السادس عشر من اب ولادة الانتصار- مهند محمود شوقي

 

تمر اليوم الذكرى الثامنة والسبعين على تأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني والذي تأسس في 16 آب عام 1946 بقيادة الأب الروحي للكورد (الملا مصطفى بارزاني الخالد) في البداية كان اسم الحزب (الحزب الديمقراطي الكوردي) ولكن في المؤتمر الثالث بتاريخ 26/1/1953 المنعقدة في مدينة كركوك، تقرر تغيير الاسم إلى (الحزب الديمقراطي الكوردستاني)
وهو حزب ديمقراطي وطني، يؤمن بحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والحرية الفردية وحق الأمة الكوردية والأمم الاخرى في تقرير مصيرها، ويناضل من أجل ذلك على وفق مناهج علمية وبطرق سلمية وديمقراطية مستوحاة من تجارب الحركة التحررية للأمة الكوردية والتراث الوطني والنضالي للبارزاني الخالد مستفيداً من تجارب الشعوب بما ينسجم مع واقع كوردستان .
جاء تاسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني ليشكل بحضوره قوة طالبت ومنذ تأسيسها الأول بحقوق الكورد بعد أن سلبتها المعاهدات الدولية اذا ما عدنا بالتاريخ لمعاهدة سيفر عام ١٩٢٠  و اتفاقية لوزان عام ١٩٢٣ وما تلاها وصولا إلى اتفاقية الجزائر عام ١٩٧٥ بعد أن تنازل العراق عن نصف شط العرب لإيران بهدف معاداة الكورد وإيقاف طموح الديمقراطي الكوردستاني بتحقيق حلم الشعب الكوردستاني لنيل حقوقه المشروعة والتي دائما ما كانت تجابه من قبل حكومات العراق ومنذ تأسيسه الاول بالرفض والرد بشتى وسائل الترهيب والتهجير والتعريب والقصف في أغلب الأحيان ولنا في التاريخ أسوة بما لحق بالكورد في الانفال وحلبچة والبارزانيين وما سبقها وما قابلها من ثورات بقيادة الخالد مصطفى بارزاني  ونجله الرئيس مسعود بارزاني في ثورات ايلول و گولان وما تلاها بعد انتفاضة عام ١٩٩١ وحتى بعد أن تشكل العراق الفيدرالي الجديد عام ٢٠٠٥ .
استمد الحزب الديمقراطي الكوردستاني قوته من شعبه وهو ينادي بحقوقهم المشروعة وسجلت صفحات التاريخ نضال الحزب الطويل وما قدمه من تضحيات تجسدت باستشهاد العديد من قيادته لنيل العلا وتحقيق غايات شعب كوردستان في العيش بكرامة وسلام مع الجميع على أساس احترام الآخر وقبول الآخر .
ولد في ذكرى تأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني الرئيس مسعود بارزاني في السادس عشر من اب عام ١٩٤٦ وهي ذكرى انسجمت و رافقت تاريخ تأسيس الحزب  لتكون ولادة الرئيس ولادة انتصار لشعب كوردستان وهو يسير بذات النهج الأول الذي رسمه الشيخ أحمد بارزاني والملا مصطفى بارزاني الخالد ونجله ادريس بارزاني  وعلى ذات الخطى تكملة للمسير وليحمل الرئيس على عاتقه حلم وتطلعات شعب كوردستان وهو ما حدث وتحقق بعد أن صار العالم يتحدث عن السلام في إقليم كوردستان وعن التضحيات التي قدمتها قوات البيشمركة وعن الإنجازات التي تحققت على ارض إقليم كوردستان ليكون مثالا حيا و شاخصا نفتخر به في كل بقعة من بقاع الاقليم وفي العراق والمنطقة ككل .
يؤكد الرئيس مسعود بارزاني في الذكرى الثامنة والسبعين لتأسيس الحزب  على أن الحزب أُسّس من أجل تحرير شعب كوردستان وخدمته، ولكي يعيش شعب كوردستان بعزّة وشموخ، وتبقى القضية المشروعة لشعب كوردستان مُصانة ومُحصّنة وقوية دائماً، لذا ينبغي أن يكون جميع من ينتمون للحزب الديمقراطي على مستوى الثقل والمكانة التاريخية العظيمة لحزبهم وما بذله من تضحيات ومن دماء زكية للشهداء، وأن يؤدوا على أكمل وجه واجبهم المتمثل بخدمة كوردستان وجعلها أقوى. الجميع بمن فيهم أصدقاء وأعداء شعب كوردستان يدركون حقيقة أنه بقدر ما كان الحزب الديمقراطي الكوردستاني قوياً كانت كوردستان قوية كذلك.