هي كحال الشخصيات, فان السلطات ايضا متنوعة الكيانات و التفكير و التوجه و العقلية و الفلسفة و الاسلوب و التركيب, و يكون تاسيسها وفق مقومات النشاة و الظروف التي تاسست عليها و جوهرالمنفذ و المتنفذ فيها, فمنها تقليدية ساكنة غير متحركة و لا متغيرة, ومنها مظهرية بحتة لا تمتلك جوهر حقيقي و حتى بعيدة عن واقعها هي و تغطي كل سلبياتها امام الاخر باساليب خداعة و لا تُظهر غير الايجابيات القليلة التي تملكها امام اعين المشاهد الاخر غير العالم بما تحويه، و هناك مقلٌِدة للاخر نصا دون اي اعتبار للظروف الذاتية لها و خاصة ما يمسح وجهها الملطخ امام الرؤية و المتامل، و من الامثلة لهذا النوع الذي يمكن ان نضربه هنا هي سلطة اقليم كوردستان و هي مظهرية تقليدية بحتة لا صلة لها بالواقع و الشعب الكوردستاني و لا بظروفه الموضوعية و لا الذاتية. وهناك طبعا من السلطات تكون واقعية عقلانية لا تقليدية و لا مقلٌدة و لا مظهرية و انما مقيمة لما هي عليه من الارض و الواقع و الشعب و الامكانيات و و القدرة و الوسائل و واقع شعبها الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي, فهي تختار سلطة مناسبة فكرا و قلسفة و اهم اهدافها حياة الناس قبل اي مظهر كان و تضع الانسانية امام منظورها قبل اي شيء اخر, كما هي حال اوربا و الدول النامية الحديثة.
بداية يجب ان اقول ما انا عليه فكرا و فلسفة لكي لا ادع المجال لمن يمكن ان يُزايد و يتهمني كعادتهم بالعمالة و التبعية ان لم تعجبهم اراءي و توجهاتي تجاه ما يحصل عند تقيمي لما هو الموجود في هذا الاقليم البائس شعبا و الخادع لعين السائح زيفا. تعجبت من خبير قانوني كبير كطارق حرب وهو يعتبر ان اقليم كوردستان اصبح جنة بميزانية صغيرة جدا! يا للعجب من هذا الراي المظهري الظاهري ايضا، و هو يقول هذا كعادته و يتكلم بعفوية و بسطحية عن الامور و ان لم يكن هناك من يضاهيه خبرة قانونية و ليس هناك مثيلا في خبرته معرفته الدستورية و في القانون فقط و دون ان يجهد نفسه و يعرف الحقيقة المرة التي يقع فيها اقليم كوردستان الجنة لديه والتي يدفع ثمنها الباهض الشعب الكوردستاني المغلوب على امره.
نعم انا انتقد هنا و يجب ان اقول شيئا صريحا عني لسد الطريق امام التقولات الشبيهة للتخوين و انكار الجميل و عدم نطق الحقيقة التي بات المصلحيين المستفيدين المتملقين الغير ابهين بحياة البؤساء و الفقراء مستمرين علي النطق به و بما يمكن ان يدعهم يعيشون بما يتمنون على حساب الاخر و لتغطية الحقيقة و لاهداف خاصة بهم و هم يحققون مآربهم بكلمات مظهرية ايضا، و يجب ان يعلم الجميع ان ما يُرى بالعين في هذه البقعة المغدورة ليس الا خداع للعين و مضلل للرؤية ولو بوجود جزء من الحقيقة التي تحاول السلطة الكوردستانية ان تجعلها عملاقة و هي التي هي غارقة في الفساد و بالاخص العوائل الحاكمة المطلقة بعيدا عن ما يدعون من حكم الشعب ايضا مظهرا كان ام زيفا، اي انه مظهر في مظهر ليس الا.
