هناك تقييمات و دراسات للوضع الحالي لاقليم كوردستان بشكل خاص، و اكثر النتائج المتوفرة لدى المتطلع لما هي عليه كوردستان بشكل عام و ما تنتجه المعادلات التي تضم عوامل تربط الاجزاء مع بعضها و من ثم الحلول المتجزءة لكل منها و من ثم الطريقة المختلفة للوصول الى الحل في كل جزء, ان امثر المتابعين و المقيمين يؤكدون على ان هذه المرحلة خطرة و وصلت الحال لافراد الشعب بان يصيبوا بخيبة امل لم يلمسها او يراها من قبل اي جيل من الاجيال الشعب الوردي التي حاولت التحرر و قادت الثورات المتتالية. فاليأس وصل الى قعر قاعدة المجتمع و افراد الشعب اصيبوا بما لم يصب به الشعب حتى ابان النكسة الكبيرة لثورة ايلول و الفشل الذي اصيب به القيادة حينئذ و هوت الثورة خلال ليلة و ضحاها. على الرغم من انه كان فشلا فوقيا و لم يكن في حينه الياس قد وصل الى القاعدة بل هم من اصروا على ادامة الثورة و لم تسمع القيادة بل انكسرت ارادتهم.
اليوم قد وصلت الحال الى الازمة الخانقة المختلفة الاوجه و لم يبق الحل بايدي من يدير الدفة بل الاخطاء المتراكمة التي ارتكبوها جراء تعاملهم مع الاحداث في الماضي القريب و ما اخلطوا به طموحاتهم الشخصية والحزبية مع استراتيجيات العمل القيادي غير المعلوم لديهم و لم يحسبوا لمستقبل الامة الكوردية ولا يحذروا من كيد الاعداء و بالاخص الدول المحتلة لاراضي كوردستان الكبرى و في مقدمتهم تركيا و هي العدو اللدود الاول و الاكبر للشعب الكوردي و لم يدع وسيلة و الا استخدمها لخدع القيادة الكوردية، و بعدما اثبت اقليم كوردستان على ضعه المستقر بعد سقوط الدكتاتورية البعثية و ثبتت بعض من حقوقه في الدستور العراقي الدائم لم يبق امام تركيا امرا سياسيا مباشرا كي تدخل من خلاله لاداء ما ينوي تنفيذه باستراتيجية ماكرة الا و اتجهت الى الاقتصاد كي تغل به ايدي القيادة الكوردية و لم تدع منفذا للخلاص النهائي الا و جعله تحت رحمته كي تكون هية الامر الناهي في نهاية الامر.
اليوم اختلط الحابل بالنابل عند السلطة الكوردستانية و هي وقعت في الافخاخ الكثيرة التي نصبتها لها تركيا قبل الاخرين، و في مقدمة تلك الحبائل و الحيل ما خدعهم باتفاقية مبهمة لمدة خمسين عاما لم يعلم بها احد و هي بعيدة عن الشفافية ولم تحسب فيها مصلحة الشعب, و لم يستفد منها الا النظام التركي و بنى عليها الكثير، و الشروط التي فرضتها اردوغان على القادة الكورد السذج جعلتهم تابعين معلقي الارجل بالخيوط الملتفة حول اعناقهم قبل ايايجهم ومن اغلال سياسية مرتبطة بتلك الاتفاقية الاقتصادية غير المتكافئة و ما تبيّن فيما بعد بانهم الخاسرون فقط، اضافة الى ما يذهب من الدخل المادي للجعبة التركية من خلال تنفيذ هذه الاتفاقية غير الشرعية و غير المتوازنة بين القوي و الصعيف المهزوم فكرا و عقلا و ارادة.
و هذا ما جعل القادة الكورد خانعين للنظام التركي و لم يقدروا على التحرك في اتجاه الخلاص من الازمات التي اوقعوا انفسهم فيها، و عندما جاء وقت الحسم ابان عملية الاستفتاء تبينت نية تركيا و اردوغان قبل غيره وشف الامر علنا عندما هدد الكورد بانه يخنقهم اقتصاديا و هم لم يردوا عليه بكلمة و ابقوا صم بكم لا ينطقون حتى اليوم و لازال يديم من سيطرته عليهم من كافة الجوانب.
الازمات المتلاحقة و في مقدمتها الاقتصادية الخانقة لحياة الشعب، هي من صنع ايادي القادة الفاسدين و الاحزاب العشائرية العائلية الغاشمة التي اوقعت نفسها تحت رحمة من يتحايل عليهم من قبل و وثقوا به دون اي تفكير او تحليل للواقع المرير الموجود على الارضية التي اجبرتهم على الوقوع بين فوهة النمر المفترس في اللحظات الحرجة. و المتضرر الوحيد هو الشعب المسكين المضحي.
الواقع السياسي في تراجع دائم و يومي، المعنويات العامة للشعب في تراخي و في ادنى مستوى لها منذ عقود مضت،الاقتصاد في ازمة و التضخم مستمر و الحالة المعيشية للناس البسطاء في ادنى مستوى لها، و كل شيء في تراجع تربويا و علميا و اجتماعيا.
