المطربة الإيرانية المقيمة في كندا منذ ثلاثين عاماً فرزانه خورشيد، فرقت بين الموقف الشخصي.. المعارض للحكومة، وبين الوطن عندما يحيق به خطر يستدعي إرتداء لامة الحرب وقوفاً على خطوط الصد؛ حتى رد العدوان ودحر المعتدي، فتتغربل المواقف، ويعاد النظر فيمن عارض لتصحيح فقرات في منهج عمل الحكومة، ماكثاً عند رصانة موقف راسخ لا يساوم عليه وطناً وشعباً أنجباه، ومن باع الوطن وتاه إنتماؤه ضائعاً في ضلال الموقف غير الواضح، إنما مع إحتراق وقود أول صاروخين تبادلهما وطنها الأم.. إيران.. تضاداً مع إسرائيل، سجلت أغنية “إيران الوعد الصادق” تترنم بهيبة حب لإيران وتشجب العدوان الإسرائيلي، مشيرة أنها لا تريد تغيير النظام الذي تعارضه، بإلحاق أذى يضر شعبها، وبهذا تخطت وطن التجنيس كندا التي إستقبلتها طريدة من حكومة إيران وليس أرض وشعب إيران.
فالقصب الأصيل مهما تسامق مستطيلاً الى سمت السماء، تظل جذوره راسخة في ماء الدهلة، يتغذى من طينه؛ ولأن إيران بلد صخري؛ ففرزانه ترتشف الصخر ماءً عذباً في الغربة؛ جعل معنوياتها أقوى من الخضوع لتنازلات النجومية؛ فلا تبالي بحرب يخوضها وطن فطرها ثم غادرته جسداً ولن تتخلَ عنه كقضية وجودية باذخة الولاء.
بل حتى معارضتها.. أصلاً.. تنطلق من حرصها على حضارة إيران المدنية في ظل حكومة دينية…
وفرزانه تولد كولاب.. طاجيكستان 11 تموز 1989 متزوجة منذ 2006 ولها شقيقة واحدة شبنام ثريا، راقصة ومطربة بوب، تعمل سفيرة للنوايا الحسنة في الأمم المتحدة، وتقود حملة عالمية للمساعدة في التوعية بشأن الإيدز.
تشتهر فرزانه في كندا ودول العالم الغربي، بحفلات متواصلة، تؤدي خلالها أغنيات إستقطبت جمهوراً واسعاً ما زال يتمدد على أصقاع الأرض من جهتها الأخرى، أي أمريكا وأوربا ومحيطهما المؤيد لإسرائيل.
لم تقف فرزانه بيضة قبان على الحياد، بين إنتمائها الوطني وجمهورها المؤيد لإسرائيل، فتحاشت أن تخسر إيران وتعود الى ضميرها بجمهور إسرائيلي، إنما لم تسمح للمعادلة بالمخايرة.. ولا لحظة واحدة، ولم تتخذ من النجومية عذراً؛ كي تحجم عن إعطاء موقف وطني، وقد طبقت قول الشاعر العربي قتادة أبو عزيز: بلادي وإن جارت علي عزيزة.. وأهلي وإن شحوا علي كرام.
فهي حتماً بعد هذه الأغنية، ستسحب منها الجنسية الكندية؛ لأن كندا كونفدرالية مع أمريكا، لا تنفصم عراها من أجل مطربة.. غريبة.. مجنسة.. تحدت الموقف الكندي في الولاء الوطني، وهي تغني لإيران التي تعارض حكومتها، لكن تتحيد المواقف وتؤجل الملاحظات عندما يداهم الوطنَ عدوٌ!
“فهل عسيتم إن توليتم عن الطاعة أن تفسدوا في الأرض بالمعاصي وقطع الأرحام” سورة محمد الآية 22