كما قلت يجب ان اقول حقا عن نفسي، بداية اكرر ما قلت سابقا انني لست ممن يؤمن بعراقيته القحة ابدا و لم اكن يوما احس بانتمائي للعراق كدولة لي منذ نعومة اظافري، و احساسي الحقيقي هو الاغتراب في دولة غير دولتي و اعتبرت كوردستان دولتي المقسٌمة حتى اليوم و محتلة منذ الاستعمار البريطاني و تقسيمه هذا الشعب على الدول الاربعة رغم ارادته, و ضحيت كثيرا من اجل ما اؤمن و انا حقيقي الفكر بعيد عن المظهر و السياسة الخادعة، و هذه حقيقة و ليس مظهرا كما هم عليه ايضا، لكي لا يزايد عليٌ العشائريون العاائليون المتنفذون المسيطرون على زمام الامور في هذا الاقليم المفدور دون وجه حق.
اقول, يا اخي الزائر لاقليم كوردستان و انت تدخل سائحا و زائرا و هادفا للسياحة او لاي عمل كان, و انت لم تر الا المظاهر الخداعة التي ربما لم تفكر بعمق في كيفية صنعها على حساب هذا الشعب و بالاخص الفقراء المعدمون الذين هم يدفعون الضريبة الخانقة لهم دون ان يحس ابن المتنفذ و المتسلط العائلي العشائري باي ضغط على حياتهم ( بمن بنيت الاهرامات في مصر و لمن يُحتسب) . اقول لا تنظروا الى العمارات الشاهقة التي بنيت على حساب هؤلاء المغدورين بل تعمق في وجوه هؤلاء المتجهمين, و اسالوا من تلاقون منهم عشوائيا ماذا تفعلون و بما تعيشون و كيف احوالكم. اسالوهم فقط بعيدا عن هؤلاء للمتنفذين؛ اسالوا هل تحصلوا على حقوقكم من تعبكم و عرق جبينكم و هل اقتربتم يوما الى الفرحة الحقيقية و هل انتم راضون عن حياتكم و انتم تعيشونها مرة واحدة، هل انتم تؤمنون بسلطتكم و ما تفعل و تسير عليه و هل هي تعمل لمصلحتكم ام لمجموعة صغيرة في دائرة عائلية عشائرية ضيقة, وهل تحسون بغدرهم لكم, ما قصة العدالة عندكم و كيف هي المساواة و الادعاءات اصحاب السلطة و المال ، بل قل لهم صحيح انتم تعيشون في الجنة و هذه العمارات الشاهقة حولكم و السعادة تدق بابكم من هذه الحدائق الدائرة حولكم، و من ثم استمع اليهم دون اي راي مسبق, هنا يمكن ان تسمعوا منهم الحقيقة و هو العجب على عكس ما نطق به السيد الحرب و ليس العمارات التي بناها هؤلاء لتراكم الثروات لديهم ايضا او القلة القليلة من ما لديه من باع ما لديه حتى صفٌر حاله المادي او حصل على ما وصل اليه من الميراث الباقي له من اباءه و اجداده كي ياوي به اولاده, و ليس كما يقول السيد الحرب و هو في بغداد و كلما زار بين فينة و اخرى اربيل لاسباب و سمع و راى عمارة بنيت و ارتفعت هنا و هناك يرى عمل السلطة و حقيقتها فيها دون ان يعلم انها على حساب الموظف و الفقير و الكاسب و الحمال و العامل.
هل تعلم يا سيدنا ان الموظف غير مطمئن في حياته و معيشته و غير ضامن لحقوقه البسيطة وفي المقابل الصبي الجاهل من العوائل والعشائر الحاكمة المتنفذة يمكن ان يجرده من ماله و حتى من كرامته, و يجب على الزائر ان لا يغره المظهر الذي ما تحته من السواهي و الدواهي في اي وقت كان, نعم اسالك اخي الحرب، هل يستطيع ذاك الموظف البائس نيل حقوقه الطبيعية و هو راتبه في وقته, لكي تقول انه يعيش في الجنة, فاعلم يا واصف اقليم كردستان بالجنة ان الفرد غير ضامن لرزق اولاده في المعيشة و تدبير حياته البسيطة جدا نتيجة لما تقطعه هذه السلطة منه و من رزق اولاده في راس الشهر و هو غارق في التفاهات و المتاهات, هذه عدا ما يسحبون من امكانيات الناس بطرق ثعلبية شتى.
