لا يمكن حماية سماء كردستان من القصف التركي، الإيراني بالكلام – بيار روباري

 

على مدى أكثر من ثلاثين عامآ، لم نسمع من قيادات الأحزاب الكردية (حزب العمال، حزب البرزاني، حزب الطالباني، كوملة، والديمقراطي روزهلات، وفي السنوات الأخيرة إنضم إلى هذه الجوقة الهزلية ب ي د)، سوى إدانات فارغة كرد على الإعتداءات (التركية، العراقية، الإيرانية) الإجرامية ضد الشعب الكردي في عموم كردستان، على غرار إدانات النظام الأسدي ضد الغارات الإسرائيلية على سوريا طوال مدة (49) عامآ، أي منذ حرب عام 1973.

هل هناك قيادي في هذه الأحزاب لديه شك بأن هذه الدول وبما فيهم سوريا أعداء للشعب الكردي؟؟؟ إذا كان هناك من شخص، فهو بالتأكيد ينتمي لفئة الحمير من حيث الوعي والتفكير. وبالتأكيد سيخرج علينا أبواق هذه الأحزاب ويقولون نحن نعلم أنهم أعداء شعبنا الكردي. وأنا أقول لهم ما دمتم تعلمون السؤال:

 

لماذا لم تسألوا أنفسكم كيف ستحمون سماء كردستان من القصف والعدوان، وجهزتم أنفسكم لصد مثل العدوان الذي يحدث كل يوم؟!

 

كيف ستجهزون أنفسكم لصد العدوان والقصف التركي، الإيراني وهذا هو حالكم:

حزب الكوملا والديمقراطي – شرق كردستان:

أنتم موجودين في جنوب كردستان منذ أيام صدام، لا تفعلون شيئ سوى إصدار بعض البيانات التي لا معنى لها سوى رفع العتب، وكل ما تملكونه من سلاح هو بعض بنادق الكلاشينكوف. وقراركم في الماضي كان بيد صدام، والأن بيد الطالباني عميل ايران، ومستعد أن يبيع كل كردستان والكرد من أجل الكرسي هكذا كان الطالباني الأب وهكذا هو الإبن.

السؤال ماذا حققتم طوال كل تلك السنيين الطويلة؟ لا شيئ.

لماذا لا تغيرون من نهجكم وتصنعون السلاح وتحديدآ الصواريخ بمديات مختلفة بدءً بخمسين كيلومتر وحتى يصل إلى (1000-2000) الف كيلومتر، لردع العدوان عن شعبكم ومدنكم وعن أنفسكم؟؟ وكان بإمكانكم الإستفادة من وجودكم في إقليم جنوب كردستان طوال الفترة الماضية، ولكنكم لم تفعلوا.

حزب العمال الكردستاني – شمال كردستان:

بدلآ من التوجه إلى تخريج كوادر قادرة على تصنيع الصواريخ وطيران الدرون من دون طيار، يخرج لنا حزب العمال الكردستاني أناس جهلة وإميين لا يعرفون سوى تريدد خزعبلات اوجلان المقصود بها (الإمة الخلابية)، وحزب لديه إمكانيات مادية وبشرية هائلة وخاصة في وسط الجاليات الكردية في الدول الأوروبية.

لكن الذين يتحكمون في هذا الحزب مجموعة من الجهلة والإميين، وغير مسموح بتولي جيل متعلم ومثقف وعلى دراية بالسياسات العالمية، وكيفية مواجهة العدو. القيادة الحالية التي رباها اوجلان تبحث عن مريدين يطبلون ويزمرون ويصفقون فقط. بقدر ما تصفق بقدر ما أنت عظيم وكردي جيد. وبقدر ما كنت واعيآ ولك رأيك المستقل وصاحب رؤية، فأنت منبوذ ومغضوب عليك وكردي سيئ، هذا إن لم يعتبروك خائن. هم لا يبحثون عن كوادر قادرة على تصنيع الصواريخ والطائرات، هم يبحثون عن إناس يتقنون تلميع صورة القائد فقط.

بهذا الفكر والسياسة الحمقاء، سيظل حزب العمال قابعآ في جبال قنديل لمئة سنة قادمة، ويصدر بيانات نارية وعنترية، وهو يعلم قبل غيره أنها مجرد كلام في الهواء، ولا تأخذه الدولة التركية على محمل الجد.

