخير عن تقليص وجودها العسكري إلى قاعدة واحدة فقط، مما فتح الباب أمام إعادة توزيع للأوراق بين الأطراف المحلية والإقليمية.

دمج “قسد” في الجيش النظامي.. هل هو ممكن؟
أكد المصدر أن “المحادثات ركزت أيضاً على كيفية دمج قوات سوريا الديمقراطية ضمن المؤسسة العسكرية السورية الجديدة “، وهو أحد البنود الأساسية في الاتفاق الذي وقعه الرئيس المؤقت أحمد الشرع وقائد “قسد” مظلوم عبدي في 10 مارس الماضي.

وكان الاتفاق قد نص على “إعادة هيكلة المناطق الكردية ضمن الدولة السورية، بما في ذلك دمج المؤسسات العسكرية والمدنية في إطار الإدارة المركزية، وتسليم النفط والمعابر الحدودية إلى الخزينة الاتحادية، وضمان حقوق اللامركزية ضمن الوحدة الوطنية “.

لكن المصادر أوضحت أن “هذه العملية تحتاج إلى ضمانات حقيقية، خصوصاً من الجانب التركي، حول عدم استخدام الجيش السوري الجديد كذريعة لتصفية حسابات سياسية أو تهميش المكونات غير العربية في إدارة الدولة “.

من هم المفاوضون؟
وأفادت المعلومات أن “المباحثات شارك فيها ممثلون من المستوى المتوسط من الطرفين “، دون الكشف عن هوياتهم أو المناصب التي يشغلونها، وهو ما يشير إلى أن “المحادثات ما زالت في إطار التمهيد والتفاهم الأولي، ولم تصل بعد إلى مستوى القرارات الكبرى أو الخطوط العريضة لرسم مستقبل الشمال السوري “.

هل يمكن بناء ثقة في ظل هذه المفاوضات؟
يرى الخبراء أن “نجاح هذه المحادثات يتطلب أكثر من مجرد توافق تركي – كردي “، بل “ضرورة بناء شبكة علاقات جديدة بين دمشق والسويداء، وبين الحكومة المؤقتة والقوى الاجتماعية الأخرى، مثل العلويين والسنة المعتدلين والأقليات الدينية، حتى تكون أي تسوية شاملة ووطنية، وليس ثنائية أو ثلاثية الأبعاد ومفتوحة أمام التفسيرات السلبية من داخل المجتمع السوري نفسه “.

وأشار مراقبون إلى أن “الثقة بين المكونات لن تُبنى عبر البيانات الرسمية فقط، بل عبر خطوات عملية تُظهر الالتزام الحقيقي بالعدالة واللامركزية والمساواة بين المواطنين “.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *