ناطق عربي : بعد ان هب الشعب العربي هبة الرجل الواحد و حصل على استقلاله بالعرق و الدموع و الدماء و طرد المستعمر الغاشم من بلادنا شر طرده و بعد ان اممنا القناة و جابهنا العدوان الثلاثي و سطرنا أروع آيات البطولة و الفداء في حرب السويس، وبعد ان كسرنا احتكار السلاح و اطلقنا شعار “نعادي من يعادينا و نصالح من يصالحنا.
و بعد ان اسقطنا “حلف بغداد” و “مبدأ ايزنهاور”” و مشروع جونسن” و ارسينا قواعد عدم الانحياز و سياسة الحياد الإيجابي بعيدا عن هيمنة الدول الكبرى و بعد ان اطلقنا حركة التحرر العربي في المنطقة و راحت القلاع الرجعية تتهاوى تباعا تحت ضربات الشعوب في اسيا و افريقيا و أمريكا اللاتينية وبعد ان حشدنا طاقاتنا و نَّظمنا اعلامنا و برامجنا على أساس ان إسرائيل مخلب قط الاستعمار و شوكة في خاصرة الوطن العربي و بعد ان انتظرناها من الشرق فجاءت من الغرب اطلقنا شعار ” ما اُخذ بالقوة لا يُسترد الا بالقوة” و فوقه لاآت الخرطوم الثلاثة: لا صلح، لا اعتراف، لا مفاوضات. و بعد ان تجاوزنا كل هذا في حرب أكتوبر حينما حررنا الإرادة العربية و حطمنا العُنجهية الإسرائيلية امام الملأ. وبعد ان قطعنا امدادات النفط عن الدول المؤيدة للعدوان، و جعلنا من زعمائها و اقطاب صناعتها يهرعون الينا معتذرين متقربين متملقين. وبعد ان عايشنا العمل الفدائي و رعيناه بالمال و السلاح حتى استقام عوده و اشتد ساعده براً و بحراً و جواً في جميع ارجاء المعمورة و اعتلى منصة الأمم المتحدة، ارفع منبر دولي في العالم. وبعد ان وقفنا وقفتنا الغضوب من مبادرة السادات و اتفاقيات كامب ديفيد و اتفاقية الصلح المنفرد و عزلنا مصر شعبياً و رسمياً و نقلنا مقر الجامعة العربية من مصر الى تونس. و بعد ان اكدنا ان منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني و انه لا صوت يعلو صوت المعركة .وبعد ان استوعبنا حرب لبنان و منعنا إسرائيل من تحقيق أي من مخططاتها التوسعية نتيجة للتلاحم البطولي بين الشعبين اللبناني و الفلسطيني امام الة الحرب الإسرائيلية المتعجرفة.
و بعد ان تفهمنا حرب الخليج و حصلنا على صفقة الأواكس المتطورة رغم جهود اللوبي الصهيوني داخل الكونكَرس الأمريكي و خارجه و من معه من العناصر المؤثرة في مراكز التأثير في الإدارة الامريكية وبعد ان احتوينا خلافات المقاومة بعد خروجها من لبنان و اكدنا على ديمقراطية القرار الفلسطيني و على عدم الاستئثار به من أي طرف كان.
و بعد ان تفهمنا و استوعبنا جميع مراحل الازمة في المنطقة عربياً و فلسطينياً و لبنانياً و خليجياً في قمة فاس و قفزنا قفزة نوعية في قمتها الثانية. وبعد ان طافت اللجمة السباعية المنبثقة عنه ارجاء العالم من أمريكا الى روسيا الى فرنسا الى بريطانيا الى الصين لشرح الموقف العربي و جوهر الصراع في المنطقة من جميع جوانبه و لوضع حد لجميع لممارسات إسرائيل العنصرية و أهدافها التوسعية، و بعد ان عرينا إسرائيل دولياً و اوقعناها في عزلة خانقة بعد ان توصلنا مع حلفائنا الى اتخاذ القرار تلو القرار بطردها من الأمم المتحدة و من معظم اللجان الثقافية و الاقتصادية و التكنولوجيه المنبثقة عنها. وبعد ان لعبت الجماهير العربية من المحيط الى الخليج دورها الريادي في المعركة و قالت بلسان احزابها و نقاباتها و منظماتها لا لمشروع ريغان كما قالتها من قبل لمشروع روجرز و القرارين 242 و 334 ولكافة الحلول الاستسلامية و الطروحات التصفوية. وبعد ان لعبت الصحافة العربية المقيمة و المهاجرة دورها الحضاري في طرح الحقائق الموضوعية و لتعرية الصهيونية العالمية ثقافياً و اعلامياً و اعلانياً و بعد ان لعب البترول العربي دوره القيادي و المتميز سياسياً واقتصادياً و صحافياً و فكرياً و فنياً و تلفزيونياً على الصعيد الإقليمي و الدولي لرأب الصدع و توفير الجهد العربي للنهوض بمسؤولياته في المعركة وبعد ان أكدنا على هذا الاتجاه امام مؤتمرات القمة و مجموعة دول عدم الانحياز و منظمة الوحد الافريقية و المؤتمر الإسلامي في كولومبو و ندوة الحوار العربي ـ الأوربي الأوروبي وحوار البحر المتوسط في مالطا و في جميع المحافل و المناسبات الدولية منذ مؤتمر كلاسبورو بين الشرق و الغرب الى المؤتمر الأخير بين الشمال و الجنوب
عابر سبيل: و بعد كل هذه اللفة و الدورة سنجلس على الخازوق المُعَدْ لنا منذ عام 1948.
…………………….
التالية (13) المواطن و الكلب.