هل تعلم ان السلطة التي تتباهى بهذه المظاهر الخداعة كم هي مديونة للموظف من مليارات الدولارات طوال هذه السنين بينما يعيش اولاد المتنفذين في ابهة يذهبون لعلاج الم بسيط الى اوربا عدا سفراتهم و نيل ما تامرهم نزواتهم و ما يتمتعون من ملذات هناك على حساب هذا المسكين، ومن ثم اسال انا الخبير في مجال ضيق فقط ، هل أخٌرت او قطعت السلطة في بغداد فلسا من راتب الموظف او كم هي مديونة له؟ لن اقول ابدا هناك لديك جنة في بغداد و الفقير هو دافع لضريبة الفساد و الصراعات السياسية الاجتماعية ايضا, و لكن اقليم كوردستان ليس بافضل من هناك عزيزي الحرب.
هل تعلم ان الضرائب التي ازدادات عشرات المرات هنا في كوردستان على حساب الفقير ومما ادت الى ازدياد الغلاء الفاحش و من كان يؤمٌن حياته باقل مستوى بات اليوم اما يستجدي بطريقة و اخرى او ينتحر او يتبع طريق الهجرة ويضل و يموت في البحار و المحيطات غرقا؟
هل تعلم ان الحياة اصبحت بائسة لا تطاق لكل مواطن بسيط هنا؟ لماذا لا تقول ان هذه العمارات الشاهقة على حساب رزق الشعب و حياته و هل تؤكل و تشرب العمارات من قبلهم او توفر لهم حتى اعمالا ام اصبحت مكانا لنيل ملذات هؤلاء الوحوش؟
لماذا لا تقول ان اربيل دبي العائلة البارزانية المتسلطة انها غرقت في وحل السيول عن بكرة ابيها في اول مطر بعد طوال السنين من الجفاف؟
ان كانت كوردستان جنة بميزانية صغيرة كما تدعي, لماذا ينتحر مئات الشباب و الشابات سنويا ؟ لماذا يهجروا ان كانوا قد حصلوا على مصروف الطريق بشق الانفس لينقذوا انفسهم من هذا الوحل او ليموتوا غرقا في البحار؟
ان كانت الجنة التي تصرخ بها لماذا لم نر نسبة الزواج عالية و هناك مئات ان لم يكن الالاف من الانفصالات العائلية يوميا؟
و هل وصفك كوردستان بجنة مدح ام ذم لهذه السلطة ام لهدف اخر مغطى او ناتج من حب لهذا الشعب ام لاتامل ان يحصل الافضل من هذه المظاهر ام من اجل انتقاد من موجود في بغداد فقط و ان كان على حساب الشعب الكوردي ام قدحا تريد ان تزداد هذه السلطة الكوردستانية المنبوذة اصلا اليوم كرها و قبحا لدى الشعب الكوردستاني.
و اقول اخيرا اهم شيء بكل صراحة و بصوت عالي مرتفع, ان ما تشاهده عزيزي الحرب, ان الجنة الورقية هنا, هي نتيجة المنافسة بين العائلتين و الحزبين المتنافسين المتنفذين اللذين نموت يوميا الف مرة تحت امرتهما, اقوله لك و من جوهر المسالة و واقعها كما هو, كانت اربيل تحكم من الطالباني و حزبه, بعد 31 اب 1996 احتلها البرزاني بالغزوة التي ساعدته فيها السلطة البعثية, و بعد ذلك و لكي يؤكد البارزاني للجميع بان سلطته مفيدة و تخدم الشعب اكير من غريمه,. فانه وضع كل امكانياته التي استحصلها من جيوب الشعب و على حساب الشعب ومصلحته على اربيل لكي يؤكد بان حكمه في اربيل ليس كما كان عليه الطالباني بما كان يفعله, و ادعى بانه يجعلها دبي العائلة، و هذا نابع عن مظهريته ايضا( السيول افضحت ادعائاته في اول وهلة ايضا), و عليه فان العمارات و الجنة المظهرية المبانة شكلا و الزائفة جوهرا عند الزائر فقط هي اصلا لكسر عين المنافس بشكل مظهري ايضا دون ان يمت باي صلة بخدمة الشعب و مصالحه و مستقبله.