كان العراق خالياً من المخدرات تقريباً، حيث كانت عقوبة المتاجرة بالمخدرات هي الإعدام ، ولهذا قلما سمعنا بمشكلة المخدرات ، ولكن للأسف الشديد الآن الوضع إختلف بشكل مخيف ، ويقول مصدراً من وزارة الداخلية أنه في هذا العام تمّ إلقاء القبض على 230 شبكة لتجارة المخدرات منها 27 شبكة دولية لأكثر من 150 تاجراً دولياً ، وكان العراق قبل 2003 معبراً من إيران وأفغانستان إلى أوروبا ، والآن أغرق العراق بالمخدرات ، وأكثر الأنواع هي الميثامفيتامين والكرستال الآتي من إيران وأفغانستان والكبتاغون المصنّع في سوريا ليغرق دول الخليج الثرية وخاصة السعودية ، وأصبح إلقاء القبض على الشبكات شبه يومي .
وتقول رئيسة مؤسسة عراق بلا مخدرات السيدة إيناس كريم ، أن إجراءات الداخلية غير كافية للحد من هذه الظاهرة الكارثية المخيفة ، وتحتاج إلى ضبط الحدود مع دول الجوار ، ووجود أجهزة متطورة للكشف عن المخدرات بإنواعها ،
والعلاج لا يكمن بإلقاء القبض على التجار بل بعدد المتعاطين والمدمنين ، ففي النصف الأول من هذا العام إستقبل المركزأكثر من 700 حالة بينهم 45 فتاة ، وهذا رقم كبير وتحتل البصرة وميسان مركز الصدارة .
ويقول عقيل الصباغ مقرر لجنة المخدرات في مقابلة مع موقع (الحرة)،إن كافة الإجراءات المتّخذة تعتبر خجولة وغير كافية ، وعليه يجب إعطاء دور أكبر لموظفي الكمارك والشرطة ، وكذلك ضعف التوعية الجماهيرية من قبل منظمات المجتمع المدني والدولة بمخاطر المتاجرة والتعاطي والإدمان والترويج لها .
وفي العام الماضي إعتقل 19 ألف متهم ، وقتل 17 تاجر وتمّ ضبط 8 أطنان من المخدرات و18 طن من المؤثرات العقلية ، وإعتقل أكثر من 144 تاجر دولي ، وبسبب جهود التشديد على هذه الظاهرة الرهيبة إرتفع سعر غرام الكرستال من 6 دولارات إلى 70 دولاراً .
وزبدة الكلام ،هذه صورة محزنة لما وصل إليه الوضع الذي ينذر بكارثة إجتماعية ، وكما أسلف المتحدثون : إستوجب سن قوانين رادعة وإنزال أقصى العقوبات بالمتاجرين ، وأن تبذل جهود مضنية وحثيثة للتوعية وضبط الحدود والتحذير من مخاطر التعاطي لهذه السموم التي تقتل الشباب المنتج في الصميم ،ويخرب نسيج المجتمع ، بالإضافة إلى المشاكل ألأخرى المعروفة للقاصي والداني ، والصحة والسلامة لكافة العراقيين وكل الناس في العالم من وراء القصد .