مر النظام الايراني بالعديد من المراحل والفترات الصعبة وواجه تحديات جسام بحيث کان في بعض منها على حافة الهاوية ولکنه ولأسباب وعوامل تتعلق بالظروف والاوضاع وحتى أمور طارئة، تمکن تجاوز ذلك والبقاء والاستمرار، وعلى الرغم من الانهاك والآثار والتداعيات السلبية التي عانى منها من جراء ذلك، فإنه حرص دوما على الإيحاء بأن بقائه يعود لأن السماء لاتريد له التلاشي والسقوط!
طوال ال45 عاما الماضية، فإن النظام الايراني واجه ما لم يواجهه أي نظام دکتاتوري آخر، لکن هذه ليست بمثابة منقبة يمتدح بها بل إنها تثبت بأنه أکثر نظام دکتاتوري مرفوض ومکروه من قبل شعبه وتتواصل النشاطات ضده من أجل إسقاطه.
ما مر به النظام الايراني وواجهه من تحرکات ونشاطات إحتجاجية وإنتفاضات شعبية وتحديات وأمور أخرى، لئن لم تکن قد أسقطته فإنها إضافة الى إنها قد أنهکته کثيرا، فقد ساهمت أيضا بإضعافه کثيرا، ولايبدو أبدا بأن آثار وتداعيات الانتفاضات الشعبية قد مرت أو تمر بسلام على النظام کما إن النشاطات والدور والتأثير لعملية الصراع والمواجهة التي تخوضها منظمة مجاهدي خلق ضد النظام الايراني لم تذهب هي الاخرى هباءا بل وحتى إنها الاکثر تأثيرا على النظام داخليا وخارجيا ويکفي إن تمکن المنظمة من لفت الانظار إليها وإثبات جدارتها بکونها بديلا للنظام ويشار لها بالبنان، بأن تجعل النظام يشعر بالخوف والرهبة منها ولاسيما وإنها”أي المنظمة” وبعد 4 عقود من الصراع والمواجهة مع النظام فإنها تزداد قوة وتألقا فيما إن النظام يزداد ضعفا ووهنا.
ضعف النظام الايراني ووهنه الناجم من 45 عاما من الرفض والمواجهة ضده، يشکل نقطة بالغة السلبية ضده ولاسيما بعد أن خاب رجائه في فوز منافسة ترامب وإستمرار عهد التهدئة الذي کان سائدا طوال الاعوام الاربعة المنصرمة، وحدث ما کان يخشاه النظام ويتمنى عدم حدوثه بعودة ترامب الى السلطة خصوصا وإنه قد حقق فوزا ساحقا، ومن دون شك فإن النظام ينتظر أربعة أعوام صعبة جدا وتتزايد فيها التحديات والتهديدات المحدقة به الى أبعد ما يمکن أن يتصوره النظام.
ردود الفعل والانعکاسات الصادرة عن النظام وعن وسائل إعلامه الصفراء، يبدو عليها الخوف والهلع والحيرة والقلق واضحا ولا يحتاج الى أي شرح وتوضيح، ويبدو النظام کم أسقط في يده وصار بين ليلة وضحاها أمام تحد ومواجهة يعلم جيدا بأنه ليس في مستواها والاهم من ذلك يعلم أيضا بأن الکذب والخداع والتمويه الذي حرص على ممارسته طوال ال45 عاما المنصرمة، لم يعد ينفع بشئ مع ترامب الذي يعلم الجميع بأنه يريد مطالب من النظام لو نفذها فإنه سيفقد کل أسباب قوته وعنتريته لکنه وفي نفس الوقت لو رفض ذلك فإنه سيواجه أوضاعا تجعله من المستحيل أن يبقى ويستمر معها!
العرب الشيعة..
بين (قوميين عرب وسنة).. يخدعونهم بانهم (المدافعين عن عروبتهم؟؟ وهم مليئين بالحقد الطائفي السني ضد العرب الشيعة).. وبين ايران التي تخدعهم بانهم (المدافعين عن الشيعة والتشيع؟؟ وهم محقونين بالحقد القومي الفارسي.. ويسخرون المذهب الشيعي لتحقيق اطماع ايران القومية العليا، ويختزلون المرجعية والقيادة بالفرس وايران).. وكأننا كشيعة عرب (قاصرين.. مذهبيا؟؟ وقاصرين قوميا).. من قبل كلا الطرفين (العربي والفارسي)..
دور ايران .. الاستراتيجي.. للغرب.. :
1. ايران وخارطتها الطولية.. حاجز بين الكتلة السنية الضخمة بمئات الملايين السنة بباكستان وافغانستان واسيا الوسطى.. تفصلهم عن .. الكتلة السنية الضخمة بمئات الملايين السنة بشمال افريقيا والخليج.. ولنتبه عندما اقامت داعش دولة الخلافة.. الحاجز الذي وقف ضدها هم الشيعة العرب والتحالف الدولي..
2. ايران حاجز جغرافي يحجز الاتحاد السوفيتي السابق .. وروسيا الحالية.. عن المياه الدافئة بالخليج حيث منابع النفط الضخمة..
3. ايران .. كديمغرافية .. قنبلة موقوته.. فالفرس .. احاطوا انفسهم باراضي احتلوها عبر تاريخهم .. كبلوشستان 1928 والاحواز 1925 واذربيجان.. وكوردستان.. الخ.. ولنتبه جميع هؤلاء يمثلون حاجز جغرافي وديمغرافي (للفرس الذين اقليمهم الجغرافية يقع بوسط ايران).. فنجد حتى بالحرب العراقية الايرانية مثلا.. اصرار ايران على استمرارها.. لان الفرس مدنهم وقراهم بعيدة عن جبهات الحرب.. وكان العرب الاحوازيين والاكراد بكوردستان.. مناطقهم هي التي تكتوي بالمعارك بين الطرفين.. لذلك سقوط النظام الايراني السيء الصيت المعمم الحالي.. يعني سيفجر ازمات ديمغرافية قومية خانقة.. ذات ابعاد طائفية في بعضها ايضا مخالفة للمذهب الفارسي..
4. الاستراتيجية الايرانية الفارسية الحالية المعممة.. تؤمن بان اعادة ايران لداخل حدودها من حيث النفوذ .. وفقدانها النفوذ ا لاقليمي.. سوف يجعل النظام الايراني بمواجهة الشعوب الايرانية.. بتحدي هائل.. قد تفجر صراعات لحروب اهلية.. قومية ودينية.. بعد ان يفقد النظام الايراني عامل ابعاد الانظر عن ازمات الداخل الى الخارج الاقليمي ..
5. ايران الفرس من الشعوب الارية.. ويشعرون هم اقرب للغرب منها للشرق.. لذلك يرفع الايرانيين لا غزة ولا لبنان نعم نعم لايران.. والثقافة الايرانية اقرب للثقافة الاوربية من حيث الانفتاح.. ونجد ذلك عند الايرانيين المغتربين باوربا وامريكا .. لنكتشف طبيعة الايرانيين ومنها شمال طهران..
6. الفوقية والشعور بان لايران امتداد خارجي كحدائق خلفية لطهران.. دمرت شعوب بالمنطقة كالعراق وسوريا ولبنان واليمن.. وهذا يوجب تحييد ايران داخل حدودها..
ما سبق بعض من فيض..