اخطاء استراتيجية حسمت مصير ادولف هتلر الزعيم الالماني النازي أبان الحرب العالمية الثانية ، واليوم نفس تلك الاخطاء يعيدها بوتين وكأنه لم يتعلم من تجارب التأريخ ، أكثر القادة الفاشلين هم الذين يعولون على القوة العسكرية فقط في حسم الحروب ، مع العلم ان القوة العسكرية في العصر الحديث تراجعت نسبة قدرتها لحسم الحروب الى اقل من ٢٥٪ بعد ان كانت قديماً تمثل العامل الاساس والنسبة المطلقة لحسم الحروب والمعارك ، فقد دخلت النشاطات الأستخابراتية كجزء مهم جداً في تحديد بوصلة الحروب ودخل الاعلام كقوة فعالة في تحطيم دفاعات العدو النفسية والمعنوية إضافة الى العامل الاقتصادي الذي أصبح القوة الخلفية الساندة لقدرة الجيوش على الاستمرارية في الحروب . في الحرب الروسية الاوكرانية لأول مرة في تأريخ الحروب بالعالم تدخل الحرب السيبرانية كقوة اساسية لإدارة الحرب بل أصبحت الحرب السيبرانية هي التي تحدد تطورات الحرب ورسم سيناريو مراحل الحرب وحتى نهايته ، بذلك يعني تراجع دور القوة العسكرية الى نسبة كبيرة ، ، بوتين دخل هذه الحرب مع اوكرانيا ورهانه الاول على القوة العسكرية العملاقة للجيش الروسي متجاهلاً دور الاقتصاد والاستخبارات والاعلام والسيبراني ، وهذا خطأ كارثي وقع فيه بوتين وكان يعتقد في بداية هجومه على اوكرانيا بأنه سيضع القوة النووية الروسية كورقة ضغط على العالم الغربي لمنعهم من دعم واسناد اوكرانيا لكنه اكتشف لاحقاً ان القوة النووية الروسية خاضعة بشكل مطلق لرقابة اجهزة المخابرات الغربية واقمارها الصناعية وهذا يعني اي تحرك نحو الخيار النووي سيتم تدميره على الارض بذلك يكون بوتين قد افلس من اهم مصدر من مصادر الضغط على العالم الغربي ولم يعد يتحدث عن هذا الخيار ابداً ، في الحرب العالمية الثانية ارتكب الزعيم النازي ادولف هتلر خطأه الأكبر عندما كان يعتقد بأن الحرب لن تطول وان العالم بأجمعه سيسقط بيد النازية الالمانية لذلك دخل هتلر الحرب ولم تكن هناك استعدادات للجيش الالماني لخوض حروب استنزاف طويلة الامد ، وهذا ما حصل فعلاً عندما أكتشفت استخبارات دول التحالف الدولي انذاك نقطة الضعف هذه ومن ثم استطاعوا تحويل الحرب الى حرب استنزاف طويلة الامد ، اليوم بوتين يعيد نفس الخطأ عندما كان يعتقد بأنه سيبتلع اوكرانيا بأكملها خلال ايام متناسياً ان الدول الغربية تتفوق على روسيا استخباراتياً واعلامياً واقتصادياً وسيبرانياً بشكل كبير جداً وهو يعلم يقيناً بأن دول حلف الناتو سوف تعمل المستحيل لإفشال مخططاته ودحره في الحرب .. ادولف هتلر ارتكب خطئاً كارثياً أخر عندما اعتبر المدن الآمنة والمدنيين اهدافاً حربية فقامت طائرات القوة الجوية الالمانية بعشرات الالاف من الطلعات الجوية لقصف المدن الاوربية والسوفياتية وتدميرها وتسبب ذلك بهلاك الملايين من المدنيين مما دفع بالدول التي كانت تقاتل المانيا بالانتقام من الجيش الالماني واذلاله عندما تحولت سير المعارك لصالحها بفضل الدعم الامريكي الكبير لجيوش الحلفاء انذاك ، كذلك اصدر بوتين قراره بضرب المدن الاوكرانية وتدميرها وسينتج عن ذلك هلاك الملايين من سكان اوكرانيا ولكن عندما تتغير سير المعارك على الارض سيدفع الجيش الروسي والشعب الروسي