الانتخابات المبكرة   مفاجئة غير متوقعة – مهدي المولى

Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2018-06-11 07:14:05Z | | ÿ!&ÿ!&ÿ#07ÿª4¶Gž0

 

لا شك ان الإعلان عن الانتخابات المبكرة  وتحديد موعدها  من قبل رئيس الحكومة  كانت  مفاجئة وغير متوقعة للطبقة السياسية العراقية وخاصة  الطبقة السياسية الشيعية  التي  لا يزال بعضهم ينشر غسيل البعض  بدون خطة وبدون برنامج وبدون وحدت طريق رغم ما يواجهون من تحديات  ومصاعب فالقاعدة الجماهيرية التي أوصلتهم الى كراسي الحكم  أصبحت في حالة رفض لهم وتمرد عليهم  حيث خرجت  صارخة محتجة    وهي تشكوا الجوع والعطش والفقر والألم  والمرض وسوء الخدمات     كل لم يهمهم  ولا يشغل بالهم كل ذلك لم يسمعوه ولم يرووه   لأن الكرسي الذي منحهم المال والنفوذ أعمى بصرهم وأغلق مسامعهم  واعتقدوا إنهم باقون الى الأبد لا يدرون   ان هذا الكرسي لن يدوم لهم وسيدفعون ثمن جلوسهم عليه وأي ثمن   لا شك إنهم يتذكرون مصير صدام وزمرته  وغيرهم الكثير وكل الذين جلسوا على كرسي المسئولية ولم يعطوه حقه

المعروف ان الطبقة السياسية الكردية في شمال العراق وخاصة المجموعة العنصرية  الوحشية غير راغبة في قيام  انتخابات مبكرة  لأنها لا ترى نفسها جزء من العراق لا أرضا ولا شعبا وأذا قبلت بالأمر مجرد مجاملة لا عن قناعة أبدا لأنها تهيئ نفسها لدولة جديدة  كما ان هذه المجموعة هي القوة المسيطرة والآمرة الناهية في شمال العراق  لا يسمح لأي قوة عراقية العمل في شمال العراق والويل لمن يقول أنا عراقي في هذه المنطقة في حين انها مفتوحة لكل عدو للعراق والعراقيين   الا العراقي الحر الذي يعتز بإنسانيته بعراقيته

اما الطبقة السياسية في المنطقة الغربية اي السنية فهي الأخرى لا ترغب في  أجراء   الانتخابات  لأن نتائجها في غير صالحها لهذا فأنها تتحالف وتتعاون مع داعش الوهابية ومع عبيد وصدام من أجل  عدم إجراء الانتخابات   والسعي لعودة نظام صدام  الذي يضمن  لهم  الحكم بالقوة اذا قال صدام قال العراق

لهذا بدا تعاون وتحالف مع  القومجية العربية اي بدو الصحراء والقومجية الكردية  بدو الجبل  للقضاء على العملية السياسية السلمية ومنع العراقيين من السير في طريق الديمقراطية والتعددية السياسية والفكرية ومنع العراقيين من بناء عراق ديمقراطي حر ومستقل يضمن للعراقيين جميعا المساواة في الحقوق والواجبات ويضمن لهم حرية الرأي والعقيدة

والعجيب ان هذا التحالف والتعاون بدا بين بدو الجبل وبدون الصحراء ضد العراق والعراقيين خلال ثورة 14 تموز حتى تمكنوا من ذبحها وذبح أهلها في يوم أسود دموي يوم 8 شباط 1963 فهل يتمكن بدو الصحراء وبدو الجبل  من ذبح  عراق الحق  الذي تأسس بعد ان قبر عراق الباطل في 9-4-2003

هذا يتوقف على  محبي الديمقراطية والتعددية على العراقيين الذين يعتزون ويفتخرون بإنسانيتهم بعراقيتهم الذين يرون في وحدة العراق والعراقيين أمر مقدس لا يجوز التفريط قي أي منهما مهما كانت التحديات ومهما كانت التضحيات

فالعراق الديمقراطي الحر التعددي  المستقل هو الضمانة الوحيدة لكل العراقيين بكل أطيافهم وأعراقهم وألوانهم  ولا ضمانة أخرى غير العراق الديمقراطي

ولا يمكننا بناء عراق ديمقراطي الا بانتخابات  حرة ونزيهة ولا يمكن ان  نخلق انتخابات حرة ونزيهة الا إذا خلقنا شعب حر شعب ديمقراطي

وهذا يتوقف على أنصار ودعاة  الديمقراطية ان يكونوا فعلا إنهم ديمقراطيون ان يحترموا إرادة الشعب ويعتبروها من أهم مقدساته

وعلينا ان نعي  وندرك ان حكومة المحاصصة ضربة قاضية للديمقراطية

فالديمقراطية لا تنموا وتنجح الا في ظل حكومة الأغلبية السياسية اي الأغلبية تحكم والأقلية تعارض

فلا ديمقراطية ولا نجاح للحكومة الا بمعارضة  ديمقراطية دستورية