المغرب مشغول وليس غائب- تطوان : مصطفى منيغ

المغربُ يجتازُ توقيتاً يَتطلَّب وُلوجاً لإتقان ترقُّبٍ لما سيأتي مغيِّراً لواقع بآخر قد تستقيم فيه الأمور للأحسن دون التقليل عن ذلك بالمرَّة ، نفس الأجواء عاشها أواخر أيام الملك الراحل الحسن الثاني حيث بلغت الحالة في المغرب حداً لا يُطاق وجل عوامل الحياة السياسية كانت أو الاقتصادية بدت متذبذبة متوترة . إذن لا مجال لأي انفراج انطلاقاً  لشرارة توقيت مغربي جديد وذاك التحسُّن مرهون بالانتظار المرفوق بالصبر كالسالف دورة بعد دورة ، مِن دورات سباق للفوز آخر المطاف بفوائد نفس العِبرة ، المتوارثة مِن قِبَلِ المغاربة جيلاً بعد جيل ليظلَّ تماسُّكهم بأقوَمِ خِبرة ، إذ للاستقرار السياسي أثمنة باهظة تُدفَع لابتياع تخلُّص مِن ضائِقَةِ مخطَّطَة لتبقى مُستمرَّة ، وفي نيتها الوصول لنتيجة تُعَدُّ لأي طموح طائشٍ قاهِرة ، فالمغرب هو المغرب يُعْتَبَر في حُكْمِ نفسه بنفسه أدق ظاهٍرة ، مبتكراً من قديم زمان أسلوباً متلاحماً مهما تباينت مقوماته بين إظهار الليونة كقاعدة وإخفاء الخشونة كاستثناء حفاظاً على نظامِ يراه منارة ، يخال نورها هادياً حتى بعض العقول الحائِرة ، بين الاقتناع عن قناعة بالأصيل أو بما تظن بابتعادها عن حداثة هذا العصر خاسِرة ، تحت غطاء التقدُّمية المستبدِلة التقدُّم بالمنفعة المختصرَة ، دون الدخول في تفسيرات تُعَقِّدُ المُعَقَّد بعُقَدٍ مستعارَة ، من علَلٍ جوفاء المبادئ حتى على وقاية ذاتها من تلوث الشرور متكبِّرة .

قد تتجمَّد المؤسسات أكثر مما هي متجمِّدة ومع ذلك تكون سائِرة ، نحو نهاية ولاية وبداية أخرى بالقطع ليست أخيرة ، لا أحد فيها فابل لآخذ القرار مكتفياً بنقاش مضيِّعا به طول نهار بغير إلحاق الفحوى بمذكِّرة ، حتى لا تأخذ مسار الرسميات شأنها معاكساً يكون لما للجدية مُعمرَة ، بل فارغة لمسؤوليات المناصب بما يناسب الإبقاء على الحال بغير جزئية مُضِرَّة .

الحكومة كالأحزاب القليلة التي تمثلها عاجزة تكون عن إنقاذ الصمت ولو بضجيج أنشطة صغيرة  ، ليقينها أنها زائدة أو ناقصة ليست سوى عابرة ، بما كرسته من حقائق أنها كسواها لم تكن غير كسور رقم في معادلة ليسـ بالمُغيِّرة ، لتلك الأسباب الداعمة لفقدان الثقة في ديمقراطية أفرزت هذا الصنف من المسؤولية غير المسؤولة عن تصريف مواقف مقرَّرة ، إلا بما يلزم التعلُّق بشعار “وغداً تُشرق الشمس” فإذا الأجواء بعد كل صباح مكفهِرَّة ، ومع ذلك يغطي التريث طموحات المتذمرين أكانوا من المتربعين على الأرائك أم المكتفين بالجلوس على أيه  حصيرة . البرلمان بغرفتيه كائن حيث كان منذ أول تجربة دخلها المغرب حتى الآن لم يكن في العامة أعماله مؤثرة ، وعلى ضبط غير المضبوط إتباعاً لصلاحياته تدخلاته قادرة ، لانعدام ثقافة واضعة النقط على الحروف اتقاء مخاطر تموقعات خطيرة ، ومن ضمنها انفراد مثل المؤسسات الدستورية بما تتستَّر عليه من تجاوزات ظاهرة ، بعيدة مهما اقترب القريب منها لإصلاحها كحق يحميه الشعب حتى لا تبقى جروح الديمقراطية في الجوهر غائرة .

مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *