البابا فرنسيس لبطريرك الآشوريين: أنتم سريان، لا آشوريون- موفق نيسكو

 

 

ابتلى العراق كغيره من البلدان بفئة ناس زَوَّرت تاريخ بلدانهم وخانته، لكن المؤلم مع العراق أنَّ هؤلاء ليسوا عراقيين، ولا آشوريين، بل آراميين سريان نساطرة المذهب ينحدرون من الأسباط العشرة التائهة من بني إسرائيل، نزحوا كلاجئين من جبال وكهوف هكاري- تركيا، وأورميا- إيران في الحرب الأولى، فآواهم العراق، لكنهم نكروا الجميل وخانوه، فتحالفوا مع الإنكليز الذين سَمَّوهم آشوريين لأغراض سياسية عبرية.

في الرابط بيان الفاتيكان ، بالعربية ومؤشر على الأمور المهمة

https://f.top4top.io/p_3240y40yj2.png

ويوماً بعد يوم يثبت صحة كلامي بحقيقتهم، فقبل أيام وفي 9 تشرين الثاني 2024م، التقى البابا فرنسيس مع بطريرك كنيسة الآشوريين الجدد ومطارنته، أهمهم ميلس زيا مطران استراليا، المُروَّج والمدافع عن التسمية الآشورية الحديثة المزيفة، وألقى البابا كلمة، قائلاً: إنَّ تقليد كنيستينا (روما والآشورية)، هو سرياني ولاتيني، وبعد أخذ موافقة بطريرك الآشوريين وكذلك بطريرك الكلدان، قررت روما إدراج أسقف نينوى القديس اسحق السرياني (القرن 7)، في سجل تذكاراتها، لأنه أحد أكثر آباء التقليد السرياني الشرقي تبجيلاً (ملاحظة: قصد البابا أنه أخذ موافقة بطريرك الكلدان أيضاً لإدراج اسم اسحق السرياني، هو أنَّ اسحق محسوب على الكلدان أيضاً، فالكلدان هم سريان أيضاً، وهم والآشوريون، اسمهم في التاريخ هو، السريان الشرقيون، لا كلدان ولا آشوريون، وكان الاثنان كنيسة واحدة تتبع أنطاكية السريانية إلى سنة 497م، عندما اعتنقوا النسطرة وانفصلوا عنها، وسنة 1553م انشقوا ثانيةً عن بعضهم حيث تكثلك عدد كبير منهم، فسمتهم روما، كلداناً، وثبت اسم الكلدان في 5 تموز 1830م، ثم قامت كنيسة الإنكليكان الإنكليزية سنة 1876م بتسمية بقية السريان النساطرة، آشوريين)، وإضافة لبيان كلمة البابا أعلاه الذي أصدره الفاتيكان، فقد صدر بياناً مستقلاً حول إدراج اسحق السرياني في سجل التذكارات، وصدر البيانان بالإيطالية، والترجمة العربية هي من موقع الفاتيكان أيضاً.

في الرابط بيان الفاتيكان بالعربية حول اسحق السرياني

https://g.top4top.io/p_32405g0ee3.png

1: السؤال المهم لبطريرك الآشوريين الجدد ومطارنته الذين كانوا واقفين بخشوع وخنوع أمام البابا: أين شجاعتهم ولماذا لم يعترضوا على كلام البابا بالقول له: إنَّ تقليدنا وتراثنا وقديسنا هو آشوري، لا سرياني، وكيف وافق بطريركا الآشوريين والكلدان على ذكر قديسهم باسم، اسحق السرياني (لا آشوري ولا كلداني)؟، أين المبادئ وما هذا التناقض؟، أين شجاعة آشور وسنحاريب وتغلاث فلصر التي ينسبون أنفسهم لهم زوراً ويتغنون بهم؟، أين شجاعة مطران ميلس ممثل الكنيسة في الحوار مع روما والذي يُعلِّق في المواقع بأسماء مستعارة أو يزور وثائق بالعربية، فيبدل كلمة سرياني بآشوري، أو يستعمل أشخاصاً بأسماء مستعارة يتهكموا على من يكشف حقيقتهم؟، لماذا لم يتفلسف هؤلاء الآشوريون أمام البابا بالحجج المضحكة التي يسوقوها دائماً لتبرير تزويرهم للتاريخ؟، لماذا يستعمل البابا مصطلح سرياني مع الآشوريين والكلدان؟، وليس مع الأرمن مثلاً؟، وهل لو قال للأرمن: تراثكم سرياني؟، سيسكتون، أم سيجيبونه: عفواً يا قداسة البابا نحن ترثنا أرمني، لا سرياني؟، فلماذا سكت بطريرك الآشوريين ومطارنته؟، وأنا متأكد لو أنَّ شخصاً أُميَّاً بسيطاً عربياً أو موزمبيقياً مثلاً، قال له البابا: أنت يوناني أو هندي، لأجاب فوراً أنا عربي أو موزمبيقي، فهل هناك كلمة في اللغة العربية لوصف هؤلاء سوى الكلمة التي وردت في الإنجيل الذي يزعمون أنهم يتبعونه، وهي أنهم مراؤون ورياؤون؟، أمَّا بعض العلمانيين من المتأشورين، فلماذا في لقاءات شخصية أو عندما يكتب البعض قائلاً لهم: أنتم سريان، ينتفضون ويهيجون مستعملين كلمات غير لائقة وأسماء مستعارة؟، أين شجاعتهم ولماذا لا يكتبوا مقالات ضد بطريركهم ومطارنتهم، وضد البابا ويرفضوا ما قاله؟.

