يــا لِــيـتَهَا ألـــقــتْ تَــحِــيَّتَها – عبدالناصر عليوي العبيدي

 

فــي بَــسْمَةٍ حَيرَى مع الوَمَأِ

جَــادَتْ بِــهَا حَــسْنَاءُ كالرَّشَأِ

عــينانِ  كــالشَّطّينِ تَــغمِزُنِي

حــيثُ  اِلــتقتْ عينايَ بالخطأِ

قــدْ فــجَّرَتْ في الصدرِ قُنْبُلَـةً

كــالكَمْءِ فــجَّ الأرضَ بــالْـكَلَأِ

عَــينٌ لــجرحِ القلبِ قد نَكَأَتْ

والــجرحُ مُــعتادٌ عــلى النَكَـأِ

أصبحتُ كالعصفور في مطـر

يَـــرْنُــو لــعــينيها كــمُــلْتَجَأِ

كَــرِيشَةٍ فــي قَــلْبِ عَــاصِفَةٍ

مــاعُـدْتُ ألْــقَى دَرْبَ مُبْتَدَئي

هَــيّا  اسْكُني في كُنْهِ أَورِدَتِي

فَــالقَلْبُ قــد عَانَى مِنَ الصّدَأِ

عِــندِي  مِــنَ الأَحزَانِ مَمْلَكَةٌ

هيّا ادخلـي في أَرضِهَا وَطِئِي

فَــرَشْــتُ أهــدابــي لــغَالِيَتِي

نَــامِي عــلى الأَجفَانِ واتَّكِئِي

يـــا  شــعلة لــلنار يــا قــبسا

ذوبـي  بــماء العين وانْطَفِئِي

إنْ  كــنتِ تَرتَابِينَ مِن عَسَسٍ

هــيّا ادْخُــلِي لـلقلبِ واختَبِئِي

يــافــتنةٌ لــلقلبِ قــد حَــكَمَتْ

بَـاتَتْ كــما بَــلْقِيسُ فــي سبأِ

يــالِــيـتَهَا ألـــقــتْ تَــحِــيَّتَها

فــي نَــظرةٍ عَجْلى على المَلَأِ

لــعــلَّهَا تُــحْيِي بِــها حَــرَضًا

كـالماءِ إنْ جَاءتْ على الظَّمأِ

أدْرَكْـتُ أنِّي صِـرتُ مُحتَضَراً

تُــتْــلَى عــلـيَّ سُــورَةُ الــنبأِ

هــلْ  نَــظرةٌ مــرّتْ مُصَادَفـةً

تُــرْدِي  بــبَئْرِ الــحبِ لــلحمأِ

———