من  يميّز بين الاحزاب الاسلامية في العراق ؟- عماد علي

 

لاول وهلة يمكن ان تقول ان اسماءهم مختلفة و قياداتهم متمايزة و شعاراتهم و اهدافهم متعددة و فيها امور مختلفة جزئيا و ان لم تكن كليا، وعاظهم مختلف و قياداتهم يحاضر المنتمين لهم  من اجل ان يؤمنوا بما لديهم و هم يدعون اصحية احزابهم و اكثر احقيه عن الاخر. اننا يمكن بكل اريحية ان نثبت بالدلة الدامغة بانهم متشابهون في الشكل و الجوهر بشكل كبير جدا و اكثرهم متفقين على جملة امور لا يمكن ان يتفق عليها اي حزب مختلف عقيديا و فكريا وفلسفيا عن الاخر.

–  كل هذه الاحزاب الاسلامية تعمل وفق ما يفيدون به قياداتهم اولا و حسب موقع كل منهم و هم يوزعون المكتسبات المادية وفق نسبة ما يكسبونباي شكل كان و ليست الشعارات الا ادعاءات  شفهي يساومون عليها لو تعارضت مع مصالحهم ولو بنسبة قليلة جدا.

– الجميع يدعي رفع راية الاسلام و تفصيلات العقيدة التي يؤمنون بها و لكنهم يتفقون سياسيا حتى  لو اعتقدوا و تيقنوا بان توافقهم لمصلحتهم الحزبية والشخصية الضيقة فقط.

– اكثريتهم يدعتون بانهم يناضلون من اجل المحافظة على سيادة الدولة العراقية و استقلالها و لكنهم تابعون و ذيول و يتامّرون خارجيا و لم يبق اي هدف ديني او عقيدي خاص لديهم في الوقت الذي تضغط عليهم الجهة التي لها الفضل عليهم.

–  الجميع يلعب وفق معرفته للعبة التي يمكن ان يرضي بها المفضلين عليهن بعيدا عن اي شعار ديني، و انهم يستدون على البراغماتية و استغلال الفرص المؤآتية لهم،  مدعين التكتيك باسم التقية و على حساب الاستراتيجية التي يدعونها.

– و ان اختلف ماضيهم القريب و السحيق الا انهم متشابهون فكرا و تركيبا و ايديولوجية و نضالا و في مقدمة توجهاتهم هو ضمان مصلحتهم الحزبية و الشخصية.

– لا يمكن ان نلمس بانهم يتميزون سياسيا مع الاحزاب العلمانية و القومية والطبقية بسهولة، بل ربما يتمسكون باشكال جزئية في طقوس يمكن ان يفرقهم في بعض الامور  الحزبية التي لا يمكن ان يلعبوا فيها لكونهم احزاب مؤمنة بالاخرة،  الا انهم يهمشون المهم من اجل الاهم لديهم و على حساب العقيدة و الايمان ايضا.

– يضع جميعهم  الدخل و المالية في حسبانهم قبل كل شيء ويغضون الطرف عن كل ما يدعوه نظريا من اجل كسب الرزق الحزبي و الشخصي لدى السلطة او المفضلين عليهم.

–  يتشابهون في الصراع السياسي الداخلي في احزابهم و يعتمدون على التكتلات المتكونة من التجمعات النفعية او حلقات ضيقة متفقة مصلحيا ضمانة لمصالح التكتل  و المنتمين فيه و خارجيا يتفقون حتى مع من لا يواقفقهم  في ذرة مبدا و عقيدة، من اجل ضمان مصالحهم و الحزبية.

– جميعهم بلا استثناء مشغولون باستغلال الواقع  السياسي الاجتماعي الاقتصادي المتغير، و لا يوجد فيهم من يعمل وفق ما تفرض نفسها من الاساليب السياسية الخاصة لكل منهم لتحقيق ما يعلنونه من الهدف بعيدا عن الارضية التي يعيشون فيها، و ان كان الهدف المدعى ضارا لدخلهم المادي  بالذات فانهم يتحالفون حتى مع الشيطان في هذا الجانب.

–  يدعي الجميع بانهم يدافعون عن حقوق الفقراء والمستضعفين و الطبقات المسحوقة و الفئات المتضررة الا انهم في وقت العمل يختبئون و لم يبق لديهم سوى المصالح الضيقة و على حساب هؤلاء المغدورين.

– انهم يدعون عدم تبعيتهم خارجيا و داخليا الا انهم يخضعون حتى لمن لا يمكن ان يكون لديهم ولو نقطة مشتركة معهم ان ضمّن مصالحهم المتفق عليها.

–  خارجيا يتمسكون بمن يفيدهم قبل الاخر، اي بشكل متسلسل و على حساب كل ما يدعون نظريا، اي لا يهمهم تركيبة و اهداف و ما يفكر و يهدف  الجهة الخارجية ، المهم ما يهمهم هم و ما يستفيدون منه.

يحاول الجميع ان يكون في السلطة و لا يؤمنون بالمعارضة الايجابية التي تفيد الشعب بقدر اواكثر من السلطة، بل كل ما يهدفونه هو الحصول على جزء من كعكة السلطة و ان لم يكن الحزب المتسلط الاكبر له صلة بما يدعيه هؤلاء.

و عليه فان الاحزاب الاسلامية، ان كانت في السلطة او فيما تعتبرها المعارضة الا ان عملهم الحزبي و فكرهم وايدولوجيتهم متشابهة في اكثر ما يمسهم  و بشكل مطلق في بعض الامور التي تفيدهم شخصيا و  حزبيا و بالاخص ما يهم قياداتهم و على حساب كل اداعاءاتهم النظرية البعيدة عن عملهم على الارض.