الكورد ومنذ أكثر من قرن من الزمان عندما قامت بريطانيا وفرنسا على أثر هزيمة الدولة العثمانية بإنشاء كيانات ودول للشعوب في منطقة الشرق الأوسط وبخسوا فيها حق الشعب الكوردي في أن يكون له وطن اسوة بشعوب المنطقة ، منذ ذلك اليوم ابتلي الكورد بدول جارة تضطهدهم وتسلب حقوقهم ولا تعير لهم أي أهتمام كأمة لها جذور تأريخية عريقة وكشعب عاش مجاوراً لشعوب المنطقة لالاف السنين ، وكأن حقداً دفيناً وضغينة مبيتة حان وقت استفراغها وحان وقت الإنتقام ، فلم نكن نعلم بأنهم كانوا يعدون العدة للإنتقام من هذا الشعب المسالم الأعزل ، فأن رفع الكورد السلاح دفاعاً عن أنفسهم ومن أجل كرامتهم وحقوقهم ونادوا بالحرية لصقوا بهم تهمة الإرهاب والتمرد ولا من ناصر ينصرهم ولا من أحد يعينهم لرفع هذه التهمة عنهم فيصدقها الجميع وإن جنحوا للسلم واختاروا السياسة والدبلوماسية ونادوا بالأخوة سحقوهم واحتقروهم وجوعوهم وجعلوهم كالكرة تركلها الأرجل ، فمرة يقصفونهم بالصواريخ ومرة يقطعون أرزاقهم ومرة تصعقهم قرارات المحاكم الاتحادية ومرة يكفرونهم ، فأي الطريقين سلكوا ستزداد مرارة الدنيا عليهم ويتجرعون المر بعد المر ، وأما إذا سكتوا ورضوا بحالهم قالوا عنهم أنهم نار تحت الرماد لا يصح الأتمان بهم ، فلا يوجد شعب أبتلى بمثل ما أبتلي به الكورد ، ماهو الحل مع دول جارة تشبعت بالحقد على هذا الشعب وتحاول جاهدة إلغاء وجوده ؟ هؤلاء الذين أحاطوا بالكورد من الجهات الاربعة إضافة لحقدهم وكراهيتهم للكورد فإنهم لا يفقهون الحقائق الناصعة التي أمامهم وهي أن الشعب الكوردي ليس شعب دخيل على الأرض التي يعيشون عليها ، إنه شعب وامة عريقة ومسألة إستئصالهم تستوجب إستئصال الأرض والجبال والأنهار التي تحتضنهم ، الشعب الكوردي اليوم رقم موجود وناطق وله حضوره ، فلماذا لا يراجع هؤلاء الأخوة الجيران أنفسهم ويرفعون الغطاء عن أعينهم ويتفهمون الحقيقة التي تقول بأن هذا الشعب لا يمكن إلغاءه ولا يمكن الاستمرار في معاداته ولا يمكن ترويضه حسب أفكارهم ، فهو شعب خلقه الله وخلق العناد والجبال والجمال معه ، فالكورد الذين لم يكد أحد يتعرف عليهم في السابق أصبحت شعوب وأمم الأرض اليوم تعرفهم أكثر من دول الجوار التي حاولت طمس وجودهم . نعم أنا سأختار قول من قال إنهم نار تحت الرماد وأقول سيكتوي بها من يتمادى في ظلمه للكورد ، دول الجوار تتحمل ما ستفعل بهم تلك النار حين تستعر بسبب سوء ما اقترفت اياديهم بحق الكورد ، هم جعلوا الكورد بهذا الشكل الذي يخيفهم ويسلب راحة بالهم ، فلو تصرفوا بعقولهم وتواضعوا قليلاً امام هذا الشعب وتركوا أحقادهم جانباً لكانوا قد تمكنوا من إيجاد الف طريق والف حل ليتخلصوا من هذا الهم الكبير وسيجدون في طيبة وطهارة قلوب الكورد ما يرفع عنهم مشقة القلق والتفكير المنحرف حول حقيقة الكورد ، المشكلة الكوردية تكبر في انفسهم بشكل مرعب وكلما أساءوا إلى هذه الامة وجدوا أنفسهم بعد فترة زمنية بأن المشكلة مازالت قائمة ولم تنتهي ، بل تزداد وتيرتها تصاعدياً وتزداد حيرتهم وقلقهم . كلهم مبتلون مع الكورد مثلما الكورد ابتلوا بهم ، تركيا تتخبط يومياً مع حزب العمال الكوردستاني وقسد والأحزاب الكوردية في شمال كوردستان ، فمرة يحاربونهم ومرة يفاوضونهم ومرة يأتي رئيسهم ومسؤوليهم إلى أربيل لعلهم