الصورة التي أمامكم هي لـ أسعد حسن الشيباني وزير خارجية سوريا (قبل وبعد)
قبل (وقت ان كان يقاتل الجولاني وباقي زملائه على الساحات العراقية والسورية ضد الامريكان والانجليز ثم السوريين)
بعد (ان تولوا السلطة في دمشق بدعم الامريكان والانجليز)
وبين الصورتين الكثير والكثير……
صورته بالبدلة تلك كانت أثناء مشاركته في منتدى دافوس العالمي بصحبة أكثر من 50رئيس دولة، قبل ان يحاروه على هامش المؤتمر توني بلير وزير الخارجية البريطاني ومن كان له الفضل الأول في الغزو الأمريكي للعراق !
نعم توني بلير يحاور مع ممثل من كان يفترض أنه تعارك معهم بالأمس في العراق.. فماذا جرى ؟!!!
بإختصار أحمد الشرع نفسه هو صنيعة الدولة العميقة السورية، فهو تربية أصف شوكت مدير المخابرات السورية، والذي قام بتربيته مع باقي زملائه (كحال أغلب الأنظمة العربية التي صنعت السلفيين والجهاديين لأغراض داخلية واحيانا خارجية)، ثم اطلق شوكت هولاء في العراق لمواجهة الأمريكان بعد غزوها للعراق، وبعد تواجده في العراق لمدة 4 أعوام تقريبا القت الولايات المتحدة القبض عليه عام 2006، وبقى بين يديها حتى انطلقت ثورة الربيع العبري في سوريا2011، فاطلقته الولايات المتحدة ليبدأ مشواره العكسي في سوريا ضد الجيش السوري، بعد ان اطلقته في السابق المخابرات السورية نفسها ليقاتل ضد الجيش الأمريكي في العراق.
وبعد ان بات الجولاني أقرب للحضن التركي 2013 صنفت واشنطن الجولاني على أنه “إرهابي دولي”، وردا على ذلك أعلن الجولاني في العام التالي محاربة واشنطن، فأعلنت الولايات المتحدة مكافئة 10مليون$ لمن يدلي عنه بمعلومة، وفجأة ظهر الجولاني (التي فشلت أمريكا في العثور عليه أو أي معلومة عن مكانه) في حوار صحفي مع الصحفي الأمريكي مارتن سميث !!!، وفي ذلك الحوار تراجع الشرع عن كل ما قاله ضد الولايات المتحدة، بل جاءت تصريحاته في منتهى الود تجاه واشنطن واكتفى بلعن إيران فقط، وبعد ذلك الحوار بثلاثة أعوام تقريبا، وتحديدا في ديسمبر الماضي ومع تقدم مليشيات الجولاني على الأرض السورية، ظهر الجولاني في حوار مع CNN الأمريكية وهو يرتدي قميص زيلينسكي وبنفس اللحية المهندمة، فما كان ذلك اللقاء إلا إعلان الحاكم الجديد لسوريا، واعتراف الولايات المتحدة به، فما كان أمام بشار الأسد وقتها إلا الفرار بعد ان ادرك الرسالة وأيضا شكل النهاية.
أخيرا كان ذلك ملخص قصة الجولاني أبن الدولة العميقة السورية وذلك الأبن الغير شرعي المسمى حاليا بالشرع منذ النشأة وصولا لتسلم القصر الرئاسي في دمشق بكل سهولة من الدولة العميقة أيضا دون نقطة دم واحدة أو أي إشتباك مع أي قوات من الجيش أو الشرطة السورية، بعد تدخلات مالية قطرية لكبار القادة والظباط في الجيش، وتفهمات تركية مع روسيا وإيران، كانت أقرب لفرض تركيا الواقع الجديد عليهم بحكم ضعفهم أمام ذلك المخطط الجهنمي الذي تم إعداده في شهور ونفذ بنجاح ساحق في أيام معدودة.
وفي التعاون بين أجهزة المخابرات الغربية والمال القطري والمنظمات المدنية (وفي حقيقتها مخابراتية) في دعم الجهاديين والتكفيريين الذين يحكمون 20% من مساحة سوريا الأن أو ما شابههم من باقي الإسلاميين في بلادنا أسرار لا أول لها من أخر، وكل يوم سنكتشف أبعاد كثيرة وعميقة في قصة سقوط سوريا.
فادي عيد
المحلل السياسي المتخصص في شئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
fady.world86@gmail.com