يتبع ما قبله لطفاً
ثانياً: كتب الوردي [لهذا نجد اغلب اغانينا تخاطب الحبيب بلفظ المذكر الامر الذي يندر ان نلاحظه في البلاد الأخرى] انتهى
أقول:
هذا الجزء مرتبط بالمقدمة الكبرى في ج1…السؤال هنا هو: علامَ استند الراحل الوردي في الجزم بأن الانحراف الجنسي منتشراً في العراق؟ الجواب هو: استند على …[الرجل يصطحب غلامه الى المقهى…]. وأضاف اليه دليل اخر هو: [اغلب اغانينا تخاطب الحبيب بلفظ المذكر] …وحتى يعطيها وقعها الذي يرغب به كعادته، أتبعها بقوله [الذي يندر ان نلاحظه في البلاد الأخرى]…
نترك كل شيء و نسأل الراحل الوردي السؤال التالي: كيف عرفت انه “يندر ان نلاحظه في البلاد الأخرى”؟
البلاد الأخرى تعني كل العالم…هل درس الوردي البلاد الأخرى وعرف ذلك؟ الجواب هو كلا… كلا… كلا
هنا أوجد الراحل الوردي مقدمة كبرى جديدة هي: انتشار الشعر العربي/انتشار مخاطبة الحبيب بلفظ المذكر واوجد لها مقدمة صغرى هي التغزل بالغلمان/مخاطبة الحبيب بلفظ المذكر…انحراف جنسي…اذن وصل الراحل الوردي الى النتيجة “المنطقية” التي يريدها و التي هي انتشار الانحراف الجنسي ” في العراق بشكل يندر وجوده في البلاد الاخرى”. لآن البلاد الأخرى في اشعارها/شِعْرِها لا تستخدم لفظ المذكر بمخاطبة الحبيب!!!!!!!
ما كان لي ان أتوقف هنا لو لم يتحفنا الوردي ب “يندر” و “نجد” و “منتشراً”… وهنا اسأل الراحل الوردي: هل الموسيقار محمد عبد الوهاب “وهو من محبيه” عندما لحن اغنية “انت عمري” للسيدة ام كلثوم ودندن بها لتحفيظها الاغنية كان عليه ان يقول: “انتِ عمري” حتى لا يُعتبر منحرفاً جنسياً؟ وماذا كان على مطربة او مؤدية مقامات ان تقول عندما تغني ” رأيتُ مليحةً كالغصن مالت…”…هل تقول: “رأيتُ مليحاً كالغصن مال” حتى لا تتهم بالانحراف الجنسي؟ وماذا عن “قَدُكِ المياس يا عمري…الخ” أو “قَدُكَ” عندما تٌغنى.
لا اعرف بأي لفظ كانت الأغاني المصرية والخليجية والمغاربية والشامية والفرنسية والإنكليزية والألمانية تذكر الحبيب؟ أعتقد ان هذا الموضوع “مخاطبة الحبيب بلفظ المذكر” موجود في كل لغات العالم بهذا الشكل او ذاك.
في صفحة 350 من كتاب دراسة في طبيعة المجتمع العراقي/ 1965كتب الراحل الوردي: [ليس لدينا إحصاء عن مبلغ انتشار اللواط في المدن العراقية في العهد العثماني لكن هناك تخمينا تقريبيا يشير الى ان نسبة انتشاره كانت لا تقل عن 40% من مجموع سكان المدن وهذه نسبة كبيرة جدا ولعلها أكبر مما هي في البلاد الأخرى باستثناء امارات الخليج] انتهى
أقول: من اين اتى الوردي بهذه التخمينات وكيف اقتنع بها؟ وكيف تَّقَبَلَ ذلك مَنْ نشرها وقرأها وسكت عنها؟
انا هنا اُسجل استغرابي من كل من قرأ للراحل الوردي ولم يتوقف عند مثل هذه الأمور المهمة التي تمس مجتمع حتى لو كان من غير هذا المجتمع… ذلك يعني وتعني تلك حالة غريبة عجيبة مرت على المثقفين او المطلعين من كُتاب وصحفيين وأساتذة جامعة. انها غلطة أتمنى ان يهب من يجب عليه ان يعتذر ليعتذر عنها…اتمنى ذلك.
