قال مسؤول أمريكي إن واشنطن تبحث سحب قواتها بالكامل من سوريا، بالتزامن مع قرب نهاية حملتها لاستعادة المناطق التي سيطر عليها تنظيم “داعش” فيما تنشغل الاوساط بالقوة التي يُمكن أن تشغل الفراغ الاميركي المُفترض في المعادلة السورية، مع استعادة مقترح “القوات العربية”.
وذكرت وكالة “رويترز” أن القرار، إذا تم تأكيده، سوف ينهي افتراضات حول وجود عسكري طويل الأمد في سوريا، الذي اعتبره وزير الدفاع، جميس ماتيس ومسؤولين كبار آخرين، أنه يساعد في عدم ظهور تنظيم “داعش” من جديد.
كما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين أميريكيين لم تسمهم أن واشنطن بدأت بإبلاغ شركائها أنها “ستنسحب فوراً من المنطقة”.
وبحسب الصحيفة الأميركية، فإن القرار يأتي بعد مكالمة هاتفية بين الرئيس دونالد ترمب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان الذي هدد بشن هجوم على وحدات حماية الشعب، والتي تدعمها الولايات المتحدة في حربها ضد تنظيم داعش.
NAS
“أتممنا المهمة.. دعونا نغادر”
وتعد خطة الانسحاب تحولا مفاجئا للاستراتيجية الأميركية، خاصة بعدما عدل الرئيس دونالد ترامب عن رغبته، التي كررها مراراها في وقت مبكر من هذا العام، وقرر الإبقاء على نحو ألفي جندي أميركي منتشرين في سوريا لمحاربة داعش.
وفي آخر تعليق له على تطورات الأحداث هناك أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب (19 كانون الاول 2018) في تغريدة على حسابهفي تويتر “أن وجود قوات بلاده في سوريا كان بسبب تنظيم داعش، وأن التنظيم قُضي عليه الآن”، في إشارة ضمنية إلى الانسحاب.
بدورها أفادت وزارة الدفاع “البنتاغون” بأنها ستواصل العمل مع شركائها في المنطقة، فيما يكشف ملامح خلاف في الرؤى يجري الحديث عنه، بين القيادات العسكرية الاميركية وتوجه ترامب.
NAS
قوات سعودية – إماراتية
وأعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في إبريل الماضي أن المملكة تبحث مع واشنطن مسألة إرسال قوات إلى سوريا، مضيفًا أن، هناك نقاشات في ما يتعلق بنوعية القوات التي يجب أن تكون منتشرة في شرق سوريا”.
وأضاف الجبير، أن فكرة إرسال قوات إلى سوريا ليست جديدة وأن السعودية قدمت مقترحا لدول في التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب بهذا الخصوص قبل وبعد عرض هذه الأفكار على واشنطن، إلا أن “إدارة أوباما لم تتخذ إجراء بخصوصها.
وبسبب الكلفة المالية، التي تتكبدها الإدارة الأمريكية للإنفاق على قواتها في سوريا والتي تقدر بـ2000 مقاتل، أبدى الرئيس الأمريكي في وقت سابق نيته سحب قوات بلاده من الشمال السوري، رغم اعتراض حلفائه الخليجيين، الذين يرون أن الانسحاب سيزيد من طموحات أنقرة في تعزيز نفوذها في الشرق الأوسط، فضلاً عن تفاقم حلفاء إيران في سوريا.
وأشارت تقارير غربية، إلى أن واشنطن طلبت من دول خليجية منها السعودية والإمارات، المساهمة بمليارات الدولارات لإعادة إعمار الشمال السوري وإرسال قوات عسكرية، لتبدي الرياض استعدادها بعد ذلك لدعم هذه التحركات، على لسان وزير خارجيتها عادل الجبير، الذي أكد أن بلاده “تحافظ دائماً على الوفاء بحصتها من المساهمات المالية، وتحمل المسؤولية والعبء”.
لكن مراقبين لتطورات الأوضاع هناك تساءلوا عن استعداد الرياض وأبو ظبي بالفعل إلى الدخول في “مغامرة” جديدة وفتح جبهة أخرى خارج أراضيها رغم أنها تخوض صراعًا مع الحوثيين في اليمن، بينما تخوض حليفتهم مصر معركة في سيناء ضد تنظيم داعش، إضافة إلى تأمين حدودها مع ليبيا.
NAS
موقف أنقرة .. ارتياب وشك
وتترقب تركيا تلك التطورات بقلق بالغ بحسب مختصين في الشأن التركي، حيث ترى في وصول قوات عربية إلى حدودها مع سوريا تطوراً خطيراً، خاصة بعد توتر العلاقة مع أنقرة فيما يتعلق بأزمة قطر.
ويتركز الإرتياب التركي من فكرة القوات العربية، على فرضية إمكانية دعم تلك القوات للفصائل الكردية المسلحة التي تصنفها تركيا منظمات إرهابية، فضلًا عن أن تلك القوات التي من المفترض أن تنتشر في حال تنفيذ هذه الخطة، سيكون على رأسها القوات الإماراتية والسعودية، وهي دول تمر علاقتها مع تركيا بتوترات مستمرة، كالموقف من أزمة قطر وقضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
من جهة أخرى يرى الكاتب التركي إبراهيم قراغول أن هناك “مخططًا غربيًا” لنشر قوات عربية في مناطق شمالي سوريا، مشيراً إلى أن هذا الأمر “يعد دعماً للتنظيمات الإرهابية ولا علاقة له بإيران، وقد يؤدي لحرب عربية- تركية”.
وقال قراغول في مقال نشره في نيسان الماضي: “لقد جهزوا أنفسهم لتنفيذ مخطط عملية مخيفة جديدة خشية أن تتجه تركيا نحو شرق الفرات بعد عملية غصن الزيتون في عفرين”.
NAS
إقليم كردستان العراق
وبشأن إمدادات القوات العربية التي يُمكن أن تشغل الفراغ الاميركي شمال سوريا، يتحدث عسكريون عن إمكانية تعزيز دول إقليم كردستان العراق في المهمة، عبر منفذ فيشخابور، إلا أنه –بحسب العسكريين- قد يكون سلوكاً يثير غضب أنقرة من إقليم كردستان، ويعيد توتر العلاقات، التي ما لبثت ان استعادت عافيتها، بعد تداعيات استفتاء استقلال اقليم كردستان.
كل شيء ممكن في هذا العالم إلاّ الكورد أن يسلكو الطريق الصحيح , هذا لن يكون