الثمن غالياً . . هتلر خلال الحرب العالمية الثانية زاد من عدد الدول المعادية له وقلل من عدد الدول الصديقة له بشكل مجبر مما اعطى الفرصة لكثرة الاعداء بفتح جبهات كثيرة والتعاون فيما بينها في حرب استنزاف طويلة الامد ، كذلك اليوم يفعلها بوتين حيث جعل اكثر من ثلاثة ارباع الدول العالمية وخاصة دول اوربا الغربية والشرقية ودول القارتين الامريكيتين دول عدوة له فأعطى لأعدائه أريحية كبيرة في المناورة واستهلاك قدرات الجيش الروسي . هتلر دخل الحرب العالمية وهو يعول على قدرات جيشه الهائلة وبنفس الوقت معلوماته الاستخباراتية شحيحة عن جيوش دول التحالف وعمقها الاستراتيجي الولايات المتحدة الامريكية وهذا ما يحصل بالضبط مع بوتين اليوم . هتلر بدأ الحرب وكان يثق بقادته وجنرالاته بشكل مطلق ثم اخذ يسحب هذه الثقة ويستبدل بعضهم اثناء سير المعارك وهذا ما يفعله بوتين الذي قام باستبدال معظم جنرالاته الذي اتهمهم بالتقاعس والتخاذل . . . مما ذكرنا اعلاه يبدو ان القادة الذين يشعلون الحروب هنا وهناك تحكمهم نفس العقلية ونفس الغرور ولا يتعلمون من تجارب التأريخ ، اليوم كل المؤشرات تشير الى ان روسيا في ورطة كبيرة ولم تعد روسيا هي من تتحكم بسيناريو الحرب فقد افلتت الامور من بين ايديها وسيشهد العام الجديد تحولات جذرية لصالح اوكرانيا والدول الداعمة لها وقد تنتهي الامور الى زوال روسيا وتقسيمها الى دويلات متفرقة وستنعكس هذه الانتكاسة على الدول التي راهنت على قدرة روسيا الدولة العظمى مثل كوريا الشمالية وايران وستنهار هي الاخرى تباعاً بعد ان تصبح هذه الدول يتيمة بلا أب وبلا راعي ، ، الصين أكثر الدول العالمية الداعمة لروسيا في هذه الحرب أدركت وبشكل مبكر النهاية المخزية لروسيا فسحبت يدها من روسيا واخذت تغازل الدول الغربية وتعطي تنازلات كبيرة حفاظاً على وجودها … عندما احتلت روسيا شبه جزيرة القرم قبل تسع سنوات قابله سكوت واعتراض اعلامي على استحياء من قبل دول حلف الناتو فأعتقد بوتين يومها ان العالم الغربي يخشى روسيا ولم يكن يدرك بوتين يومها بأن احتلال شبه جزيرة القرم لم يكن سوى طعُم مسموم ابتلعته روسيا لسحبها الى الوحل الاوكراني ولكنها اليوم وبعد ان بدأ السم يسري مفعوله أدركت القيادة الروسية حجم الخطأ الذي ارتكبته في احتلال شبه جزيرة القرم وياليتها لم تبتلع ذلك الطعُم المسموم ولكن الندم لا يفيد ولا ينفع . .
العبرة ان اي قائد مغرور لابد وان يدفعه غروره الى ارتكاب اخطاء تكون كفيلة بتحطيم غروره وإنهاء حياته اولاً وتدمير حياة من سانده او سكت عن غروره ثانياً ، من الخطأ جداً ان تسكت الطبقات المثقفة الواعية امام اي قائد مغرور مهما كان بطشه شديد . ونحن اكثر شعوب العالم تجربة مع القادة المغرورين ، فلم يحكمنا شخص في طوال تأريخنا القديم والمعاصر الا والغرور ثوبه ، فنسكت خوفاً من ان يبطش بنا ثم ندفع الثمن غالياً بسبب سكوتنا …
And most arabic people loves Putin and hates Zelensky base on religious factor where Zelensky is a jewish … !
Most Arab people like anyone challenge USA even china or ISIS and because Putin challenge USA they like him , they don’t care about Putin religion