العهد العثماني طويل يصل حتى الى ما بعد ولادة الراحل علي الوردي (1913) و يمكن ان أقول امتد تأثيره الى ما بعد حصول علي الوردي على شهادته الجامعية و حتى الدكتوراه من خلال ما ذكره من مصادر دراسته للمجتمع العراقي و اقصد “المعمرين”.
سبق ان تطرقتُ الى هذه العبارة ومن المفيد ان اُعيدها هنا للأهمية…”نسبة لا تقل عن 40% من سكان المدن. “ولمناقشة هذه النسبة لابد ان نستعين بأرقام أخرى للراحل الوردي حيث ذكر الدكتور الفاضل في ص286 دراسة التالي: [لنأخذ على سبيل المثال مدينة (…..) التي تقع الى الشمال من بغداد على بعد زهاء (……….) وهي مدينة صغيرة يبلغ عدد سكانها 1500 نسمة] انتهى.
اُريد ان اُطَبِقْ على سكان هذه المدينة قول الوردي هذا وسوف أقف عند 40% وليس لا تقل عن 40% [احتراماً للمدينة وتاريخها وأهلها الكرام لم اذكر اسمها]
وقبل التفسير والتحليل اعود الى المقدمة (1)ج1 حيث ورد: [فهم قد يلتقطون مقدماتهم الكبرى من اقوال الشعراء أو الامثال الدارجة أو ما يجدونه في الكتب هنا وهناك من اقوال لا يعلم مبلغ صحتها الا الله. إنهم ينظرون في الراي أولا فان استحسنوه بحثوا عن مقدمة كبرى تصلح لتأييده فان لم يجدوها اختلقوها او تأولوها والقياس المنطقي طوع رغبتهم بعد ذلك] انتهى
الراحل الوردي التقط الكثير من أمثال التقاطه هذه النسبة المئوية و معانيها من اقوال الشعراء والمعمرين والسفلة والسقطة وبعض الكتب والامثال الدارجة فيما أطلق عليه دراسة المجتمع العراقي ونظر في الرأي واستحسنه ولم يدقق فيه ويبحث عنه ويحلله …وبحث له عن مقدمة كبرى وما أكثر المقدمات الكبرى التي وضعها الراحل الوردي ((اشرنا الى بعضها أعلاه)) لتأييد تلك الاقوال والامثال والحالات فَقَبِلَ بها و امثالها التي لا يمكن ان تمر على غير من استحسنها ويستحسنها مهما كان موقعه وعلمه ورأيه.
ولتحليل وتفسير هذه النسبة (لا تقل عن 40%) وتقريبها للقارئ الكريم وفضحها أقول التالي:
1ـ اللواط يخص الذكور وهذا معلوم ومفهوم.
2ـ ال 40% من (1500) نسمة تعني (600) انسان/شخص.
3ـ على فرض ان عدد الذكور في المدينة المذكورة يقترب او يتراوح او في حدود 50% أي عدد الذكور هو (750) من السكان من هؤلاء (600) منحرف جنسياً سالب وموجب. السالب حسب ما نقله لنا الوردي هو بحدود 1% أي ما يعادل من (600) “منحرف” هناك ستة اشخاص انحرافهم سالب والباقي (594) شخص انحرافهم موجب.
4 ـ على فرض ان من بين الذكور هناك 20% من كبار السن “المسنين” والأطفال فيكون عددهم (150) شخص /ذَكَرْ يمكن ان نطلق عليهم انهم خارج “النشاط الجنسي”…فهذا يعني ان كل الذكور البالغين في المدينة منحرفين جنسياً وكما أشرنا في (1) اللواط يعني “الذكور”…تبقى نسبة مهمة تلك التي لم يطرحها الوردي واقصد انحراف النساء “سحاق”
…عليه و حسب هذه النسبة40% فأن العراقيين الذكور في المدن جميعهم منحرفين جنسياً. “”لايط و مليوط””
هل من قال هذا القول وكتبه ونشره عاقل بل هل من قرأ هذا القول ولم يعترض عليه او يناقشه عاقل؟؟
……………….
الى التالية /يتبع ما قبله لطفاً
عبد الرضا حمد جاسم