هذا مقطع من قصيدة سلو قلبي للشاعر احمد شوقي ، التي لحنها رياض السنباطي وقدمتها كأغنية الراحلة أم كلثوم ، وهنا يشير الشاعر بافتخار الى ان العرب أخذوا أمرة الارض اغتصابا ، اي ليس بالفتوحات الدينية كما يدعي الاخرون ، ولم أسمع حتى اللحظة من كاتب عربي او مفتي ديني او سياسي ينتقد هذا البيت من الشعر ويعتبره تجاوزاً على التأريخ العربي بل العكس من ذلك فقد تفاخروا به وبالشاعر الذي سطر كلمات القصيدة ، وأصل البيت الشعري التي وردت في قصيدة شوقي :
( وعلمنا بناء المجد حتى أخذنا أمرة الارض اغتصابا )
فلا أدري هل هذا محل فخر وافتخار أم أعتراف بالعار ، والكل يعرف ان الارض لا تغتصب لوحدها بل المقصود سكان الارض بنسائهم واطفالهم ورجالهم ، ولو شاء الشاعر ان يتوسع بالمعنى لقال نهباً وسلباً وسبياً للنساء والولدان . الشاعر هنا طرح الحقيقة بكل موضوعية وأمانة وبها نال اعجاب الادباء والشعراء ورجال الدين والسياسة . انا لست ناقداً لهذا الكلام لإنها هي الحقيقة التي يعزف عنها اصحاب الرأي والثقافة ، وهذا ما أكدته حرب داعش عندما اعادوا الى الاذهان اغتصاب الارض بمن فيها وعندما أكدته الاحزاب الاسلامية بأغتصاب السلطة ، فكل شيء في عقيدة هؤلاء القوم هو الاغتصاب وهي اللغة التي ورثوها عن السلف الصالح . الشعوب غير العربية ادرى بهذا البيت الشعري لأنهم تذوقوها بكل مرارة ومنهم مازال يتذوق مرارتها كالشعب الكوردي ، فأغتصاب الارض واغتصاب الحقوق واغتصاب الاموال والاعراض هو داء في نفوس الذين ساروا بهذا الدرب المظلم .
قد لا يعرف الكثير من ابناء الامة العربية هذه الحقيقة لأن كتب التأريخ ترسم لهم حقيقة اخرى مزينة بالرحمة والجمال والإنسانية والتعظيم لقادتهم العظام وقد جبلوا على التزييف ، فهم ايضاً ضحية الكذب ، لكنهم عرفوا معنى الاغتصاب عندما تعرضوا الى الاحتلالات المتتالية من قبل الدول الاخرى كرد للدين على ما فعلوه بالاخرين .
المشكلة ان هذا المرض ، مرض اغتصاب الشعوب الاخرى انتقلت العدوى منه الى امم اخرى وكان من سوء حظ الشعب الكوردي ان تكون الامم غير العربية المجاورة لها هي من انتقلت اليها العدوى فأعادت اغتصاب الارض بحق الكورد بنفس طريقة العرب بل وأسوأ ، ولم يتعلموا من دروس التأريخ كيف اصبح حال العرب اليوم من تشتت وتخلف وذيلية للأمم الاخرى ، كذلك سيصبح الترك والفرس فالدنيا هذه هي سننها .
الإغتصاب يعني القوة يعني العنف يعني الحيوانية يعني الشهوانية ، ماخلق الله الناس ليعامل بعضهم بعضاً بهذا الشكل ، وما كان للحياة ان تزدهر بهذا الشكل ، فمهما كان للباطل جولات فأن جولة الحق ستكون قاصمة ، وحق الشعوب هو اعلى مراتب الحق فلا ينبغي النظر اليها بجهالة . اما آن الاوان ان يعتذروا لسوء افعالهم وينسحبوا صاغرين قبل ان تدور عليهم دائرة الايام فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين .
هؤلاء ينفذون بما انزل اليهم من سابع سماوات عن طريق ساعي البريد( جبريل) حول احتلال أرض الغير ونهب الاموال والسراري والخ..مثلا الايه ٢٧ احزاب،،واورثكم ارضهم وديارهم واموالهم وارضا لم تطءوها..والايه ٤١ و٦٩ انفال،، واعلمو مما غنمتم لله خمسه وللرسول الذي القربى واليتامى وابن السبيل..واكلوا مما غنمتم حلالا طيبا…… والحديث النبوي ،،،اغزوا وتغنموا بنات الاصفر وبنات الروم (((غزوه تبوك))) والمستفادين من هذا هم الاعراب والقراديش فقط وجعلوا من عقيدتهم حصانا ليركبوه لتحقيق غاياتهم القوميه…والكورد على عكسهم حملوا هذا الحصان بكل ثقله وروثه ووساخته على اكتافهم فرحيين ويتغنون له مع التقديس…شكرا استاذ كامل لقد اغنيتنا بالكثير من المعرفه