 

2: أشار البابا في كلمته إلى اتفاقات مع دنحا بطريرك الآشوريين السابق، لرفع الهرطقة والحرم النسطوري عنهم وقبولهم كاملاً في الكنيسة، وأهم لقاء كان في 9/ تشرين ثاني 1994م، وخطاب البابا الموجَّه للبطريرك دنحا يومها: إنَّ (رعيتكم السريانية، وليس الآشورية)، ونشرتُ ذلك سابقاً (أنظر، المطران الآشوري- الكلداني، باواي سورو، كنيسة المشرق رسولية أرثوذكسية ص257). علماً أنَّ كنيستهم محرومة من كل كنائس العالم إلى اليوم، لذلك حتى لو افترضنا أنَّ روما قبلتهم، فلا يعني أنَّ بقية الكنائس ستقبلهم، فهم ليسوا عضواً في مجلس كنائس الشرق الأوسط، بل مراقب، والسبب هو فيتو الأقباط الصارم، وطبعاً الأقباط والسريان والأرمن الأرثوذكس هم كنيسة واحدة وموقفهم دائماً واحد.

3:  جميع لجان حوار كنيسة الآشوريين مع روما التي أشار لها البابا، هي بالاسم السرياني، والطريف أنَّ ممثل الآشوريين في لجان الحوار مع روما باسم (الحوار السرياني اللاتيني) هو ميلس مطران استراليا الذي يوقع ويعترف أنَّهُ وآبائه وتقليده وطقسه ولغته وكل شي، هو سرياني، لا آشوري، ثم يرجع لرعيته من الناس البسطاء، ويقول لهم، نحن آشوريون.! (ولا اعرف ماذا تُسمى هذه العملية باللغة العربية).

في الرابط وثيقة اعتراف مطران ميليس أنَّ كل شيء سرياني، لا آشوري

https://i.top4top.io/p_32402oyxy1.png

 

ولكي لا أطيل بالتطرق إلى مسائل عقائدية، فأقول: إن كنيسة روما لا تزال تعترف بمجمع افسس 428م الذي حرَّم نسطور، وستبقى تُحرِّمه وتعاليمه وتعتبره هرطوقياً، وفي كل مرة تلوي روما ذراع الآشوريين وتجبرهم بتقديم تنازلات وأنَّ عليهم تحريم نسطور بوضح تام، وتستعمل روما معهم عبارة عقائدية رنانة مدروسة بعناية وبشروط قاسية، كما يقول البيان: تسمح روما لرعية الآشوريين، وفق اتفاق 2001م، لمن يستعملون طقس أدي وماري فقط، (وبنوع من الشركة) أي تقديم روما بعض الخدمات البسيطة لهم، (وفي ظروف معينة فقط) أي للضرورة كعدم وجود كنيسة أو كاهن آشوري. (ملاحظة: الطقسان الرئيسان للآشوريين هما، طقس نسطور وأستاذه تيودورس المصيصي والاثنان إلى اليوم محرومان وهرطوقيان في كل كنائس العالم (ملاحظة: نسطور وثيودورس هما سريانيان أيضاً)، أمَّا طقس أدي وماري، فثانوي.

وأخيراً: واضح كيف للأسف يضحك بعض رجال دين مسيحيين على أنفسهم ورعيتهم، فأمام رعيتهم البسيطة هم، آشوريون، وأمام من يعرف حقيقتهم هم، سريان في كل شي، وشكراً/ موفق نيسكو

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *