لفترة طويلة تسبب النظام الايراني في إلحاق الکثير من الخسائر الروحية والمادية والمعنوية ببلدان المنطقة وشعوبها کما تسبب قبل ذلك في إهدار ثروات الشعب الايراني على مخططاته ومغامراته الطائشة والمجنونة ولاسيما من حيث إثارة الحروب ودعم وتمويل وکلائه في المنطقة على حساب الشعب الايراني، لکن وبعد إثارته للحرب في غزة وإنتقالها للبنان، فإن مسار الامور بدأت تتغير بسياق لم يکن النظام الايراني يرغب فيه ويتوقعه.
المخططات والمٶامرات المشبوهة التي قام النظام بتنفيذها في المنطقة والتي تسببت في مختلف المصائب والمآسي والدمار الذي حصل في بلدان المنطقة، والتي کان ولازال هذا النظام يسعى من أجل إستمرارها، يبدو وبصورة واضحة جدا بأنها قد إرتطمت وصلت أخيرا الى طريق مسدود بعد فشلها في تحقيق أهدافها ومهامها بل وإن الذي جعل آمال النظام الايراني وطموحاته تتبدد وتتلاشى هو إنه صار يعي تماما بأنه قد صار يفقد قواه تدريجيا ولاسيما بعد أن أصبحا وکيلين له في المنطقة في مهب الريح ولازال الحبل على الجرار فيما يتعلق ببقية وکلائه الآخرين في المنطقة
المصيبة والکارثة غير العادية بالنسبة للنظام الايراني هي إنه قد حاول من خلال حروبه الاخيرة التي أثارها في المنطقة أن يغير من مسار الامور والاوضاع في داخل إيران لصالحه خصوصا بعد أن تزايدت الاحتجاجات الشعبية وتصاعدت العمليات الثورية لوحدات الانتفاضة في سائر أرجاء إيران صارت الاوساط السياسية الدولية ترى في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية بمثابة البديل المناسب والافضل للنظام الدکتاتوري الحکم، لکن يظهر واضحا بأن محاولات النظام باءت ليس بفشل بل وحتى بفشل ذريع حيث إن الاحتجاجات والنشاطات الثورية تزايدت بصورة أکبر وأقوى من السابق وهذا ما أجبر النظام الايراني أن يقبل بذلك الاتفاق المخزي لوقف إطلاق النار في لبنان والذي أکد هزيمة وکيله في لبنان وفشلت حساباته في لبنان.
النظام الايراني ووکلائه المرعوبين من جراء الاحداث والتطورات التي لم تعد في صالحهم وحتى يرون فيه نهايتهم الحتمية، فإنهم وبدلا من الاعتراف بالواقع يزعمون کذبا وتمويها بأن حزب الله قد حقق إنتصارا في لبنان، والاکثر سخرية من ذلك إنهم يقومون بما يمکن وصفه بتهنئة بعضهم في وقت أکدت مختلف الاوساط السياسية المعنية بالاوضاع في المنطقة عموما ولاسيما فيما يتعلق بالدور المشبوه للنظام الايراني من خلال وکلائه، بأن قرار وقف إطلاق النار في لبنان هو بمثابة إعلان نهاية لدور وتأثير حزب الله في لبنان والمنطقة، ولم يتبقى هناك للنظام سوى أن يرقص على أشلاء عناصره ووکلائه الممزقة في المنطقة.