كلنا نصادف الكثيرين من الناس من خلال حياتنا المعاشة وتعاملنا وإختلاطنا فنرى الكلام الجميل المنمق والترحاب والسؤال عن الحال والأحوال ، ولكن نفس الشخص بعد أن نتركه يبدأ بالنميمة والإنتقاص منا أو من غيرنا ،ويتكلم بالسوء عن أشخاص قد مدحهم وأثنى على مواهبهم وسيرتهم الحسنة أثناء تواجدهم ،ترى لماذا هذا الإنقلاب والتغيير في الراي والسلوك ، لماذا هذا النفاق الصارخ الذي لا يقبله العقل والمنطق؟
في الحقيقة نفس هذا الأنسان عندما يكون بحاجة إلى نفس الشخص الذي إنتقص من شخصيته ونعته بالصفات السيئة ، يتملق له ويمدحه وكأن شيئاً لم يحدث لينال مطلبه وحاجته ، وبعد إنقضاء الحاجة يراه في الشارع فيتغاضى النظر إليه ويتجنب ملاقاته لكي لا يتبادل التحية معه ، وهذا ما يؤسف له حقاً .
الخلاصة : مثل هذا الإنسان يقال له أبو الوجهين ، يظهر عكس ما يضمر ، وهو كالممثل البارع يتقمص الدور حسب حاجته والظرف الآني ، وبعد الوصول إلى مبتغاه ينسى او يتناسى ، وكأن الدنيا هي ظرفية وآنية وحسب المصلحة الشخصية يقاس التعامل مع الآخرين .
حكمة : عامل الناس مثلما تريد أن يعاملوك ، ولا تكن ذو وجهين ، بل كن صادقاً وأميناً في تعاملك وتصرفاتك مع الآخرين ، لآن كما يقال (الدنيا دوارة ) ، وقد تحتاج من تعاملت معه بوجهين ، وعندها تكون قد إنكشفت له وتكون من الخاسرين ، فهل وصلت الرسالة ؟ نتمنى ذلك .