اليوم هو( الاول من نيسان 2023 مجازياومجاريا لكذبة نيسان)وزراء خارجية تركيا وسوريا كانا قد اجتمعا الاسبوع الماضي وكانا قد اتفقا على كل الخطوط العريضة من الاتفاقات التي كانت على طاولة المفاوضات ,وبعد سلسلة من الاجتماعات الصعبة والمعقدة استطاع الجاويش اوغلو وبحنكته الدبلوماسية ان ينتزع عن كل ما كان يحلم به سيده اردوعان من غريمه وزير خارجية سوريا وتتضمن النقاط التالية
ا_ القبول بعودة كل اللاجئين من تركيا وضمان سلامتهم مع قبول عودة كل فصائل المعارضة المسلحة منها والغير مسلحة ومشاركتهم في الحكم
2_القبول بسيطرة تركيا على كامل الشريط الحدودي من ولاية الاسكندرونة والى الحدود العراقية
3_موافقة النظام السوري بالهجوم على شرق الفرات من الناحية الجنوبية ليتسنى له ايضا الهجوم من الشمال وذلك لكي يقطع دابر الطريق على قوات سوريا الديموقراطية ليضعهم بين فكي كماشة والتي طالما كان السيد اردوعان يحلم بدفنهم في مواضعهم الدفاعية لكي يتخلص منهم الى الابد
كاد ان يفقد توازنه فرحا حينما قراء البند الثالث من الاتفاقية لانه ومنذعقد من الزمن وهو لا ينفك في ان يجد طريقة لانهاء ذلك الهاجس الذي كان يؤرقه ليل نهار بحيث قامر بكل احلامه في سبيل ان يؤدد هذه التجربة الفتية والفريدة في المنطقة !!!
ينظر اردوعان الى جاويشه مبتسما قائلا له:
(انتي انتي وزير خارجي فهيملر انتي يا اوغلوحققت هلمي كبير كبير جدا, الان والان انا ينام كسيير كسيير مرتاه ,بس يروه يبكه و يبجه انا يرتاه!!!!!)
يتقدم الجاويش اوغلو الى سيده اردوعان ويقدم له الملف الكامل من محضر اجتماعه بوزير خارجية سوريا قائلا”:
سيدي هذا هو المحضر ويمكنك الاطلاع عليه ولا ينقصه شيئا سوى توقيعك وتوقيع رئيس سوريا وانشاءالله ستوقعان عليه في الاسبوع القادم حينما يزور الرئيس السوري الى هنا في انقرة.
فجاة يدب هرج وصخب يستيقظ الدكتاتور اردوعان من حلمه الشاعري على وقع اقدام سريعة ليتفاجاء بحضور ابراهيم كلن المتكلم باسم الرئاسة امامه قائلا له:
سيدي اردوعان: الرئيس السوري يرفض الللقاء مع مقامكم الا بعد شروط معينة فرض علينا قبل اي لقاء!!!!
ان من اخطر صفات الانسان العادي حينما يرى نفسه اكبر من حجمه الحقيقي فهو يدمر نفسه بها ,فما بالك مع السياسي فانه سيجر ليس شخصه فقط وانما بلده ايضا الى الهاوية .
حينما وكل(بضم الواو وشد الكاف وكسرها) اردوعان من قبل اسياده ليقود (ثورات الربيع العربي) وسلط عليه الاضواء بعناية فائقة من دهاقنة الغرب نسي نفسه من هو ,! لذالك رايناه كان يقفز من هنا وينط هناك من دون ان يفكر بالعواقب المختلفة التي ستؤول اليها وما ينتظره من مستقبل اسود على شاكلة العديد من صنوانه.
الان امام اردوعان ماراثون طويل وطويل جدا وشائك ليس بالاشواك قد غرست وانما برؤوس رماح وسيوف مسننة وطريق عدوة ماراثونه يمر عبر نفق ضيق وضيق جدا ,فاءن دخل مع لحمه الى النفق فلن يخرج منه الا مع عظمه فقط , فلا يغرنه احلامه المريضة بمبادرته التي ينهي بها اتفاقا مع الاسد ويحقق كل اهدافه الدون كيشوتية ليتربع ثانية على كرسي الرئاسة اربعة سنوات اخريات !! اقول له الان وبملئ الفم لقد تاخرت وتاخرت كثيرا كثيرا ,لذا عليك ان تدفع ثمن اخطائك القاتلة والقاتلة جدا ولا داعي ان اكررها ثانية لانني تطرقت اليها ومن سنين خلت ومن خلال عدة مقالات ,ومن اولى اخطائك القاتلة انها فوبيا الكورد والتي سوف تلاحقك وستقبرك لا محالة.
