رمزية الطاوس في الدين الئيزدي – حاجي علو

 

قبل أيام نُشر مقالٌ عن الئيزديينلم يتوضّح لنا هدفه الأساسي ولا موضوعهإنما بات واضحاً جداً أن ليس الأجانب فقط هم الذين يجهلون الفرق بين طاوسات الشيخ عدي وبين طاوسي ملك بل أن الئيزديين هم الذين يجهلون كل شيء عن دينهم وتاريخهم ومن فمهم إستقى الأجانب هذا الغموضوتبيّن أنّ الئيزديين لا أُباليون ولا يُريدون أن يفهمو أو يعلمو شيئاًهذا واضحٌ من تراجعهم الخطير في الإهتمام بهويتهم ودينهم الذي هو تاريخهم وقوميتهم ووجودهم فالحاضر والمستقبل لا يُبنى إلاّ على أساس متين من التاريخ وليس على الهواء والحزورات,

أستفاض الأخ الكاتب الذي لا يُمكنني أن أُسميه بالأجنبي فهو عراقي ويعرف الئيزديين ومنهم قد إكتسب الكثير عن هذا الموضوع لكنه ليس ئيزدياً في كل الاحوالفقد ملأ ديباجة مطولة عن طائر الطاؤوس شرقاً وغرباً وليس للئيزديين منها شيءفجأةً يقفز إلى الئيزديين فيسميه (الطاوس ملكبالحرف الواحد ودون مقدمات وبأل التعريف أي الطائر بالذات وهو يعني به (( طاوسيملك)) الإلهوهذا خطأٌ كبير ــ لا أقول يقع فيه الئيزديونإنما يعيش فيه الئيزديونومن ألطافه أنه أورد إسمه الحقيقي منسوباً لجيراننا اليونان والرومان بالضبط كما قاله المرحوم وهبي مع شيء من التغيير نعم هو ((تا ــ ؤوس)) لكن لم يكن هكذا بالضبط عند قدماء الكورد الميديين جيران الليديين اليونان حالياً بحسب توفيق وهبي كانت ثلاث أسماء متشابهة (( دياؤوس بيترـ ميديازاؤوس بيترـ ليديا يونان جوبيترـ الرومان وهو موجود بإسمه حتى اليوم ))بيتر تحول إلى بير الذي هو إٍسم معظّم نصفه به الإله الأعظم (تاوس ئي بٍيرهذا هو إسمه قبل 600 هجريةعلى يد الخاسين وفي قول ((جي سبةيةكة زً ييت عدويا)) تحول إلى ملك فأصبح تاوس ئي ملكتاوس الذي هو ملاك) *هامشوعند تشكيل الدين الئيزدي الجديد تحول [تاوس ئي بير السماء الأعظمإلى [تاوس ئي ملك /السماء الملاك بالتأكيد كان ذلك مجاراةً للمحيط الإسلامي المخيف فكلمة ملاك آرامية وهي غريبة عن لغة الئيزديين ودينهم إنما مقبولة إسلاميّاً فلو فهم المسلمون أن تاوسي بير يعني السماء الأعظم أو أب السماء أي الله فحتماً سيكون ذلك مدعاة فرمانٍ آخروتبديله بملاك كان مقبولاً لدى الئيزديين الداسنيين الذين قبلوا تقيةً كثيراً من الألفاظ الإسلامية تحت السيف لمدة 600 عام .

أما الطاؤوسات المعدنية التي لم يُميّز الكاتب الحيالي ـ وكثير من الئيزديين ـ بينها وبين تاوسيملك فقد دخلت المجتمع الئيزدي على يد الشيخ عدي وبالتحديد على يد أبي البركات الذي قدم إلى بلاد الهكار بعد إستقرار عمه فيها إي في الربع الثاني من القرن السادس الهجري ودخلت كنياشين دينية مقدسة ترمز للشيخ عدي في القرن السابع الهجري عند تأسيس وإعلان الدين الجديد والحد والسد في 630 هجري وقد تعظمت كثيراً بإعتبارها مدرسة الدين الئيزدي الأولى والأخيرة والوحيدة التي بها إنتشر هذا الدين وبها تواصل الئيزديون مع بعضهم في الثغرات المعزولة النائيةوبها تناقلوا علومهم وبها وبها وبها . . . , بالنسبة لي شخصيّاً أعتبرها أهم ما في الدين الئيزدي على الإطلاق والتهاون بشأنها لا يُبشر بالخير وقد بانت الآثار السلبية في الملة بسبب توقيف دوراتها وعلى الئيزديين أن لا يسكتو على هذا التهاون وإطلاق دوراتها على الفور ومن يقف عائقاً ضد ذلك أن يُبعد عن المسؤولية من أي نوع كائناً من كان .

فالطاوسات المعدنية هي رمز للشيخ عدي ومسماة بإسمه وتمثله أينما حلت وقد كانت بحوزة الآدانيين قبل ظهور الدين الجديد ولم تكن جزءاً من الدين الداسني الذي سبق الشيخ عدي الثانيإنتقلت ملكيتها للمير القاطاني بعد توليهم الزعامة ربما بعد وقت قصير من 630هجرية أما تاوسي ملك فهو تاوسي بير قديماً وهو رب السماء وصاحب الكون وإله الشمس ولا علاقة له بطاوسات الشيخ عدي من قريبٍ أو بعيد