يجب تغير هذه القيادة الهرمة والخروج من جبل قنديل، وإتباع نهج أخر وتخريج كوادر علمية ذو روح وطنية قادرة على الإبداع والإنتاج الصناعي، ويمزج بين نهج الجيش الجمهوري الإيرلندي وحزب الله اللبناني وحركة حماس. ومن دون إمتلاك صواريخ بعيدة المدى أي (1000-2000) كم وإمتلاك طيران بدون طيار ومدفعية ومناظر ليلية، لا يمكن حماية سماء كردستان ولا المدن الكردية، فما بالكم بفرض حل على تركيا.

حزب البرزاني – جنوب كردستان:

أولآ، لمن يعترضون على هذه التسمية، أقول لهم عندما يتسلم كردي أخر من خارج العصابة البرزانية، قيادة التنظيم سنسميه (الحزب الديمقراطي). لو كان زعماء هذه العصابة يفكرون في مستقبل الشعب الكردي داخل الإقليم وخارجه، لما كان هذا هو حال الإقليم المقسم إلى أربعة مزارع وأربعة إحتلالات هي:

أولآ، المزارع:

1- مزرعة البرزاني (دهوك، هولير، زاخو).

2- مزرعة الطالبان (السليمانية، حلبجة).

3- مزرعة الشيعة العربان (كركوك، شيخان، مندلي، الموصل، دو-يالا)

4- مزرعة مشتركة بين حزب العمال والحشد الشعبي (شنكال).

ثانيآ، الإحتلالات:

1- الإحتلال التركي (كل مناطق مزرعة البرزاني وأجزاء من الموصل الكردية).

2- الإحتلال العربي الرسمي (كركوك، شيخان، مندلي، الموصل، دو-يالا، ..).

3- الإحتلال الحشدي الشيعي الطائفي التابع للفرس مباشرة (أجزاء من كركوك وشنكال).

4- الإحتلال الفارسي (السليمانية وحلبجة).

 

جعلت العصابة البرزانية من أراضي ومدن الإقليم مرتعآ ووكرآ للجيش التركي وإستخباراتها وشركاتها التي إبتلعت إقتصاد الإقليم بكل معنى الكلمة. وتقاسم البرزاني وعائلته كل خيرات الإقليم مع عصابة اردوغان ونهبوها، وفي مقدمتها النفط والغاز. اليوم يرزح الإقليم تحث ثقل الديون  التي تفوق (40) الأربعين مليار دولار!!!! فكيف لهذه العصابة الفاسدة والمستبدة، أن تفكر في إنتاج الصواريخ والطيران من دون طيار لحماية الإقليم وهو التي أتت بالعدو التاريخي  للإمة الكردية (الدولة التركية) للإقليم بحجة محاربة حزب العمال، لأن في نظر العصابة البرزانية حزب العمال هو العدو وليس تركيا وايران!!!!!

 

العصابة البرزانية كل همها، هو ترسيخ حكمها والإستمرار في قمع الشعب الكردي، ونهب وسلب كل مقدراته وتهريبها للخارج، وشراء القصور في فرنسا، بريطانيا وأمريكا وغيرها من الدول. وغير مسموح على الإطلاق لأي عالم وخبير كردي من أبناء الإقليم التفكير في صنع بتوغاز البيوت، لماذا؟

لمن ستبيع تركيا وايران بعضاعتهما، إذا صنع الكرد ما يحتاجونه من معدات وأغذية وأدوية؟؟ لا يمكن لك أن تخطوا مثل هذه الخطوة، والإحتلال التركي يحكم الإقليم بقبضة صارمة. ويكذب كل من يدعي غير ذلك. ونصيحتي لأبناء الشعب الكردي داخل الإقليم وتحديدآ أبناء بهدينان وهولير وزاخو، لا أمل في هذه العصابة المافيوية، إلا بإقتلاعها من جذروها وطردها خارج كردستان. ويجب سحب كل الأموال التي نهبوها وسرقوها هؤلاء اللصوص والحرامية.

 

الإتحاد الطالباني – جنوب كردستان:

أولآ، لمن يعترضون على هذه التسمية، أقول عندما يتسلم كردي أخر من خارج العصابة الطالبانية، قيادة التنظيم سنسميه (الإتحاد الوطني).

