العراقيون يعانون الغرق في مواسم الأمطار ويواجهون العطش في أشهر الجفاف

ذكر تقرير صحفي، الاحد، أن موجة السيول والفيضانات التي اجتاحت مناطق في العراق، كشفت ضعف الدولة العراقية وفساد المسؤولين الحكوميين خاصة بعد غرق مناطق مأهولة في أربع محافظات على الأقل.

واضاف التقرير الذي نشر اليوم 9 كانون الاول 2018 أن “موجة الأمطار التي طالت مناطق واسعة من العراق، أظهرت مستوى التردي في البنى التحتية وعجز الحكومة عن احتواء تداعيات أي طارئ بعدما تقطعت السبل بآلاف السكان في مناطق متفرقة عزلتها السيول وعطلت التواصل معها.، حسب مانقلته صحيفة العرب”.

وغرقت مناطق مأهولة في أربع محافظات على الأقل، شرقا وشمالا وغربا، فيما جرفت السيول الناجمة عن الأمطار جسورا يفترض أنها مشيدة بمواصفات “تناسب البيئة المحيطة”.

وجرفت السيول عشرات المزارع وأغرقت العديد من المنازل في ناحية بدرة التابعة لمحافظة واسط، قرب الحدود مع إيران، فيما اضطر سكان قرى في أطراف محافظة صلاح الدين، إلى ارتقاء أسطح منازلهم، هربا من مياه الأمطار، التي حفزت سيولا جارفة، وأغرقت الشوارع والبيوت، وهدمت عددا من الجسور.

وفي محافظة نينوى، التي ما زالت تعاني آثار الحرب المدمرة التي شهدتها مدنها لطرد تنظيم داعش، تحولت بعض الأزقة إلى ممرات مائية، لا يمكن تجاوزها سيرا على الأقدام.

وفي الأنبار غرب العراق عزلت مياه الأمطار عشرات القرى بعدما دمرت السيول جسورا صغيرة نصبت فوق أودية عملاقة معروفة بأنها ممرات لسيول جارفة سنويا.

ولم تكن أطراف العاصمة بغداد نفسها بمنأى عن الغرق بالرغم من أن معدلات الأمطار في العاصمة كانت متدنية للغاية قياسا بمناطق عراقية أخرى.

ويقول أثيل النجيفي محافظ نينوى السابق إن المحافظ الحالي حول نحو 40 مليون دولار من تخصيصات الإعمار في المحافظة لصالح الميزانية التشغيلية الخاصة بمكتبه، ما يفسر خلو ميزانية المحافظة من أي أموال يمكن استخدامها في حالات إغاثية عاجلة.

وتلقى محافظ الأنبار سيلا من الاتهامات بعدما كشفت السيول ضعف المشاريع الترقيعية التي نفذتها المحافظة لربط أقضية ونواحي المحافظة بالمركز.

ويقول سكان محليون إن الأجهزة المحلية عاجزة عن الاستجابة لهذا النوع من الطوارئ بسبب ندرة التخصيصات المالية، إذ يتحكم محافظون حزبيون بالموارد المالية التي تأتي من المركز.

وتساءل سكان في بغداد عن مصير مليارات الدولارات التي خصصت لتنفيذ مشاريع مخصصة لتصريف مياه الأمطار، وتعبيد طرق في أطراف العاصمة.

ومن المفارقات الصادمة للعراقيين أنهم يعانون الغرق في مواسم الأمطار ويواجهون العطش في أشهر الجفاف ما يكشف غياب سياسة واضحة للاستفادة من الأمطار حيث تضيع مليارات المترات المكعبة من المياه دون الاستفادة منها.

nrt