أما السجود أو عدم السجود والشيطان *هامشفهذه كلها من سيف الإسلام وكلام المتجادلين من المسلمين والمُؤسلمينبدأت في زمن الخليفة المأمون العباسي المعتزلي رافض القرآن وما بعدهفدخل المتناقشون المسلمون غير المؤمنين بالإسلام من الزرادشتيين المُؤسلمين يُشككون في القرآن ويعملون على كشف تناقضاته وشكوك الله في حاشيته من الملائكة وإستشارتهم وكأنه غير كامل القدرة والإقتدارأو البَداء وكأنه غير كامل العلم والمعرفة *هامش / ….. هكذا إستمرّت التفاسير الإسلامية حتى اليوم وهي على أشدها اليوم عما كانت عليه سابقاً وذبح الآلاف من المفكرين من المسلمين أنفسهم بتهمة الزندقةوكل من رفض الإسلام ديناً له من غير أهل الذمة إعتبر كافراً يعبد الشيطان وكل معبود أو إسم مقدس له يُعتبر شيطاناً ولنا عدة أسماء مقدسة منها طاوسي بير وئيزيد والشمس…ئيزيد بُرّئ من الشيطان بإبن معاوية وطاوسي بيرأو ملك إعتبر شيطاناً والشمس هي مستقر الشيطان بحسب الحديث ………عودوا إلى نصوصنا لن تجدو فيها إسم إبليس ولا الشيطان عُد إلى القرآن لن تجد فيه طاوسي ملك ……..إنها من تفاسير المُسلمين النابهين من رافضي القرآن كالحلاجرموها إلى حظيرة الممتنعين عن الإسلام .

اليزيديون لم يصنعوا الطاؤسات كرمز لطاوسي ملك ولا لغيرهولا صنعوا سبعة لحاجتهم إليهاإنها للآدانيين كما ذكرنا وهي رمز للشيخ عدي ويوم حلوله عيد وداوةنبي للشيخ عديمكانة الشيخ عدي عندنا عظيمة ولهذا فطاوساته أيضاً عظيمة التقديس وهي الآن أهم رمزٍ ديني مادي نتعامل معه ونستقي بواسطته علوم ديننا مع أن الرمز الحقيقي الأهم والأقدم هو الشمس ديندارا رب العالمين وهو طاوسي ملك خوديخودان صاحب الشمس ـ هي رمزه ونراها كل يوم ونزورها كل صباح وليس بحاجة إلى رمز ثانٍ و طاوسي ملك هو تسمية لاهوتية لإلهٍ غير مرئي ولا ملموسلا يوجد إلاّ في تصورنا فقط كغيره من الأسماء اللاهوتية التي هي كلها للخالق في الأزمنة الغابرة حين كان تعدد الآلهة تماماً كالله والشيطان في ذهن المسلمين ,

وليس للئيزديين سبع طاوسات أبداً هذا رقم إفتراصيالموجودة منها الآن ثلاثة ولا يوجد إنسانٌ قد وجد السبعة منها أبداً وأيٌّ منها ليست على شكل طائر الطاؤوس :ــ الأول وهو (طاوساعنزةليعلى شكل ديك الدجاج والثاني هدهد أو حمام والثالث على شكل عصفور القبرة المتوّجةـ نسميها تيتي ئيزي (طاوسا ئيزيلكن جرى تسميتها بالطواويس الجميلة بين الأمم لتزيين قصور الملوك قبل تقديسها بين الئيزديين بآلاف السنين …… إذهبوا شوفوها إن كنتم صادقين أنا لم أحجبها عن عيونكم .

وأخيراً لا يُمكن أن يُنسب للدين الئيزدي الداسني شيئاً لم يرد في نصوص الدين الئيزدي التي تبلورت على يد روّاده في نهاية القرن السادس وبداية القرن السابع الهجريينفأرجو من الئيزديين أن لا يَرِدو شيئاً من بنات أفكار المجتهدين أو المعتمدين عليهم من غير الئيزديين إلاَ أَن يكون مذكوراً في نص ديني موثوق وأسفي الشديد جداً هو إيمان الئيزديين بالأجانب وثقتهم فيهم أضعاف إيمانهم بالئيزديين من كتبة وغير الكتبة مثال ذلك مقال الأخ الكريم المسلم بلغ قراؤه أكثر من 300 في يومينومقال لدكتور ئيزدي عالي المستوى ومتضلع في دينه بلغ قراؤه في أسبوع 200 قارئ أما مقالنا ففي خمسة أيام لم يبلغ المائة وأنا أشك أن يكون هؤلاء ئيزديين لكن هذا لن يثنينا عن هدفنا وهو حفر قبور التاريخ حتى تظهر الحقيقة كاملةً ولوكانت علقماً فنذيقه لمن لا يريد أن يعرف الحقيقة .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

دياوس بيتر بترجمة توفيق وهبييعني قبة السماء/أب السماءتحول بيتر عندنا إلى بير وعند الفرس إلى بدر وهو يعني الأب حتى اليوم نحن نقول دياوسي بيردياوس بيرـ (ئيهو إسم موصول لوصف المذكر المفرد

هنا يقول الأستاذ أن الئيزديين يختلفون في السجود عن غيرهم من الأديان فأقول له من هم هؤلاء الأديان ؟الإسلام فقط!الإسلام هو يُناقض مصدره الحقيقي دين إبراهيم الخليل اليهودي وحفيده موسىفلا ذكر له في التوراة ولا وجود لإبليس الحية المسكينة المستشارة المخلصة قلبها الإسلام إلى إبليسلأنها أِشارت لحواء بالجنس لتتكاثر وتعمر الأرض كما وعد الله إن لم تكن لكم علوم فكروا بالمنطق ثم تكلّموا .

*مثلاً في البقرة 29 يقول (إني جاعلٌ في الأرض خليفةووعد آدم بالخلود في الجنة إن لم يقربا هذه الشجرة طيّب لو لم تأكل حواء من الشجرة ماذا كان سيفعل الله ؟ ….. كان عليه أن يرجع في كلامه وهو الله

حاجي علو

اكتوبر 2019