العصابة الطالبانية لا تقل سوءً عن العصابة البرزانية، إلا في النسبة كونها تسيطر على منطقة أصغر

وربما أقل نفطآ وغازآ من مناطق العصابة الثانية. ولكن في الجوهر والشكل والفعل والأهداف وجهين لقذارة واحدة. والحل الوحيد معها، هو إقتلاعها من جذورها وطردها خارج كردستان بعد سحب كل الأموال التي نهبوها وسرقوها هؤلاء اللصوص.

 

حزب (ب ي د) – غرب كردستان:

إذا إستمر هذا التنظيم على نفس عقلية حزب العمال المرتبط به، فلن يكون الوضع مختلفآ عما هو الحال في الأجزاء الأخرى من كردستان. أنا لست متفائلآ لأنني أعرف هذا التنظيم عن قرب. أتمنى أن لا يرتكبوا نفس حماقة حزب العمال ويكونوا مرنيين مع شعبهم، ويخرجوا كوادر علمية ذو تخصصات معينة بهدف تصنيع السلاح وإمتلاك عوامل القوة.

حتى لو حصل الشعب الكردي على حق الفيدرالية بشكل رسمي ودستوري في غرب كردستان، فإن لم تملك القوة وتصنع سلاحك بنفسك فلن يحترمك أحد وخير دليل جنوب كردستان، واوكرانيا، التي تخلت عن سلاحها النووي، واليوم تتسول على أبواب الغربيين لمدها بالسلاح. ليت الإخوة في قسد والإدارة الذاتية يسمعوا النصيحة ويتخلوا عن خزعبلات اوجلان ويتجهوا نحو العلم والتصنيع، تصنيع كل شيئ، وهذا يحتاج بدوره للحرية وإقتصاد مرن ووعي وبعد نظر، ويجب أن تبدأوا من الأن. أعلم بأن ظروفكم صعبة للغاية، حيث يحيط بكم مجموعة من القتلة والأشرار الحاقدين على الشعب الكردي، ولهذا بالضبط نحن بحاجة أن نصنع سلاحنا بيدنا، وخاصة الصورايخ التي يصل مداها إلى (100-2000) كيلومتر وطائرات بدون طيار والمدفعية، وهذه الأسلحة لا تكلف كثيرآ وسهلة التصنيع.

 

في الختام، لا يمكن أن تدعي الكرامة وأنت لا تستطيع حماية سمائك وأرضك من البغي والعدوان التركي والفارسي الإجرامي، وحماية شعبك الكردي من القتل والذبح والتهجير والرعب اليومي. أنا شخصيآ لا أمل لي سوى في غرب كردستان فقط.

الرحمة على أرواح أبناء شعبنا الكردي، الذين سقطوا جراء العدوان الفارسي والتتاري (التركي) على شعبنا في جميع أجزاء كردستان، حيث نعلم أن المجرمين الفرس يعتدون يوميآ على شعبنا الكردي في شرق كردستان وجنوب كردستان وغرب كردستان، حالهم حال الأوغاد التتار (الترك)، الذين يعتدون على شعبنا الكردي في كل من شمال وجنوب وغرب كردستان وعلى مرأى من العالم العاهر. وأخيرآ، أمران أثنان يمكنا حماية الشعب الكردي من كل هذا القتل والإجرام هما:

1- وحدة الصف الكردي:

هذا أمر غير متوفر الأن ولن يتوفر بعد (100) مئة سنة، خاصة في ظل هذه القيادات الحاكمة وتحديدآ البرزاني، الطالباني، والعقلية الأوجلانية الإقصائية. والسبب العامل الخارجي الذي يقف في وجه أي محاولة توحيدية وخاصة تركيا وايران وسوريا.

2- تصنيع السلاح:

للأسف هذا أيضآ غير وارد في سياسة العصابة البرزانية والطالبانية، لأن عقلية العشيرة والعصابة والمزرعة تتنافى كليآ مع عقلية بناء الدولة، وعقلية الجماعة الإيدولجية مثل عقلية جماعة اوجلان هي ا لأخرى تتنافى مع عقلية تحرير الأوطان وبناء الدولة. الدولة مفهوم أخر مختلف كليآ، وأدواتها مختلفة. هناك أمل ضئيل في غرب كردستان إذا إستطاعوا الإفلات من قبضة قيادة قنديل وتحرروا من أفكار اوجلان.

 

20 – 11 – 2022