يحصلون على مبتغاهم ، ونفس الشيء مع إيران وسوريا والعراق ، فهذه الابتلاءات المشتركة ليست بسبب الشعب الكوردي بل سببه الواضح تخبط سياساتهم العنيفة بحق الشعب الكوردي وتكابرهم على حقوق هذا الشعب ، فمهما غسلوا اياديهم ستبقى أثار الدماء التي سفكوها ملتصقة بجلودهم ، فلا سبيل لهم إلا العودة إلى الرشد ومحاكاة الواقع بعقل منفتح ، فقد جربوا ما يمكن تجربته من ابادات وقتل وتهجير ولكن النتيجة ها هو الشعب الكوردي يكبر بكل شيء ، بوجوده ، بحضوره ، بعلو هامته ، بقضيته . أن أعظم رسالة يمكن أن يبعث بها الكاتب أو المثقف الكوردي إلى شعوب وحكومات دول الجوار هو أن لا تجعلوا الكورد فعلاً ناراً تحت الرماد كي لا تحرقكم بغتة ، وان يطفئوا نار الحقد والكراهية في أنفسهم أولاً لكي تطمئن أنفسهم ويجعلوا من هذه الأمة صلة للمحبة والتعاون وسند لهم ، فما يرونه اليوم من مرونة وطيبة قلب وانفتاح كوردي قد لا يرونه غداً وهذه حال الدنيا . ليعلموا بأن اكبر عار يفعلونه عندما يطالبون بحقوق الشعب الفلسطيني الذي لا يمثل معشار حجم مساحة ونفوس كوردستان وهم بنفس الوقت يسلبون حقوق الشعب الكوردي . علينا جميعاً كأمة كوردية أن نرص الصفوف ونرفع من وتيرة أصواتنا ونصرخ بكل قوة من الظلم الذي يقع على هذا الشعب الطيب المسالم فأن صرخة أربعين مليون كوردي ستهز السماء وتهز وجدان شعوب الأرض فزمن السكوت قد ولى ، اليوم العالم كله يسمع ويرى بفضل تكنولوجية الإتصالات فلا مجال للسكوت ، فكل كلمة تكتب هنا وهناك سيكون لها صدى في مشارق الأرض ومغاربها ، الكاتب والفنان والمثقف والشاعر والرياضي والإعلامي كلهم لهم تأثير وصرخاتهم لها ارتدادات ، في سبعينيات القرن الماضي نشرت فرقة ( Boney M ) الغنائية الأمريكية أغنية (by the rivers of Babylon ) هذه الأغنية تم تأليفها وتلحينها بدعم إسرائيلي لأن كلمات الأغنية تشرح هموم اليهود حول العالم في أرض الميعاد ، فأخذت حيزاً كبيراً في نفوس الناس وخاصة الشباب حول العالم فأصبح الكل يرددها ويحفظ كلماتها وكان هنالك تعاطف من قبل عشرات الملايين من الشباب مع القضية اليهودية التي صورتها ورسمتها تلك الأغنية بسبب جمالية اللحن والكلمات والأداء وحتى في داخل الدول العربية أحبّها الناس واصبحوا يرددونها إلى يومنا هذا ، فهل يعجز الفنان الكوردي أو الحكومة الكوردية في التنسيق و الإتصال بفرق غنائية عالمية لتأليف مثل هذه الأغاني التي تحاكي الواقع الكوردي المظلوم وتوصل رسالة إنسانية لجميع شعوب الأرض عما يعانيه هذا الشعب ؟ ، القضية الكوردية قضية كبيرة ويجب أن يكون التعبير عنها بشكل كبير ، وللأسف حجم التعبير عن القضية الكوردية بالنسبة للمثقف والشاعر والفنان والسياسي والرياضي والإعلامي وغيرهم لا يعادل معشار ما يجب القيام به ، وقد تكون هذه من اسباب ركود القضية الكوردية إقليمياً وعالمياً !
تحياتي لك يا استاذ الكريم. بل 60 مليون كوردي و أين هم و اين جيش كوردي و اين صواريخ و طيارات و اين فداين. و أليس الشعوب يتحرر بقوة و يثبت و يفرض نفسه بقوة و أليس الشعوب يدافعون عن امنهم القومية بقوة و لكن القادة الكورد و أحزاب الكورد كذابين و دجالين و هم يخدمون المحتلين ولا من أجل تحرير كوردستان. و الشعوب يتحرر بروح القومية و الوطنية و الحرب نعم الحرب هو الحل ولا غير