تحطيم قبري أحمد جبريل وأبو جهاد في دمشق.. استنكار فلسطيني وسوري واتهامات متباينة حول الدوافع الحقيقية

تعرض قبرا القياديين الفلسطينيين أحمد جبريل وخليل الوزير (أبو جهاد) ، للتخريب والتدمير في مقبرة الشهداء بمخيم اليرموك جنوب دمشق ، في حادثة أثارت موجة غضب واستنكار واسعة في الأوساط الفلسطينية والسورية على حد سواء.

وأفادت مصادر محلية بأن “مجهولين قاموا خلال الأيام الماضية بتخريب شاهد قبر أحمد جبريل، مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، والتي كانت مرتبطة بالنظام السوري السابق في العديد من العمليات العسكرية والسياسية “، وهو ما يُنظر إليه من قبل بعض الجهات باعتباره “جريمة رمزية سياسياً “، خاصة بعد الانتقادات التي طالت دور جبريل في دعم النظام السوري خلال الحرب، ومشاركته في حصار مخيم اليرموك والغوطة الشرقية ، وهو ما زال يثير خلافات بين الفلسطينيين أنفسهم.

القيادي أبو جهاد لم يسلم من التخريب رغم تاريخه النضالي

كما تعرض قبر القائد الفلسطيني التاريخي خليل الوزير المعروف بـ”أبو جهاد” ، أحد أبرز القادة العسكريين في منظمة التحرير الفلسطينية ، ومهندس الانتفارة الفلسطينية الأولى عام 1987 ، إلى تحطيم وتدمير شاهد القبر ، وهو أمر اعتبرته فصائل فلسطينية كبرى، بما فيها حركة “فتح”، تصرفاً مشيناً لا يتناسب مع مكانة هؤلاء القادة التاريخية .

وقالت مصادر فلسطينية إن “العملية ليست اعتداءً على القبور فقط، بل تعدّ ذلك لتكون اعتداءً على ذاكرة النضال الفلسطيني، وعلى العلاقة التاريخية بين المقاومة الفلسطينية وسوريا، حتى في ظل الحكومة السورية الجديدة “.

ردود فعل فلسطينية وسورية.. الغضب يتصاعد

على الفور، أدان عدد من الفصائل الفلسطينية، ومنها “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين “، و”الجهاد الإسلامي “، و”حركة حماس “، العمل باعتباره “إساءة للقضية الفلسطينية ولتاريخها البطل، وضربة معنوية تستهدف رموزها الوطنية “.

في المقابل، أعرب ناشطون سوريون عن “استيائهم من استهداف القبور بشكل عشوائي، خاصة في ظل تصاعد عمليات التخريب والاعتداءات الطائفية على المقابر والمساجد والمقدسات الدينية منذ سقوط نظام بشار الأسد “.

وقال المتحدث باسم حزب اللواء السوري، مالك أبو الخير :

نحن ضد أي اعتداء على القبور، سواءً أكان الفلسطيني أو السوري. هذا النوع من العنف الرمزي هو جزء من مشروع إبادة ثقافية ومجتمعية بدأ يظهر بوضوح في سوريا الجديدة، ويستهدف كل من يختلف مع المشروع السياسي الجديد، سواءً درزي، كردي، علوي، مسيحي، أو حتى سني معتدل .”

وأضاف:

لا يمكن بناء دولة عبر تخريب الذكريات، ولا عبر تدمير الماضي، فالدولة الحقيقية تُبنى بالمؤسسات، وليس بالهدم. وإذا كان هناك خصومات حول مواقف أحمد جبريل أو غيره، فإن الحل ليس في تحطيم قبورهم، بل في المحاكمة السياسية والثقافية، وليس عبر العنف الجسدي والرمزي .”


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *