إن ودودية ولطافة موقف الرئيس الايراني الجديد د. مسعود بزيشكيان باتجاه الكورد وبأعظم تعبير له سابقا وباللغة الكوردية: Bijî Kurdistan وكذلك متابعة حديثه بهذه اللغة خلال زيارته لأقليم جنوب كوردستان في هولير وسليمانية قبل البارحة فهي تدل على انتهاجه سياسة سلسة واقعية منطقية وإن استمرارها ستفيد بالتأكيد كثيرا مصالح الشعوب الإيرانية الآرية جمعاء في المنطقة وستذكرنا بمراحل ازدهار الممالك الميدية الفارسية البارثية والساسانية القديمة عندما كان ملوكهم يتبادلون العروش مثال دياكو وكيخسرو الميديين، كورش الفارسي، داريوس الميدي، اردشير الأول الساساني وأخيرا خسرو برويز الثاني الساساني والذين كانوا يشجعون هذه الشعوب على التلاحم والتوحد للدفاع عن مصالحها وقتها ولصد الغزوات التورانية من شمال شرق المملكة/الحروب الايرانية-التورانية/من جانب، وكذلك على التمدد غربا في مواجهة الرومان والبيزنطيين المحتلين لآسيا الصغرى وبلاد الشام ومحاولاتهم المستمرة للتوغل في المناطق الغربية للمملكة الساسانية من جانب ثان.
ربما لا يخفى حاليا على أحد، مدى محاولات البعض الأقليمي المذهبي بدس الدسائس أمام التطور الايراني والعمل على تحجيم دوره في لملمة قوى الشعوب الإيرانية المتشعبة والمنقسمة منذ كارثة جالديران في المنطقة، خصوصا بعد أن تسنى أخيرا للكورد في باشور وروزآفا كوردستان للتمتع ببعض حقوقهم القومية والإدارية هناك، فقد ازداد شر وحقد ذلك البعض باتجاه إيران والكورد الجنوبيين والغربيين والشماليين معا.
حيث يعلم هؤلاء الحاقدين مدى كينونة وطاقة التوحد الايراني في المنطقة من النواحي الديموغرافية والجغرافية والفعالية/الجيوبوليتيك والتأثير/.
فإضافة إلى الدولة الإيرانية الحالية هناك امتدادات الشعوب الإيرانية الآرية وأقاليمها التاريخية في روزآفا-باشور وباكورى كوردستان وفعالياتها الواعية المعاصرة على نقيض التفكير المحدود التقليدي والذي كان للأسف الشديد قائما لقرون مضت، لذلك نرى أن هناك امتعاضا واضحا لدى ذلك البعض الإقليمي الشوفيني الطائفي من واقعية ومنطقية بوادر سياسة الرئيس بيزيشكيان.
فإزاء ذلك الشر، ولمقتضايات المصالح الاستراتيجية لشعوبنا لا بد من اعادة التكاتف والتوحد على قاعدة الاماني المشتركة وحبذا أن تكون انطلاقة مهام الرئيس مسعود بزيشكيان انعطافا جديا نحو إعادة تلاحم شعوبنا الإيرانية من الكورد والآزريين والفرس والبلوش أحفاد الميديين والفرس والبارثيين والساسانيين في الشرق الاوسط عموما والتفاهم والتنسيق فيما بينهم لأجل مصالحهم المتبادلة وللتآخي مع الشعوب الأخرى ايضا والتي تتفاهم وتنسق مع بعضها البعض كالشعوب الناطقين بالعربية من شمال أفريقيا إلى الخليج وكذلك كالشعوب الناطقين بالتركية من اواسط آسيا إلى تركيا الحالية رغم اختلاف الأصول والأعراق لديها، بينما أحفاد الساسانيين الحاليين هم ذوي أصل آري ولغات ولهجات وثقافات متقاربة جدا وهكذا ذوي جغرافية تاريخية ممتدة واسعة ومتكاملة خصبة تحوي على أهم مصادر الطاقة والمياه والخيرات الوفيرة فضلا عن موقعها الجيوبوليتيكي الاستراتيجي الممتاز.