و السؤال الذي يطرح يوميا هو ماهو الحل و من هو المنقذ و كيف؟ للاجابة عن هذا يحتاج الى تقييم الوضع بكل علمية و دقة و من تحديد اسباب المشاكل يمكن طرح البديل و طريقة تنفيذ الخطط او المنقذ الذي يُعتقد ان يكون بيده الحل الواقعي المجدي .
لا يمكن الاعتماد على هذه القيادة و ان كانت هي التي خلقت المشكلة و ربما لتدني معرفتها لادارة الكيان او دون اي دراية اوغير متقصد و من اجل لمصلحتها الخاصة او الحزبية، فلا يمكن ان تكون هي من يمكنه ان حله هو لانها لا يمكن ان تتنازل عن مصلحتها مهما كانت الضغوطات. و ان كانت المشكلة عويصة ولا يمكن ايجاد منفذ للخروج بشكل سلس فيجب ان يعلم الجميع قبل اي شيء فلا يمكن ان يجده هؤلاء باي شكل كان، الا ان العقلاء موجودون و لا يمكن ان نعتقد بان الشعب قد خلا منهم، و لكن من يمكنه ان ينبري اليوم و يقول ها انذا؟ هناك شخصيات علمية عقلانية متزنة بعيدة عن المعمعة السياسية الاقتصادية التي انتجتها هذه العقول المتدنية التفكير و المستوى و الذكاء و الموهبة. هؤلاء المتميزون لازالوا في الهوامش و لا يُعتمد عليهم في ادارة البلد لكونهم غير حزبيين او انهم عرفوا ما نصل اليه منذ بداية ظهور المشاكل و الصراعات الدامية بين الاحزاب المتنفذة الفاسدة و القيادات اصحاب النفوذ المطلقة التي تعمل وفق مزاجها و مصاتلحها فقط و دون اي اعتبار لاي موهبة و عقلية و امكانية موجودة عند الشعب الكوردي.
فتاريحنا غني بمن كان له الفضل في التحرر و خروج حتى الامم الاخرى من محنهم، و اننا لا يمكن ان لا نجد لدى النخبة من له القدرة على التخطيط و التنفيذ و الخروج من الازمة الحالية المعقدة و اخراج الشعب الكوردي منها كالشعرة من العجين, و لكن هل يسمح هؤلاء المتنفذين الذين هم اسباب ما يحدث و ما يجري و ما اوقعوا به الشعب في هذا الوحل، فهذا يقع على الشعب ان يختار ما يدع هؤلاء المتسلطين حتى اليوم في الهامش كي يعمل الماهر الذكي .
فنحتاج لفلسفة واقعية و حراك و مخاض شعبي و انبثاق من يمكنه ان يدير بالتي هي الاحسن, و يتوقف هذا على الثقافة العامة و عصارة الفكر الجمعي و توجهات الشعب و تقييمهم لمن هو القادر على الحل. فالمجتمع يتمتع بالصفات الكثيرة و لديه من القدوة و الجهابذة التي يمكن الاستناد على امكانياتهم و تسليمهم راية الخروج من المشاكل و تجاوز العقبات الصعبة التي اوجدتها هذه القيادة و المتحايلين عليهم من اعداء الشعب بعد ان تمكنوا منهم و بعقليتهم و اوقعوهم فيما هم فيه و ورطوا الشعب الكوردي معهم ايضا.
اننا نحتاج لقائد متعدد المواهب الذكي المتمكن و يتميز بصفات موثوقة بها و لها القدرة على بيان الخطط و كيفية الخروج من المنفذ الذي يمكن ان يجده بين كل تلك التراكمات و الترسبات التي تسببت في تجمعها و وقوفها امام التقدم هذه القيادة المافيوية الفاسدة. اننا نحتاج لحراك شعب كبير يمكن ان تنتج في نهاية مطافها انعطافة سياسية و ينبثق منها قيادة شعبية واقعية عاقلة يمكن ان يدير الاقليم و ينقده من حاله الميؤوسة منها حتى اليوم.
ليس هناك من حل سوى الانتفاضة حتى ولو كانت مسلحة! اذ ان هذه السلطة لا يمكن ان تستجيب لمطالب الشعب ولو كانت هذه المطالب سهلة وبسيطة. والانكى من ذلك ان هذه السلطة لم تعد لها اية شرعية تُذكر ليس بسبب الفساد والانحطاط الاخلاقي فحسب، وانما لانها قبل كل شيء سلطة خائنة حتى النخاع. إنها تنازلت بل قدّمت نصف مساحة كردستان الى بغداد دون مقابل وإنما كهدية لتركيا وايران ليس إلا! من حق الشعب ان يقذف بهذه السلطة الغاشمة الى مزبلة التاريخ اذا ان الشعب هو الاساس وهو الغاية، أما السلطة فهي الوسيلة والأداة فاذا ما أصبحت هذه الوسيلة وتلك الوسيلة غير نافعتين ولم تعدا تعملان كا يُراد، فلا بد من تبديلهما!