وضع اتفاق وقف النار في لبنان , طرفي النزاع الحربي ( حزب الله والعدو الاسرائيلي ) في ميزان الربح والخسارة , في الانتصار والهزيمة , وخاصة كل طرف يدعي أنه حقق انتصاراً على الاخر , وكل طرف يدعي أنه دمر قوات الطرف الاخر بالخسائرة الكبيرة , ولهذا السبب رفع الراية البيضاء بطلب بوقف النار والالتزام الكامل بشروط اتفاق وقف النار , مثلاً حزب الله اللبناني يدعي بأنه حقق انتصاراً كبيراً يفوق انتصار الحرب بين حزب الله واسرائيل عام 2006 , ولكن بعد ذلك حينما انتهت مراسيم مهرجانات الانتصار الصاخبة , واتضحت الصورة الكاملة المروعة , التي كشفت عن الدمار الكارثي لجنوب لبنان والضاحية وبيروت , لذلك اضطر الامين العام لحزب الله ( حسن نصر الله ) ان يلعق الهزيمة المرة ويعترف بقوله : لو كنت اعرف النتائج الكارثية لدمار التي لحقت بلدات وقرى الجنوب والضاحية وبيروت , لما أقدم بشن الحرب وتكبيد لبنان خسائر هائلة , ولكنه يعيد المأساة الكارثية , قام بشن الحرب ضد اسرائيل بدافع إسناد غزة , التي تحولت الى مدينة اشباح بأطلال مهدمة بشكل شبه كامل , في بداية المناوشات الحربية بالصواريخ والمسيرات يطلقها الجانبين , طلبت اسرائيل بأنها ستوقف الحرب ضد الجنوب اللبناني , اذا انسحب حزب الله عن الحدود مسافة 7 الى 8 كيلو متر , وينتهي الصراع الحربي , رفض حزب الله ذلك , لانه كان يراهن على الميدان وتكبيد العدو الاسرائيلي خسائر فادحة تجبره على التركيع والانسحاب الكامل من غزة , عندها تزف جبهة الممانعة أوالمقاومة بالفرحة الكبرى , بأن وحدة الساحات حققت انتصاراً ساحقاً على العدو الاسرائيلي , الذي تجرع مرارة الهزيمة الساحقة , لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن , استمرت الحرب المدمرة ضد لبنان اكثر من شهرين , تشرد اكثر من مليون ونصف تركوا ديارهم في الجنوب والضاحية , من الدمار المهلك الذي اصاب ديارهم وبلداتهم , نتيجة القصف الجوي الصاروخي طوال اليوم , حتى قال رئيس وزراء اللبناني , بأن لبنان لم يشهد حرب مدمرة في تاريخه, فكانت الحرب كارثة حقيقية على لبنان , كل شيء مدمر , والخراب في كل زاوية , وصرح وزير الاقتصاد اللبناني , بأن اعادة الاعمار يكلف اكثر من 20 مليار دولار , وكانت خسائر البشرية كبيرة , حوالي 4000 ضحية واكثر من 15000 جريح ومصاب خلال الشهرين من ايام الحرب , لم يعد لبنان يتحمل نتائج كارثية اكثر من ذلك , ذلك جرى اتفاق على وقف الحرب , واتفق حزب الله بالاتفاق والتعهد في الالتزام في تطبيق قرار 1701 واتفاق الطائف , والذي ينص على نزع سلاح حزب الله , وتحويله الى حزب سياسي بدون تنظيم عسكري . ونص الاتفاق على شرط انسحاب حزب الله الى شمال نهر الليطاني , يعني بعيداً عن الحدود بعمق 30 كيلو متر , والى اسرائيل الحق في رصد الخروقات وضربها مباشرة , بعدما دمرت كل المعابر الحدودية بين لبنان وسورية , ومتابعة تجريد سلاح حزب بسد كل المنافذ الحدودية التي تزود حزب الله بالسلاح , اي وضع حزب الله في القفص تحت رحمة الحارس الاسرائيلي المتوحش , ومن نتائج الحرب الكارثية على حزب الله , اغتيال وقتل القيادات في الصف الاول والثاني والثالث , بما فيهم اغتيال أمينه العام ( حسن نصرالله وخليفته الثاني ) واغتيال القيادات العسكرية والفنية والمديانية , وتدمير مستودعات وخزائن الصاروخية لحزب الله , ان الحرب أهلكت حزب الله وحاضنته الشعبية , التي تدمرت قراها وبلداتها بشكل شبه كامل , بعد اتفاق وقف النار تتضح الصورة , بأن اسرائيل لم تلتزم به , حيث نشهد خروقات مستمرة وخطيرة , بالتحليق المسيرات والطلعات الجوية وضرب أي هدف , حيث اسرائيل منعت سكان 68 قرية من العودة الى ديارهم , والذين سنحت له فرصة لتفقد منازلهم , وجدوا مشاهد مروعة وكارثية كل شيء مهدم , ومازالوا يسكنون في العراء في هذا الشتاء بالبرد والمطر , ومن المصائب الكارثية قبول بأن المشرف على بنود اتفاق وقف النار , ان يكون بقيادة أمريكا حليفة اسرائيل , وبدأت تغض الطرف عن تجاوزات وخروقات اسرائيل الخطيرة المستمرة , حتى ان اسرائيل احتلت مواقع جديدة بعد هذا الاتفاق , وكل يوم تزداد رقعة وتوسع احتلالها لمناطق جديدة , وحزب الله والحكومة البنانية لا يفعلان شيئاً , سوى بالتصريحات الاعلامية لهذه الخروقات , وتحاول امريكا ان لا تصغي لها في اطلاق يد اسرائيل بالخروقات ……. هذه بعض الحقائق المروعة والكارثية , التي يسميها حزب الله انتصارات كبيرة !!!!!!
جمعة عبدالله