ان اردوعان وكما نوهت الاشارة في مقالة سابقة بعنوان اردوغان التائه في المتاهة او المختبئ فيها النهاية بتاريخ 06_12_2020
ذكرت فيها بان اردوعان قد دخل في متاهة ظنا به بانه سيختبئ بعيدا عن اعين الكبار ليلعب هو على هواه غير مدرك بان الكبار قد اعدوا له تلك المتاهة وهم على الابواب مراقبون وهم المخيرون في ان يوصدوا بابها في الزمان والمكان المحددين ومتى ما يشاؤون ,لذا فقد ادخل اردوعان الى تلك المتاهة وليس لديه بد اليوم الا البقاء فيها لانه استنفذ بنفسه امال الخروج بسبب اخطائه العديدة والقاتلة واهم تلك الاخطاء هو خطاء محاربة الكورد كما نوهت الاشارة عليه وفي نفس المقالة حيث جاءت فيه
…الخطاء الفظيع الذي وقع فيه اردوغان ونتيجة حقده المميت هو توجيه وجهة دواعشه الى الكورد بدلا من النظام في سورية,فلو هاجم بدواعشه النظام لبقيت علاقاته وطيدة مع التحالف الدولي ولاصبح اللاعب الاول والاخير في سورية اليوم ,ولما اختار الغرب قوات قسد وتعاونوا معها ولما سطع نجم الكورد في العالم لتفانيهم وتضحياتهم, ولاءمسوا في خبر كان من دون ان يطلق ولوطلقة واحدة عليهم,ولكن وكما يقال كل شيئ اذا زاد عن حده انقلب الى ضده, وهكذا فمن شدة حقده على الكورد اعمى بصره وبصيرته فوقع في ذلك الخطاء الفظيع فرب ضارة نافعة !!! (وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم) لذا نشكر اردوغان على حقده ذلك. انتهى الاقتباس
وبالرغم من ان لدى اردوعان اوراقا قوية في ساحة الدبلوماسية الا انه لم يستغلها في الزمان والمكان المناسبين فلا يغرنه ما يرمي له اليوم اميريكا بعضا من الطعم ثانية لاستدعاء وزير خارجيته الى واشنطن في هذا الاسبوع للنظر في اقتراحات لصالح تركيا للعدول عن توافقه واتفاقاته مع النظام السوري وروسيا ,لانه وبحسب راءي المتواضع اقول حتى وان كللت زيارة الجاويش اوغلو الى واشنطن بحلول وسطية, فسيبقى الحلول الناجعة بعيدة المنال عكس ما يحلم به اردوغان في ظل التراجيديا المفجعة على الساحة السورية وسيبقى ذلك المشهد المؤلم يخيم بين الاضداد كمشهد معركة بين السكارى كما جاءت في مقالة سابقة بتاريخ 23_08_2018 بعنوان( هل بات اردوغان عاهرة الحي؟)… وان كانت هذه المرة معركة للسلام كما يظنون ولكن سيتكرر التراجيديا ولكن بصورة مضحكة هذه المرة لانه حينما ينظر المراقب الى اللاعبين والبيادق في سورية سيدرك بعدم امكانية ارضاء كل الاطراف بقبول ذلك (الزواج القسري) بين الرئسين ان لم يكن مستحيلا .
وعلى الباغى تدور الدوائر وان وقعوا الاتفاقيه سيكون مصيرهم كمصير الطغاة الذين وقعوا (مؤامرة) اتفاقية الجزائر المشؤمة صدام وشاه ايران والسمسار بومدين وسيكون مصيرهم مزبلة التأريخ ولعنة الاجيال كل من اوردوغان والاسد والسمسار بوتن تحية للكاتب